أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / لا لهدم الدار والديار

لا لهدم الدار والديار

اقليم تهامة – كتابات / احمد عبدالملك المقرمي

الاختلاف على لون طلاء الدار و نوع الأثاث، لاينبغي أن يصل إلى إتاحة الفرصة للمتربصين بهدم الدار و الانصراف عن مقاومة المعتدين عليه  إرضاء لغرور الذات أو انتقاما من بعض ساكني الدار.

   إن أولويات سكان الدار هي الحفاظ على سلامته، و اليقظة للمتربصين به و الاصطفاف لمواجهة المعتدين عليه.

   و إن سكنة هذه الدار ليس أمامهم غير طريق إجباري وحيد؛ ليؤمنوا حاضرهم و مستقبلهم و سلامة دارهم، و هذا الطريق هو أن يكونوا جميعا صفا واحدا في مواجهة المعتدي . و أما الدخول في معارك جانبية بين أهل الدار حول لون طلاء الغرف، أو نوع الأثاث، فهي معارك تخدم المعتدين و تحقق أهداف المتربصين، و الأبله من يمضي لإثارة الخلافات الوهمية و الساذجة داخل الدار ، و التي لا تخدم غر المعتدين المتربصين .

   إن عقلية الصغار لا ترى أكثر من تحت قدميها، و الأدهى من ذلك أنها قد تقدم رغبتها الشديدة في إرضاء غرورها، و لا تفكر إلا بالانتصار لذاتها و لو على حساب هدم الدار ، أو التفريط بالمبادئ .

   إن المبادئ – أبدا – ليست محل مساومة، و ما ينبغي لحر أبي أن يحولها من هدف إلى وسيلة للضغط أو الابتزاز و المتاجرة بها.

   إننا في اليمن باتجاه طريق إجباري يستلزم من الجميع تأجيل مناكفات التنافس، و مماحكات التسابق إلى ما بعد إزالة المتربصين و هزيمة المعتدين، حينها سنجد ميدان المنافسة قد هيأناه معا، و مضمار التنافس قد اشتركنا في تسويته، و فوق ذلك سنكون – حينها – قد اكتسبنا روح العمل الجماعي و التفكير الجمعي، أثناء عملنا المشترك المتعاضد أيام أجبرنا على السير  في الطريق الإجباري في مواجهة المعتدين و المتربصين.

   تفكير الصغار سيظل يستفزنا ليجرنا إلى معارك داخل غرف الدار، فالصغار يبرزون بطولاتهم دائما على بعضهم داخل بيوتهم، غير أن الكبار يتجلى حرصهم و تفانيهم في الحفاظ على الدار و حِماه .

   هذا إذا ما فكرنا تفكيرا لا يتجاوز حدود الدار و حماه؛ فكيف إذا فكرنا و أدركنا أننا لا نباشر واجبنا في حماية دارنا فحسب، و إنما بعملنا هذا نحمي كذلك ديار إخوة لنا، يفترض أننا و إياهم في طريق إجباري واحد .

   هذه السطور لا تقول هذا المعنى غرورا و لا تبجحا، و لكنه الواقع الذي يفرض علينا أن نتأمل جيدا، و بروح مسؤولة مخاطر النيران المشتعلة حول ديارنا، و التي إن غفلنا عنها ستلتهمنا جميعا، فما أمسى عند جارك أصبح في دارك، كما يقول المثل العربي، و بالتالي فلا بد من موقف شجاع و حاسم يطرد وساوس الشيطان، و يكنس حسابات و ظنون الأوهام.

   هذه الديار لا بد من أن ترمّم من الداخل بتوعية الصغار، و تعزيز أداء الكبار، و في الديار قوى شابة، و قوى حية و إهمالها أو التفريط بها، أو قمعها إنما هي خدمة كبرى نقدمها مجانا لأعداء الديار  !!

   إن حصوننا المانعة هي سلامة وتماسك و تعاون و تكامل الداخل، و إن الثغرات الموجعة و المدمرة هي في هدم حصوننا من الداخل و تعالي شطط الصغار، أو في إهمال القوى الشابة أو القوى الحية.

   إن قوى البغي مهما انتفشت، أو استأسدت فمآلها الزوال و الاندثار، و لكن بشرط اصطفاف الجميع للحفاظ على المكاسب و بذل كل الجهود للوصول نحو الهدف المنشود، بكتف يسند الكتف، و يد تشد اليد .

شاهد أيضاً

اصلاح المحويت ينعي القيادي والمربي الاستاذ / محمد عثمان الداعري

اقليم تهامة ـ خاص نعي التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة المحويت الأستاذ/ محمد عثمان الداعري أحد …