موقع إقليم تهامة الحدث والحقيقة
اقليم تهامة – ✍ حسين الصوفي
في أعالي الجبال الشاهقة يسكن أبناء محافظة ريمة ، لقد ارتفعوا عن سطح الأرض كثيراً ، وارتفعت وطنيتهم في ذات الوقت، فقالوا للعابثين ودعاة الفوضى أن يلعبوا بعيداً عن ريمة فإنها مسكونة بالتحدي والإباء، ولا مكان فيها لأصحاب المشاريع الصغيرة.
منذ فجر اليمن الحديث، كانت محافظة ريمة الباسلة تقف بوثبة شامخة مع الصف الوطني الواسع، فيها تمرس الرجال على النضال والمقاومة والجلد والصبر، وعبر شوامخها يتمرن الريمي على الصمود وركوب موجات التحدي حتى تحقيق الإنتصار وقطف ثمرة المتاعب.
وقف أبناء محافظة ريمة بصلابة أمام عنجهية الأئمة الكهونتيه وتحتفظ لهم الذاكرة الوطنية بتضحيات غزيرة وفيها أسماء وقامات وطنية ساهمت في صناعة اليمن بكافة تحولاته ومراحله.
لم يكن حالهم أفضل من حال أخوانهم في كافة محافظات الجمهورية ، حيث تعرضت ريمة لإهمال متعمد ومقصود ، في ظل حكم المخلوع ، نادرة هي الزيارات التي قام بها المخلوع إلى ريمة وكثيرا ما كان يمطرها بالوعود الوهمية والكاذبة التي يعتبر الكذب أبرز صفة يتميز بها ذلك المسخ الحاقد.
في وقت متأخر أعلن صالح ريمة محافظة ، وظن أنه بذلك قد غطى على كل سوءاته التي لحقت بمحافظة ريمة، لكن ذاكرة اليمنيين حديدية لا تغفر إلا لمن يستحق، وصالح ليس منهم.
في اللحظات الأولى لثورة الحادي عشر من فبراير المجيدة ، انتفضت ريمة بكل أطيافها وألوانها وأعلنت مساندتها وانتماءها للثورة الشبابية الشعبية السلمية ، في حالة وطنية عامة امتلأت بها نفوس اليمنيين ، طمعاً في تحقيق دولة النظام والقانون التي أيقنوا أنه لا يمكن أن تتحقق في ظل وجود ثعلب كصالح.
قدم أبناء محافظة ريمة التضحيات المشهودة ووقفوا حجراً عثرة أمام معسكرات الحرس التي كانت تأتمر بأمر نجل المخلوع وأعاقوا حركتها وتنقلاتها التي كان يسعى من خلال ذلك إلى خلق حرب أهلية ، غير أن أبناء ريمة صنعوا بطولات مشرقة حالت دون ذلك.
لم يصبر أبناء محافظة ريمة على الإنقلاب الحوثي العفاشي، بل التحق المئات منهم بركب المقاومة في جبهات النضال والحرية اليوم، ويتأهبون ككل أبناء الشعب اليمني إلى تسجيل حركة واحدة في لحظة انتفاضة واحدة تعم الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه ، تقضي على العصابة المتمردة وتخمد انفاسها إلى الأبد .
