الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / تقارب إماراتي إيراني متسارع ووفد عسكري رفيع من أبوظبي يصل طهران

تقارب إماراتي إيراني متسارع ووفد عسكري رفيع من أبوظبي يصل طهران

اقليم تهامة – وكالات

أعلنت الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن وفداً عسكرياً إماراتياً رفيعاً وصل إلى طهران لعقد الاجتماع المشترك السادس لخفر السواحل بين البلدين، وهو تأكيد على تقارب متسارع في العلاقات بين طهران وأبوظبي عقب السحب الجزئي لقوات الاخيرة من اليمن.

ونقلت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، أن الخارجية الإيرانية قد ذكرت اليوم، أنّه “في إطار التوافقات الحاصلة فإن وفداً مكوناً من سبعة من القادة الكبار في خفر سواحل دولة الإمارات، وصل إلى طهران للمشاركة في عقد الاجتماع السادس المشترك لخفر السواحل بين إيران والإمارات”.

وهذا الإعلان الإيراني الثاني خلال اقل من أسبوع عن وصول وفود إماراتية الى طهران عقب تصريحات حسبن دهقان المستشار العسكري لخامنئي، بأن الإمارات أرسلت ” مندوبو سلام ” الى طهران، وارجع ذلك الى ما وصفه بفشل الإمارات في المنطقة.

وجاء إعلان الخارجية الإيرانية، وسط توتر اقليمي واستعدادات دولية لإطلاق تحالف دولي، لحماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز عقب سيطرة قوات إيرانية على ناقلة نفط بريطانية.

و تثير هذه الزيارات الإماراتية تساؤلات حول سعي أبوظبي لتهدئة الأمور مع إيران، وما إذا كانت تحمل رسائل ضمنية للرياض بإنتقال حليفها في حرب اليمن الى خانة اصدقاء طهران بعد تحقيق أهدافها في المحافظات الجنوبية.

وقالت الخارجية الإيرانية أنّ الاجتماع مع الوفد العسكري الإماراتي سيبحث في “التعاون الحدودي وتوافد مواطني البلدين والدخول غير الشرعي أو من دون تنسيق، وتسهيل وتسريع تبادل المعلومات بين البلدين”.

وبصورة دراماتيكية انتقلت العلاقة بين أبوظبي وطهران من حالة البرود على ذمة حرب اليمن، الى الدفئ، رغم حرص الإمارات طيلة فترة الحرب على تأكيد أن مشاركتها في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، جاء من أجل مواجهة التهديدات الإيرانية بواسطة مليشيا الحوثي للأمن القومي العربي.

واستبقت الإمارات هذه الخطوات مع إيران، بسحب معظم قواتها من اليمن، وسط شعور بخيبة أمل انتاب السعودية بحسب تقارير صحفية أمريكية.

وطبق تسريبات السلطات الإماراتية لوكالات دولية،فإن انسحاب قواتها من اليمن وما اطلقت عليها اعادة الإنتشار جاء، ضمن الانتقال من تكتيك الحرب الى استراتيجية السلام.

وتتكشف الأمور تباعا بشأن الإتصالات السرية التي تجريها الإمارات ليس مع إيران فقط، بل ومع مليشيات الحوثيين.

وكشف نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، قبل أكثر من أسبوع عن اتصالات سرية بين الإمارات والحوثيين لم يفصح عن طبيعتها بالإضافة إلى اتصالات مع إيران.

و قبل أسبوعين، لمّح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف في مقابلة تليفزيونية إلى أن شيئاً ما يتحرك خلف الكواليس بين طهران وأبوظبي، قائلاً: “إن هناك مؤشرات على أن الإمارات بصدد اتخاذ سياسات جديدة في المنطقة، وهذا يصب في مصلحة حكومتها”.

كما أن المستشار السابق في وزارة الدفاع الإيرانية، أمير موسوي، قد كشف أخيراً أنّ مسؤولين إماراتيين زاروا طهران، وأنّ زياراتهم لا تزال متواصلة، قائلاً إنّ “المباحثات بين الطرفين جارية، وثمة مؤشرات حول احتمال حدوث تقارب ما”.

وأشار موسوي إلى “وجود فرصة كي تعيد الإمارات النظر في سلوكها”، أكد أنّ اللقاءات والمباحثات بين طهران وأبوظبي مستمرة، متوقعاً التوصل إلى “التوقيع على اتفاقية عدم الاعتداء بين دول المنطقة في حال اتبعت الإمارات سلوكاً مناسباً”.

وقال المستشار السابق في وزارة الدفاع الإيرانية “لدي علم بأن الزيارات مستمرة وربما تحقق نتائج”، مؤكداً أنّ أبوظبي “حصلت على تطمينات من طهران بأنها لا تسعى إلى الانتقام منها”.

واعتبر موسوي أن الانسحاب الإماراتي من اليمن “خطوة واحدة”، داعياً أبوظبي إلى اتخاذ خطوات أخرى تجاه إيران. وتابع: “الإمارات فهمت أنّ عليها معرفة حدودها وأنها لا تملك شيئاً سوى المال، والدعم الإسرائيلي والأميركي”، مضيفاً أنها “أصبحت تتجه نحو طهران وأنه في حال تخلت عن سياساتها، فإن إيران مستعدة لتحتضنها كدولة صغيرة جارة”.

كما أكد موسوي أنه “كلما تقترب منا الإمارات، تنخفض المواجهات في المنطقة”، معرباً عن قناعته بأنّ أبوظبي “باتت تعلم أنّ لصبر إيران حدودا، ولذلك وصلوا إلى نتيجة أن عليهم أن يتراجعوا قليلا أمامنا، لكننا ننتظر ماذا سيحدث في المستقبل”.

وتتهم الإمارات بلعب أدوار متناقضة في حرب اليمن، ففي الوقت الذي تعلن أنها تدخلت لدعم ومساندة الحكومة الشرعية، مارست على الأرض سياسات خدمت الحوثيين وإيران من خلفهم وهو اتجاه سائد في أوساط اليمنيين المناصرين للشرعية.

وأظهرت الإمارات علاقتها بطهران على طرفي نقيض طيلة فترة الحرب،بينما أحتفظ الطرفان في الواقع بعلاقات دبلوماسية واقتصادية، وحافظت الإمارات على صفة الشريك التجاري الأكبر لإيران، وتحدثت تقارير لجنة الخبراء الخاصة باليمن،عن مشاركة شركات وبنوك إماراتية في إيصال مساعدات نفطية إيرانية للحوثيين والالتفاف على العقوبات الدولية.

وعملت الإمارات على تقويض السلطة الشرعية في المناطق المحررة خصوصا في المحافظات الحنوبية، حيث أنشأت تشكيلات مسلحة مناطقية وقبلية، وانشأت سجونا سرية، لتعذيب مقاومين قاتلوا الحوثيين، وناشطين، وتجنيد فرق مرتزقة لاغتيال ناشطين سياسيين وخطباء جوامع ودعاة.

واتهمها رئيس الحكومة السابق بن دغر بتدبير انقلاب في 28 يناير 2018 على السلطة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن، سبق ذلك منع طائرة الرئيس الشرعي من الهبوط في عدن، وقصف قوات حمايته العسكرية، وارسال قوات عسكرية للسيطرة على جزيرة سقطرى اليمنية في المحيط الهندي.

وواظب مسؤولون يمنيون في الحكومة الشرعية على انتقاد السياسة الإماراتية في اليمن، واتهموها بالسعي لتمزيق البلاد بإنشاء ودعم تشكيلات مسلحة تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي باقامة دولة ” الجنوب العربي”.

وقبل يومين كتب مستشار محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي، الحاكم الفعلي للامارات، إنه لن ” يكون هناك يمن واحد موحد بعد اليوم” ما اعتبره مسؤولون وناشطون يمنيون تأكيدا على مساعي ابوظبي ودورها المشبوه في الحرب، واتهموها بخدمة إيران والسعي لتفكيك السعودية.

ويبدو أن التقارب مع إيران ليس إمارتيا فقط، وقد يتبعه تهدئة مع السعودية، التي سلكت سياسات محيرة في الشأن اليمني باتباع خطوات أبوظبي، بحسب مراقبين أدت الى مفاقمة المخاطر على الامن القومي السعودي، وتكريس بقاء سلطة الحوثي في خاصرتها الحنوبية.

وكشف مستشار وزارة الدفاع أمير موسوي في حديثه الاخير، أن بلاده تلقت رسالة من السعودية عبر سويسرا، لكنه لم يفصح عن فحواها.

وقال إنه “في حال رأت السعودية أن الإمارات تقترب من إيران، فهي أيضاً ستغير مواقفها”.

والأحد الماضي رحّب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، بتصريحات المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، في وقت سابق من الشهر الجاري، والتي أعلن فيها استعداد الرياض للدبلوماسية في التعامل مع إيران، معتبرا أن ذلك “يحتاج إلى أرضية مشتركة”.

كما أنّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، اعتبر أمس الإثنين، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، تصريحات المعلمي بأنها “مؤشرات ورسائل إيجابية”، مشيراً إلى أن إيران “تدعو إلى حل مشاكل المنطقة عبر الحوار والتشاور بين الدول”.

وأضاف أن بلاده قد “أكدت مراراً أنها مستعدة للتفاوض مع هذه الدول من دون شروط مسبقة، وأنها ترحب بأي جهود للتقارب معها”. وأكد موسوي أنّ “ردّ إيران على أي رسالة إيجابية سيكون أكثر إيجابياً”.

وكانت السعودية قد أفرجت، الأسبوع الماضي، عن ناقلة نفط إيرانية بعد رفضها ذلك لأشهر. وكانت الناقلة قد اضطرت إلى الرسو في ميناء جدة منذ قرابة الثلاثة أشهر لـ”عطل فني” أصابها. وأشارت السلطات الإيرانية سابقاً إلى أن الرياض ترفض الإفراج عن السفينة على الرغم من إصلاحها.

شاهد أيضاً

كيف حولت الألغام مواسم الأمطار إلى إخطار ؟

اقليم تهامة ـ إعلام مشروع مسام: لم تعد حقول اليمن ومزارعها وزراعها وفلاحوها ودوابها يستبشرون …