موقع إقليم تهامة الحدث والحقيقة
اقليم تهامة ✍د: عبدالقادر عكروت
أما آن لنا أن نستيقظ؟!
أما آن أن نضع أقدامنا على طريق النور؟
كفانا لهوًا، كفانا غفلة… كفانا انتظارًا لغيرنا ليبدأ!
آن الأوان أن نعود نحن… جيلًا ربانيًا لا يتلوى مع الفتن، بل يثبت كالجبال.
أيها الإخوة…
ليس المطلوب منّا فقط أن نرفع الشعارات، بل أن نعيد بناء النفس على منهج النبوة…
هل أعددت قلبك كما أعددت بدنك؟
هل لك وِرد من القرآن تتلوه بحب لا عادة؟
كم من الساعات تمضيها مع كلام الله؟
كم دمعة نزلت من عينيك في جوف الليل؟
كم مرة دعوت بإخلاص: “اللهم استعملني في نصرة دينك”؟
نريد شبابًا كالصحابة… لا تهزهم الشهوات ولا الفتن، لأنهم مشغولون بالله،
يتسابقون إلى الخيرات، يسابقون الغافلين، يغارون على دين الله أكثر مما يغار أحدهم على عرضه!
أيها المجاهدون… قيادةً وجندًا،
اعلموا أن الجهاد لا يقبل بقلوبٍ خاوية، ولا بنفوسٍ متكبرة،
فكما تُعدون السلاح، أعدوا القلب والنية،
وكما تتدربون على الرماية، تدربوا على الإخلاص والخلق والرحمة،
فقد كان نبيكم – صلى الله عليه وسلم – رحيمًا وهو يقود الجهاد، صادقًا وهو يمسك الراية، خاشعًا وهو في المحراب.
يا طلاب النصر وأهل الرباط …
جهاد بلا عبادة قيد لا يُطلق…
اجعلوا للجهاد أثرًا في الخُلق، في السلوك، في الصبر، في التواضع، في غض البصر، في بذل النفس.
أيها المجاهد أيها المؤمن ايها الدعاة…
لا يكفي أن تقولوا الحق… بل عيشوه،
دعوتكم لا تُثمر إن لم تُسقى بدموع الليل، وتُروى بالتواضع، وتُؤنسها الأخلاق.
فيا كل من سمع هذه الكلمات… اجعل لنفسك نصيبًا من الزاد الحقيقي:
وِرد يومي من القرآن
قيام ليل ولو بركعتين
صيام نافلة يزكي النفس
ساعة خلوة مع الله كل يوم
خُلق حسن تتزين به في بيتك، مع أهلك، مع إخوتك
قلب سليم لا يحقد، لا يحسد، لا يتكبر
هيا بنا يا شباب… لنعد سير الصحابة، لنصنع جيل التمكين، لنُرضي ربنا، ولنستحق نصره.
هيا بنا نكون ربانيين… فالدين لا ينتصر بالهتاف، بل بالأقدام الثابتة، والقلوب الصادقة، والدموع الصامتة، والنيات الخفية.
{إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}… فأين أنتم من نصر الله؟
