أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / عند ربهم يرزقون

عند ربهم يرزقون

اقليم تهامة – مصلح الاحمدي

لأن التضحية كانت بالنفس جاء الوعد ربانياً بالحياة الكريمة في (ضيافته) سبحانه، وهي كرامة لم ينلها غيرهم، تتجلى التضحيات وتصدق النيات عند تقديم النفس ـ أغلى ما يملك الإنسان ـ رخيصة في سبيل الله، والجود بالنفس أسمى غاية الجودِ.
المعارك المصيرية في التاريخ الإسلامي حسمها أولئك الذين حملوا أنفسهم في أيديهم ولم يروا أمامهم إلا النصر، والنصر فقط، فكانوا المثل الأسمى لجنودهم في تحقيق الغاية المنشودة.
إليكم أيها الشهداء الأوفياء الأتقياء الأنقياء الأصفياء السعداء ـ نحسبكم كذلك ولا نزكي على لله أحداًـ في محرابكم المقدس قداسة أرواحكم في ضيافة الرحمن نهديكم تراتيل النصر الموشّح بطيبكم الفاعل في وجدان رفقاء دربكم في الحياة والمصير، دمائكم الزكية كأجمل وأنقى طيبٍ يتنسمه الفرسان فيزداد بهم الشوق للحاق بكم لتقديم التقرير الكامل عن النصر الشامل حسب وصاياكم الممهورة بتلك الدماء الطاهرة.
إليكم.. نزف تحية من المختطف خلف القضبان ومن الجريح في المشفى والمعاق في السكن، ومن الضباط والصف في قمم الجبال والسهول والوديان، السائرين على دربكم، ومن المديرين في المؤسسات والإدارات والوزارات ومن المشائخ والوجاهات والأعيان في القبائل، من الشعراء والأدباء والمفكرين، من العلماء والمثقفين، من الصحفيين والإعلاميين في مكاتبهم (وصفحاتهم) و(مواقعهم)، من شعبنا اليمني العظيم، .. فأنتم من صنع  الأفراح ورسم البسمات وأعاد للشرعية مكانتها وللدولة هيبتها، عهداً منا جميعاً ألا ننساكم أو ننسى تضحياتكم، فهذه وصية الأولين للآخرين والآخرين لمن بعدهم:
واذكري في فرحتي كل شهيدِ ** وامنحيه حللاً من ضوء عيدي.
ما أعظم عظمتكم.. حين توارى أناسٌ فبرزتم وسقط آخرون فعلوتم.. لقد كان خلفكم ـ وينتظرون رجوعكم ـ آباء وأمهات وأبناء وبنات وأصدقاء وحبايب وجيران وذكريات، وغير ذلك.. إلا أنه لم يفت في عضدكم ولم ينل من صمودكم، فقدرتم الوضع حق قدره ورأيتم أن ما عند الله خير وأبقى و (تلك عقبى الذين اتقوا).
ما أجمل تصوير (الفضول) لقربكم من المعركة بعد رحيلكم وتعهدكم لغرسكم واستشراف ثماره وقد سموتم:
كم شهيدٍ من ((ثرى قبرٍ)) يطلُ ** ليرى ما قد سقى بالدم غرسه
ويرى جيلاً رشيداً لا يضلُ    **  للفدى الضخم قد هيأ نفسه
ويرى الهامات منا كيف تعلو **  بضحى اليوم الذي اطلع شمسه
لقد شيدّتم بتضحياتكم العظيمة وصمودكم الأسطوري مداميك الدولة وأسوار الشرعية، ورسخّتم مفاهيم النضال وعززتم القناعة بالأسلوب الأمثل لاسترداد الحقوق إلى أهلها.
دماؤكم الزكية جدّدت الرئاسة لهادي، وجاءت بالجنرال نائباً للرئيس والقائد، وابن دغر على رأس الحكومة، والوزراء ونوابهم والمحافظين ووكلائهم والمدراء ومساعديهم.. إلى مناصبهم. أضفت دماؤكم الحية.. حيوية على المؤسسات وديناميكية للوزارات.. طهرتم البلاد وأنقذتم العباد، تحمّلتم كل جهدٍ أليم ووقفتم أمام كل لئيم.. فلكم منا كل التحايا المباركة الطيبة الطاهرة.
أخيراً لقد ترك هؤلاء الشهداء خلفهم أمهاتٍ ثكالى جراحاتهن غائرة وزوجاتٍ أرامل قلوبهن مكلومة وبنين وبناتٍ بعمر الزهور ـ يعانون مرارة اليتم القاسية ـ ينتظرون قدوم آبائهم في كل لحظة، ينادون عليهم بإلحاح ثم يصمتون لسماع الإجابة.. فلا يسمعون إلا أنّات الأم وآهات الجدة!! وكأني ببعضهم يمسك بصورة والده الشهيد ويتشبث بها ويحاورها حواراً لا يعلم ماهيته إلا الله سبحانه! 
أقول: أن تُمس حقوق أسر الشهداء بسوء أو ينالها أذى من كبيرٍ أو صغيرٍ في أي جهة أو مستوى.. فتلك والله إحدى الكُبر.. ومن أبى إلا أن يفعل فلا ينتظرنّ كثيراً لغضب الله وسخطه.

شاهد أيضاً

وكيل محافظة مأرب يتفقد نقطة الفلج على طريق مأرب- البيضاء ويؤكّد جاهزيتها لتسهيل العبور منذ 3 أشهر

اقليم تهامة ـ مارب تفقد وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، اليوم، ومعه مدير عام …