أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار الإقليم / العميد السلفي والجلة.. علو في الحياة وفي الممات

العميد السلفي والجلة.. علو في الحياة وفي الممات

اقليم تهامة ـ ✍️حافظ مراد

في ذكرى استشهاد العميد ابو عبدالله قاسم السلفي قائد كتيبة رئاسة الصقور، والعميد حسن عبدالعزيز الجله قائد كتيبة التحركات باللواء ١٣ مشاه، نستلهم دروس وعبر من قائدين عشقا حب الوطن وقاتلا السلالة الفارسية سويا في خندق واحد، قادا كتائبهم من الجفينة إلى صرواح مرورا بالمخدرة وصولا إلى المشجح وهيلان، وحققا انتصارات عظيمة ،ونكلا بقطعان الحوثي ومزقوا انساقه ثم لقوا الله معاً.

السلفي والجلة علمونا دروسا في الشموخ والإباء والتضحية والفداء والشجاعة والاقدام، تاريخهم حافل بالبطولات تجف الأقلام وتنتهي العبارات ويعجز اللسان عند التحدث عن أؤلئك العظماء لعظمة أهدافهم ونبل قيمهم واخلاقهم، عندما انطلقوا لصد جحافل مليشيا الارهاب لم يبحثوا عن الشهرة ولم يمتلكوا أرصدة بنكية ولم يكونوا يحلمون باستثمارات وعقارات، كان هدفهم كرامة وشعارهم الحرية لذلك قاتلوا بعيدا عن عدسات الكاميرات فلحقت بهم دون معرفتهم ووثقت لهم مشاهد بطولية كنا نظن إنها مشاهد من الخيال لولا أننا كنا في أرض المعركة شهودا، ومن وثقوا المشاهد ثقات، ما جعل المشاهد يصدق أنها من واقع معركة تحرير جبل هيلان.

كان ال ٢٢ من رمضان ١٤٣٧هـ يوم عصيب وخالد يوم من أيام الله أبلوا القائدان بلاء حسنا واستمرت معركة هيلان لساعات طويلة، ويأتي شخص إلى اللواء عبدالرب الشدادي رحمه الله قائد المنطقة العسكرية الثالثة قائد اللواء ١٣مشاه يخبره بأن القائد أبو عبدالله قاسم السلفي والقائد حسن الجله قد فروا من أرض المعركة فيرد الشدادي عليه بثقة مطلقة برفاق دربه الصادقين قائلا له: أصمت ما كان لأبي عبدالله ورفاقه أن يتولوا يوم الزحف ولن يحدث ذلك.
انصرف ذلك الشخص وعقب ساعات مريرة من المواجهات الشرسة يأتي خبر بشرى النصر وتحرير كافة المواقع في جبل هيلان إلى القائد المربي عبدالرب الشدادي وماهي إلا لحظات من بشرى النصر فإذا بالخبر الأخر يزف للقائد بارتقاء الرفيقان القائدان العميد ابو عبدالله قاسم السلفي والعميد حسن الجلة إلى جوار ربهم شهيدين مجيدين مقبلين غير مدبرين في جبهة هيلان صباح يوم الاثنين ال ٢٢ من رمضان ١٤٣٧هـ فيكبر ويقول: “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه” لقد صدقهم الله الوعد اللهم الحقنا بهم وارزقنا ما رزقتهم”.

تم إخلاء جثامين القائدين من المواقع القتالية في جبهة هيلان وعند تفتيش ملابسهم وجدوا وصاياهما فالشهيد ابو عبدالله السلفي أوصى رفاق السلاح بالاستمرار على الدرب حتى اجتثاث السلالة الفارسية من اليمن وأوصى بتسليم كل أثاث منزله ومطبخ بيته للكتيبة التي كان يقودها كون منزله المستأجر بمثابة مؤخرة استراحة لمقاتليه فكان قائد الجند في المعركة وأهل بيته يصنعون الطعام للمقاتلين وكذلك أوصى بتسليم الطقم وعهدة السلاح للقائد الخلف فهي ملك الدولة وأن يدفنوه بقبر لا علامة عليه وكان لزوجته وأولاده وجنوده ورفاقه نصيب من الوصية فياتوا بالوصية للقائد الشدادي فدمعت عيناه ويقول: رحمك الله يا أبا عبدالله فأنت مدرسة حيا وميتا ويوجه بعفو أسرة الشهيد من تسليم الأثاث ويأمر بشراء أثاث آخر للكتيبة ويسلم عهدة الوسائل والسلاح للقائد الخلف العقيد معين الواري الذي كان له نصيب من النضال والكفاح على درب من سبقه حتى لقي الله شهيدا مجيدا في ٥/٣/ ٢٠٢١ بذات الجبهة.
أما الشهيد العميد حسن الجله فهو سفر آخر من النضال لا زالت كلماته تدوي في مخيلتي إلى الآن ولن انساها حتى القا الله وهو يوصي من حوله قائلا “إذا أردنا ان ننتصر على اعدائنا السلالة الفارسية علينا أن نقدم التضحيات الجسيمة ولا نبالي وعلى كل بيت في اليمن أن يجود بأغلا ما يملك وما يحب من أجل الوطن ومستقبل الأجيال، وأن النصر الحقيقي لن يكون إلا في معركة يمنية خالصة” وفي يوم استشهاده يذهب يودع رفيق دربه قائد معسكر ل١٣مش ويقوله لن أعود اليوم فسأكون في ضيافة الكريم الرحيم ويوصيه بإرشاد أولاده من بعده وكل الناس إلى عمل الخير والجهاد والدفاع عن الوطن والدين والحفاظ عن الكرامة والحرية.
خاض القايد العميد الجله معارك الكرامة والحرية من محيط مدينة مارب حتى قمة جبل هيلان بحنكة عسكرية يتقدم الصفوف ويقصف الرؤوس ويشد العزائم ويرفع الهمم لم يهادن أو يتراجع، حتى جاد بروحه الطاهرة ودمه الزكي من أجل دينه ووطنه ومستقبل شعبه وأمته فصدق الله فصدقه.
رسم خط الحرية وشق طريق المجد ليواصل نجله سليم حسن الجله المسير على ذات الطريق حتى ارتقى شهيدا مجيدا في ١/١١/٢٠١٧ رحمهم الله جميعا واسكنهم الفردوس الأعلى.


https://youtu.be/p6xIJpu_RU0

شاهد أيضاً

رئيس مجلس القيادة يطلع على مستوى الجاهزية في بعض جبهات مارب.

اقليم تهامة ـ مارب اطلع فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، …