موقع إقليم تهامة الحدث والحقيقة
اقليم تهامة – كتابات / زكريا الغندري
في مدينة مأرب يوم الاحد وفي حفل إشهار مؤسسة وطن ، التي تم انشائها لتكون رافداً لدعم الشرعية ، والجيش الوطني وأسر الشهداء والجرحى .
الذي شدَّ انتباهي للحديث عن ذلك هو إثار وتعطش النساء لتكون حاضرة جوار اخيها الرجل في الدفاع عن الوطن من اجل الحرية والكرامة والجمهورية ، سأقول لكم ؛ إن احد الأخوات تبرعت بخاتمها الذي لا تملك غيره اعلن في المزاد العلني وتم شراؤه بمليون ريال نعم مليون نقدا ليعود الخاتم لصاحبته بعد ان دفع المليون لصالح دعم المؤسسة .
هنا في مارب كان يوماً مختلفاً يسوده الاخاء والتعطش للنصر والمناصرة ولو بقدر الأستطاعة ، ففي اليوم بس رايت نفوس تطوق بقوة للوطن وتريد ان تفديه باقل مايمكن وهو خاتم هنا ايضاً رايت الكثير تبرع فمنهم من خمسة مليون ومنهم من مليون ومليونين وثلاثة وعشرة الف ومئتين الف ، الاخوات الحاضرات تبرعن احداهن باعت دبلة خطوبتها فاعلنت بالمزيد العلني واشتروها بخمس مئة الف لتعود لها .
يالله ياله من ايثار النساء اكثر شوقاً للحرية واكثر حباً للوطن فلديهن من الاخلاص ما وجدته بالرجال .
قبل أمس حضرت فعالية لابنا المحويت فحرصت ان يكون جلوسي جوار الضيف القادم من صنعاء الشاعر عبدالله السلطان كانت تلك اللحظة بداية الفكرة لانشا موسسة وطنية لدعم الشرعية وفي اثناء التجوال في حديث السنوات الماضية والتشرد والبعاد عن الاهل اخذتنا العزة لنعود للبكاء على الأطلال حيث الصبا بعد خمس سنوات من الهجرة الى مأرب وفي تلك اللحظة احد جرحى الجيش تبرع برجله الصناعية ليشتريها احد ابناء حفاش بمبلغ سبع مئة الف ريال لتعود لصاحبها وفي نفس الزمن تبرع ابو احد الشهداء ببندق ابنه الشهيد ليشتريه اخرى عبر المزاد العلني بست مئة الف توالت التبرعات رغم الظروف الا ان النفوس الطواقه للوطن والحرية تريد الخلاص من هذا الزمن الجائر الذي اصبح ليس اكثر من سفر ومشقة لم تنتهي الى الطريق .
الحديث عن الجهاد وحب الوطن يطول لكن الفتاة التي تبرعت بخاتمها وتم شراؤه بمليون والفتاة الاخرى التي تبرعت بدبلة الخطوبة جعلني اشعر باني عبئ لم اقدم شيى لقد قدمت الفتاتين درس في الوطنية والشهامة والكرامة والوفاء لهذا الوطن المفقود بين دهاليز الساسة وكوليراء الحرب التي للاسف لم تنتهي بعد .
