الرئيسية / أخبار الإقليم / الحديدة.. أكثر من 150 ألف نازح في الخوخة مهددون بالموت عطشا الى جانب انتشار الأوبئة

الحديدة.. أكثر من 150 ألف نازح في الخوخة مهددون بالموت عطشا الى جانب انتشار الأوبئة

اقليم تهامة ـ الحديدة

“لا فرق عندنا بين الصيف والشتاء كلاهما له معاناته القاسية” يتحدث “سامي” (35 عاماً) عن معاناتهم مع النزوح في محافظة الحديدة (غرب اليمن)، حيث أجبرت الحرب وانتهاكات ميلشيات الحوثي المستمرة مئات من السكان المدنيين من النزوح من منازلهم خلال السنوات الماضية.

وتعد أزمة المياه هي الأبرز للنازحين في مخيمات النازحين في مديرية الخوخة والتي تضم عشرات من مخيمات النازحين القادمين من مديريات مدينة الحديدة، منذ اشتداد المواجهات العسكرية خلال العام 2018 مع الميلشيات التي تسيطر على المحافظة.

“سامي” نازح من أبناء مديرية التحيتا، قال “نعاني منذ فترة طويلة من شح المياه نتيجة لإهمال السلطة المحلية بالمحافظة ومتاجرة المنظمات الإنسانية بمعاناة النازحين واللاجئين”.

وأضاف في حديث لـ”الصحوة نت”، “أن بعض المنظمات وبتواطؤ من المعنيين تقوم بشراء براميل بلاستيكية وتوزعها على بعض المخيمات وذلك لتعبئتها عبر وايتات (شاحنات مياه)، من اجل التكسّب والحصول على بعض المكاسب المادية بعد الاتفاق مع المعنيين في السلطة”.
 
أزمة مياه

في مخيمات “الخوخة” للنازحين تتفاقم أزمة، ورغم قساوة برد الشتاء عليهم في المخيمات الا أن حرارة الصيف أشد وطأة على النازحين والمهجّرين، في ظل شحة المياه الصالحة للاستخدام الصحي سواء للغسيل أو للشرب.

ويعاني النازحين الذين يتجمعون في 25 مخيماً للنزوح من تفاقم أزمة المياه في ظل تجاهل السلطة المحلية بالمحافظة عن القيام بدورها وتقاعس المنظمات الإنسانية في تقديم الإغاثة العاجلة والتي تعد ضرورة قصوى.
 
“سعد” أبناء مدينة زبيد يقيم في مخيم النزوح في الخوخة منذ العام 2018، يقول “نجلب الماء من مسافات طويلة تحت حرارة الشمس وفي ظروف سيئة للغاية منذ سنوات ولا أحد يكترث لهذه المعاناة”.

وأضاف في حديث لـ”الصحوة نت”، “في فترة ما وفرت المنظمات الإنسانية إغاثة لكن الان لم نتلقى أي مساعدات في ما يخص المياه، بالإضافة إلى انقطاع المساعدات الغذائية التي كانت تسد حاجاتنا”.

“عبد الله” متزوج وأب لسبعة أطفال يقيم بمخيم الجشة يقول إن حاجة عائلته للماء تزداد يوماً بعد اخر وذلك نتيجة لارتفاع الحرارة، وقال لـ”الصحوة نت”، “بأن مياه الشرب تُضخ يومياً بكميات قليلة وهي غير كافية لملء خزاناتهم، لذا يضطر لجلب المياه من أماكن أخرى بعيدة”.

وتتسبب قلة المياه بانتشار الأمراض والأوبئة في مخيمات النازحين وخاصة في أوساط الأطفال، حيث تنتشر الاسهالات وأمراض التلوث والتي تؤدي الى الوفاة أحياناً نتيجة عدم وجود رعاية صحية بالإضافة إلى سوء التغذية المنتشر.
 
17 ألف أسرة نازحة

وقال مدير الوحدة التنفيذية بالحديدة جمال المشرعي “إن مشكلة شح المياه بالمخيمات نتيجة طبيعية لغياب المنظمات العاملة في المجال الإنساني وكثرة عدد النازحين الذين يقدر عددهم أكثر من 150 ألف نازح يتوزعون على أكثر من عشرين مخيم”.

وأضاف في حديث لـ”الصحوة نت”، أن اخر إحصائية متوفرة لديهم حالياً بوجود 150 ألف نسمة من النازحين يتوزعون على أكثر من 17 ألف أسرة، في مخيمات النازحين بالخوخة وحيس والتي يبلغ عدد نحو 25 مخيماً”.

وفي 12 نوفمبر/ تشرين ثاني 2022، اندلع حريق هائل، في إحدى مخيمات النازحين بمدينة الخوخة، والتهم عشر الخيام والمساكن الخاصة بالنازحين مما شرد عشرات الأسر، ودمرت أكثر من 60 خيمة بالكامل في مخيم الجشة للنازحين.

وألحقت النيران خسائر مادية كبيرة بالمخيم الذي يأوي 1200 أسرة، ألحق الضرر أيضا بعشرات المساكن المجاورة، وباتت أكثر من 100 أسرة باتت في العراء وتحتاج إلى مساكن بديلة، بعد أن فقدت خيامها وجميع ممتلكاتها، ووجهت الحكومة حينها بتقديم مساعدات مالية وتعويضات عينية عاجلة للنازحين المتضررين، وتوفير مساكن بديلة للأسر المتضررة.

ويواجه النازحون في الحديدة كثير من المشاكل اليومية جراء تقلبات المناخ في فصول السنة، فيتضررون من الامطار الموسمية ومن ارتفاع درجة الحرارة، ويؤدي عدم وجود الصرف الصحي والمياه الصالحة للاستخدام اليومي، الى انتشار الامراض والأوبئة.
 
قصة النزوح في الحديدة

بدأ تدفق النازحين من مديريات مدينة الحديدة (غربي اليمن)، في منتصف العام 2018 مع اشتداد المواجهات بين القوات الحكومية المشتركة من جهة، وميلشيات الحوثي من جهة أخرى، مما اضطر السكان في محيط ومركز المدينة للنزوح إلى مناطق آمنه في المحافظة مثل “الخوخة” أو انتقلوا إلى محافظة تعز.

وفي أوائل عام 2021، بلغ العدد الإجمالي للنازحين الذين يحتاجون إلى المعونة الإنسانية في الحديدة 425,059، مع اعتبار أن 40٪ منهم يواجهون ظروفًا كارثية، وفي مجمل الاحتياجات الأساسية للنازحين في محافظة الحديدة لم تُلبَ بشكل كافٍ أو ثابت، مما يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال وأقل قدرة على التعامل مع صعوبات فقدان منازلهم ومجتمعاتهم ويجعلهم بحاجة إلى إعادة بناء حياتهم.

ووفقا للتقارير الأممية “فإن الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من بيوتهم، فهم معرضون للخطر أكثر من غيرهم، حيث ويعيش أكثر من 4 مليون شخص حالياً في ظروف صعبة بعيداً عن منازلهم وهم محرومون من الاحتياجات الأساسية”.

شاهد أيضاً

ورشة تدريبية لمكون السلم المجتمعي بمأرب حول أساسيات التخطيط الاستراتيجي

اقليم تهامة ـ مأرب- خاص بدأت اليوم في مدينة مأرب، ورشة عمل تدريبية لأعضاء مكون …