أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / سكان المحويت.. ضحايا مقيمون في دائرة البطش الحوثية “تقرير”

سكان المحويت.. ضحايا مقيمون في دائرة البطش الحوثية “تقرير”

اقليم تهامة ـ الصحوة نت

لا يزال سكان محافظة المحويت منذ السنوات التي أعقبت الانقلاب يعانون الحرمان، ويعيشون أوضاعاً مأساوية كبيرة يرافقها انتهاكات حوثية متكررة، كما أنهم يتعرضون لسلسلة لا حصر لها من الجرائم الممارَسة بحقِّهم من قبل قادة ومشرفين ومسلحين تابعين للميليشيات الانقلابية.

انتشر قتل الأقارب وبصورة مرعبة في ظل سيطرة المليشيات، والخلافات التي تعصف بقادتها ما يؤثر على حياة المواطنين وحرمانهم من أبسط الحقوق ، وإشعال الخلافات والنعرات الطائفية، وفرض معتقدات وأفكار وعادات دخيلة على المجتمع في المحافظة.

في هذا التقرير سيتم تسليط الضوء على جانباً من الانتهاكات في محافظة المحويت التي أُرتكبت خلال الأيام الماضية.

الإرهاب القادم من الدورات

تتكتم مليشيا الحوثي على جرائم قتل الأقارب، وتحاول إظهار عدم علاقة الدورات والمحاضن التعبوية بهذه الجرائم، كما فعلت مع حادثة قتل أب وأم في المحويت على يد ابنهم الذي عينته المليشيا مشرفا ثقافيا بمديرية حفاش قبل أشهر.

حيث عاد محمد علي الحرازي إلى قريته بيت ذياب بعزلة الأحجول الأعلى مديرية حفاش المحويت، و “تزوج محمد ببنت عمه وسرعان ما اختلف معها، ورفض والدها عودتها.. قرر محمد يلتحق بالمليشيات للاستقواء بهم، وحضور دورتهم الثقافية، أثناء عودته مباشرة قام بالاعتداء على أرض عمه بتكسير أشجار البن والقات ، وشغل مع المليشيات مسؤولا ثقافيا في حفاش وخطيب للجامع الكبير في الصفقين  مركز المديرية.

ووفق مصادر محلية إذ أنه وفي اليوم الذي أقدم على قتل والديه اختلف مع شقيقته، وعندما ارتفعت أصواتهما حاول والده التدخل لمعرفة ما يجري، لكنه بادر بإطلاق رصاصة قاتلة على صدر أبيه من سلاح كلاشنكوف ، وعندما جاءت أمه لمعرفة ما يجري وجه لها هي الأخرى أيضا رصاصة قاتلة أنهت حياتها على الفور.

وفي حادثة مماثلة، قام مسلح حوثي بقتل شقيقه الأصغر بعد عودته من جبهات قتال المليشيات، دون معرفة الأسباب..   وعنصر حوثي آخر يدعى “يوسف أحمد يحيى الخياطي” قتل شقيقه الأصغر محمد بقرية العرة في عزلة بني الخياط، التابعة لمديرية الطويلة بالمحويت، في ثاني جريمة ارتكبها الحوثيون في المديرية في أقل من عام.

ومؤخراً أقدم معلم يعمل وكيلاً للمدرسة على قتل مدير مدرسته على حافظة الدوام في مدرسة معاذ بن جبل بمديرية الخبت ، حيث تعرض الأستاذ / صالح علي صالح النمر للقتل طعناً على يد زميله الأستاذ ماجد النمر بعد خلاف على حافظة الدوام ، أثناء قيام مدير المدرسة بمنع المدرس الوكيل “القاتل” من التوقيع علي حافظة الدوام في اليوم الأول  مما جعله يهدد بالقتل ، وجاء في اليوم التالي وهو يحمل الخنجر وحدث شجار بينهم وباشره بالطعن حتى الموت.

وتحدث مراقبون أن المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات يكثر قتل الأقارب فيها، حيث كشفت مصادر محلية في المحويت أن امرأة قتلت زوجها ثم ألقت به من أعلى قمة جبل شاه ، وأن الضحية يدعى “صدام حمود ردمان” (٢٩ عاماً) من أهالي عزلة الغربي الأعلى بيت ردمان ، حيث أكتشف الأهالي آثار غريبة في جسد الزوج أثناء تغسيله ، ما دفعهم الى توقيف الدفن والتأكد من تفاصيل موته، وقاموا بإلقاء القبض على المرأة واعترفت بارتكابها الجريمة.

وفي حادثة أكثر إجراماً  أقدم مواطن على قتل خمسة أشخاص من أسرة واحدة بسبب خلاف على قطعة أرض، والمدعو “محمد الفاضي النونو”، أقدم على قتل خمسة من أسرة بيت “القحم” رميا بالرصاص، في قرية “الجمجمة” بمنطقة “بني الحمادي” الواقعة بمديرية “بني سعد” في المحويت، وذلك بعد خلاف نشب بين الجاني والضحايا على قطعة أرضب بالمنطقة.

وأمام هذا التفشي لجرائم قتل الآباء والأمهات والأقارب على يد عناصر الحوثي تبرز العديد من التساؤلات حول طبيعة التعبئة التي يتعرض لها الملتحقون بالحوثي، ولماذا يتحولون من عناصر فاعلة وسوية في المجتمع، إلى عناصر شاذة تحمل التطرف والإرهاب والعنف ضد الأسرة والمجتمع؟.

اشعال نار الفتنة بين القبائل

ضمن سياسة فرق تسد، التي تنتهجها مليشيا الحوثي، للتفرقة بين القبائل في المحويت، وفي نطاق سيطرتها، أقدمت مليشيا الحوثي على إشعال شرارة حرب قبلية في محافظة المحويت قبل أيام، حيث شكت قبائل في الضلاع ” الحيفتين ” بشبام أن مليشيا الحوثي اصطفت بالقتال مع قبيلة الأهجر، مشيرةً إلى أن الأخيرة، شرعت بحفر بئر للمياه، تحت حماية عناصر حوثية، في مساحة مملوكة، لقبيلة الحيفتين.

وضمن الحرب القبلية المشتعلة، سقط ثلاثة قتلى، وخمسة وجرحى من قبيلة الحيفتين، حيث ساندت حملة عسكرية تابعة لمليشيا الحوثي، قبيلة الأهجر ضد قبيلة الحيفتين، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب مفتوحة.

وتعمد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران إلى إثارة النزاعات القبلية في المناطق الخاضعة لها في استراتيجية تهدف لضمان احكام السيطرة على القبائل و إضعاف دورها في المجتمع اليمني.

صراع الأجنحة الحوثية

تسبب صراع الأجنحة بين أقطاب مليشيا الحوثي، بالإطاحة بمحافظ محافظة المحويت، المعين من قبل المليشيات، حنين قطينة بالاستقالة من منصبه، بفعل تزايد حدة الصراع داخلها مع المشرفين الحوثيين القادمين من صعدة الذين شددوا الخناق المحافظة.

حيث اقتحم الحوثيون منزل الشيخ حنين قطينة بعد أيام من تقديم استقالته من منصب محافظ المحويت، واندلاع اشتباكات بين مليشيا الحوثي ومسلحين يتبعون قطينة في محيط المنزل، كما تعرضت أراض تابعة لقطينة في منطقة العشاش بالعاصمة صنعاء، تعرضت للنهب، وتم تسويرها وحجزها بالقوة من قبل قادة المليشيات.

قطع التيار الكهربائي

في الأشهر الماضية.. غرق مركز محافظة المحويت لأسبوع كامل في الظلام الدامس، إثر قطع التيار الكهربائي بشكل متعمد عن سكان المدينة والمحافظة بمديرياتها التسع ، في جريمة غير مسبوقة وبسبب خلاف بين القيادي الحوثي المدعو عبدالحكيم الخيواني (أبو الكرار) ما يسمى وكيل الأمن والمخابرات، وبين القيادي الحوثي هاشم الشامي المنتحل صفة مدير كهرباء المحويت، تم قطع التيار الكهربائي عن محافظة المحويت منذ نحو أسبوع ، وأن الانقطاع أدى إلى توقف الكهرباء عن المستشفيات والمراكز الصحية، ووضع مرضى مركز الغسيل الكلوي بالمستشفى الجمهوري في دائرة الخطر.

وكان قد قال القيادي الحوثي حنين قطينة المعين من قبل المليشيات محافظاً للمحافظة على قناة الهوية الحوثية، إن هاشم الشامي رئيس مؤسسة الكهرباء اختلف مع الخيواني فساقه غروره وكبره واستهتاره إلى أن يعاقب محافظة المحويت بالكامل ويقطع عنها التيار الكهربائي حتى عن المستشفيات ومرضى الكلى، وحضانات الأطفال ، ما أثار حالة سخط واستياء لدى المواطنين كونه جريمة عقاب جماعي، وجريمة بحق نزلاء المستشفيات والمراكز الصحية.

المليشيات تلاحق داعميها

اختطفت مليشيا الحوثي في محافظة المحويت الشيخ عضو المجلس المحلي في مديرية بني سعد الزعيم القبلي خالد المزلمي، وعددا من أتباعه المؤيدين للمليشيات ، زاعمة أنه كان يخطط للانقلاب على مليشياتها في المحافظة، غير أن مصادر أخرى أكدت أن الإشكالية مرتبطة بالخلافات بين أجنحة المليشيا على العائدات والمنهوبات، مبينة أن المليشيا اختطفت عددا من أبناء قبيلته الذين خرجوا في احتجاجات للمطالبة بالإفراج عنه.

انتهاكات بالجملة

شرعت المليشيات الحوثية في حملة اختطافات  وملحقات منذ اليوم الأول للانقلاب، شملت جميع المكونات السياسية والاجتماعية ، حيث بلغ إجمالي الانتهاكات  ، 40689 انتهاكاً خلال الثمان السنوات الماضية منها حسب تقرير حقوقي صادر عن المحافظة تنوعت بين : القتل والاختطاف والنهب والسلب.

أما الإخفاء القسري فقد بلغ 89  حالة، وعملية تعذيب جسدي ونفسي بلغت 173 حالة، و175 انتهاكا بحق الطفولة ، وحرمان عشرين ألف طالب من التعليم، وإجبار 1078 أسرة على النزوح، ومصادرة ونهب مساعدات 27 مرة ، واحتلال مؤسسات حكومية  33 منشأه ومؤسسة.

كما تم فرض أكثر من 156 خطيباً بالقوة، وتعميم خطب تدعو الكراهية والعنف 285 خطبة ، كما تم نهب وتكسير 17 محلا تجاريا ، وإحلال واستبعاد وظيفي أكثر من 16000  مدنياً وعسكرياً، وإقصاء كافة الخصوم من المناصب بنسبة تصل إلى 90 % ، وبلغ إجمالي عدد المنازل التي نهبها وصادرها الحوثيون في المحويت  عدد ( 80 ) منزلا.

شاهد أيضاً

مأرب.. 30 طالبة جامعية يختتمن دورة في ثقافة السلام

اقليم تهامة ـ مارب: خاص اختتمت اليوم في محافظة مأرب دورة تدريبية لـ 30 طالبة …