أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / التغريد خارج السرب

التغريد خارج السرب

اقليم تهامة – كتابات ✍ مصلح الأحمدي

يحاول البعض ما بين الحين والآخر إنشاء جروبات على الوتس آب تجمع قيادات محافظة ريمة بغرض تبادل وجهات النظر بغية الوصول لاتفاقٍ جامع حول قضايا المحافظة وأبرزها حالة التهميش من قبل السلطات الشرعية لأبناء المحافظة وحرمانهم من الشراكة الحقيقية في مناصب الدولة المدنية والعسكرية والأمنية والسلك الدبلوماسي ـ على الرغم من التضحيات الجسام التي تميّز بها أبناء المحافظة في كافة المواقع والجبهات.

حرص الناشطين على جمع قيادات المحافظة على كلمة سواء من خلال هذه الجروبات أو غيرها جديرٌ بالإشادة والتشجيع والانضمام والمشاركة، حيث يحرص الناشطون أن يكون اسم الجروب يجسّد الهدف من إنشائه ويأمل مشاركة لتحقيق الهدف، أمثال: نخبة محافظة ريمة، مظلومية ريمة، ملتقى قيادات ريمة، وريمة المنسية.

المظلومية والإقصاء والتهميش.. إلخ قضايا واضحة وتناولها سهلٌ ميسور ـ خاصة فيما يتعلق بتوصيف القضية ومقارنة ريمة بمحافظات أخرى والسعي لتفعيل القضية في سلطات الدولة ابتداءً من الرئاسة، إلا أنّ الملاحظ أنّ البعض يذهب بعيداً عن القضية وهدف المجموعة وواجب الساعة، ويبدأ بالنيل من أحزابٍ عريقة وتكوينات مقاوِمة وشخصياتٍ اعتبارية بأسلوبٍ فجٍ عصي على التفسير.

عندما يتبادر إلى أسماعك عبارة “مظلومية ريمة” تُدرك سريعاً أنّ من ظلم ريمة هي سلطات الدولة المركزية وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة منذ ثورة 26سبتمبر من العام 1962م، التي كان لأبناء ريمة فيها حضوراً فاعلاً ومواقف بطولية حكاها عنهم كبار الثوّار من مختلف المحافظات، وهكذا في كل محطات النضال الوطني؛ حضوراً متميّزاً وإشادات منصفة، لكنك تقف حيران أمام إصرار البعض على أن ريمة محرومة بسبب السلطات المحلية وشخص المحافظ ! وكأن المحافظ هو من يعيّن الوزراء ونوابهم والوكلاء والسفراء والقادة العسكريين، مع العلم أنّ المحافظ هو من أوصل (مظلومية ريمة) إلى رئاسة الدولة ومجلس الوزراء والوزراء المعنيين.

يحذّر البعض من (مغبة) استفراد تنظيم ما بإدارة المحافظة وإقصاء الآخرين، وحكاية تفرّد أي حزب بالسلطة لا يتأتّى إلا نتيجة لانتخابات حرةٍ ونزيهة فاز فيها أحد الأحزاب بالأغلبية (المريحة) وعرض على بقية الأحزاب المشاركة فاعتذرت.. ما نعيشه الآن هو حالة حرب ضد انقلابٍ بغيض، انخرط في صفوف الشرعية كل المكوّنات والأحزاب والتنظيمات لتخليص الوطن من هذا الانقلاب، وأي محافظة يتم تحريرها تُعتبر (حقاً مشتركاً) ـ إن جاز لنا التعبيرـ لكل المكوّنات التي خاضت معركة التحرير، وهذه بديهية حاضرة عند عوّام الناس ناهيك عن الخاصة والنّخب.

وبعيداً عن اسم الجروب والباعث على إنشائه يغرّد البعض خارج سرب بقية الأعضاء، فيعرّض بالتأثّر الفكري لتنظيمٍ ما، واصفاً رئيس أو أمين الحزب في المحافظة (بالمرشد)، وبغض النظر عن صحة ما يدّعي من عدمه ـ سنعود لذلك لاحقاً ـ دعونا نذكّر صاحب هذا (الاكتشاف البديع) بالمرجعيات الفكرية والعقائدية لأبرز الأحزاب والجماعات اليمنية: فالاشتراكية جاءت من أقصى الشرق والعلمانية من أقصى الغرب والبعثية من الشام والعراق والناصرية من أرض الكنانة والسلفية من أرض الحجاز، كما أنّ (التبليغ) من شبه القارة الهندية والشيعة من طهران، فمنها ما هو عابر للقارات(!!)

ومنها ما اكتفى بمحيطه العربي والإسلامي، والبلدي فقط هو الأناشيد والزوامل والأغاني!! وبالعودة إلى غمز بعض المبدعين في الاكتشاف نذكّرهم ـ كذلك ـ بما أكده رئيس الهيئة العليا للإصلاح عشية الذكرى ال27 لتأسيس الحزب بأنّ “الإصلاح لا تربطه أي علاقات بأي أنظمة أو جماعات خارج اليمن وأنه يمني المنبت والنشأة” والواقع يؤكد ـ أيضاً ـ أنّ التجمع اليمني للإصلاح يمني الهوى والهُوية، حزب سياسي مدني كان له الريادة في العمل الحزبي والتنظيمي وتجسيد النهج الديمقراطي فقد شارك في جميع الانتخابات التي تمّت منذ العام 1993م وشارك في السلطة نتيجة للانتخابات وخرج منها نتيجة لها، وضرب أروع الأمثلة في التعايش السياسي وقبول الآخر من خلال تأسيس تكتل اللقاء المشترك، وتؤكد قيادات الحزب في معظم المناسبات أنّ اليمن لا يمكن أن يستفرد بحكمها حزب أو تنظيم معين، إذ لا بد من الشراكة لتجنيب اليمن ويلات الصراع على السلطة، وبالتالي فإنّ محاولة تسمية الإصلاح بغير اسمه لا تعدو كونها أعراض علة.  

أخيراً فإننا في محافظة ريمة أحوج ما نكون إلى البحث عن القاسم المشترك والهم الجامع والقضايا الملحّة والانطلاق من خلال ذلك بصدقٍ وإخلاص بغية إنصاف محافظتنا ولو في الحد الأدنى حتى يتحقق النصر الشامل وتعود الشرعية وكافة مؤسسات الدولة ونتولى إدارة المحافظة والشراكة في الإقليم بقوة القانون، وتبقى متابعة رئاسة الدولة لإنصاف أبناء ريمة قضية قائمة ومستمرة.. مع التذكير أن ما يؤلف القلوب ويقرب وجهات النظر هو الكلام الحسن والعبارات المنصفة، فقد أمرنا الله أن نقول (التي هي أحسن) كما قال أيضاً: (وقولوا للناس حسنا) ونؤكد مرة ثانية على ضرورة التفريق بين النقد البناء و(النقر) الجارح! فالكلمات النابية والعبارات (المدمرة) وكيل التهم جزافا والكيد اللامحدود.. لا يؤلف قلوبا ولا يجمع شتاتا.

شاهد أيضاً

مأرب.. 30 طالبة جامعية يختتمن دورة في ثقافة السلام

اقليم تهامة ـ مارب: خاص اختتمت اليوم في محافظة مأرب دورة تدريبية لـ 30 طالبة …