أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / عجائب وغرائب من معركة الضرار

عجائب وغرائب من معركة الضرار

اقليم تهامة ✍مصلح الأحمدي

كل القوى الحية في الشعب اليمني مهتمة بالمعركة المصيرية لليمن والمتمثلة في تخليص العباد وتحرير البلاد من ظلم واحتلال عملاء طهران، على هامش هذه المعركة المقدسة ظهرت أصوات خافتة في بدايتها صاخبة في النهاية، ساعدها  في ذلك ردة الفعل بغرض إيقافها، تلكم هي الدعوة إلى تطبيق العلمانية التي لا ريب فيها ـ حسب من تولى كبر الدعوة ـ والموقف الرافض لهذه لها.

هذه القضية ليست بحاجة إلى من يقف مساندا أو معارضاً ﻷسباب كثيرة سيأتي بعضها تباعاً في ثنايا هذا المقال. سيكون محور حديثي هو عن عجائب وغرائب هذه المعركة الهوجاء والوقوف على أطلالها!

أتذكر أني حضرت دورة تدريبية في أوائل العام 2014 م في العاصمة صنعاء للتوعية بمخرجات الحوار الوطني لمدة يومين، كان المدرب من أبرز الشخصيات اليمنية، وجدنا فيه السياسي المحنك والمدرب المحترف والمثقف الموسوعة.. تابعت له في هذه المعركة منشورات وتعليقات وردود، لم أكد أصدّق وتألمت كثيراً كما يعلم الله وأيقنت أن اليمن لا يزال في خسارة مستمرة مع بالغ اﻷسف.

عجائب عندما تتابع الفاعلين والمنفعلين في ضفة العلمانية (المخلّصة) وهم يسردون محاسنها التي منها الحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان والقبول بالرأي الآخر.. ثمّ يردفون قائلين: علمانية قادمة يا كهنة، يا رجعيين، سنقاتل من أجلها، والله لن تحكمونا !! إلخ من العبارات (اللطيفة) و(الرومانسية).

يبدو أن البعض كان يغطّ في نومٍ عميق فأيقظه جلبة أصوات النفير العام لتخليص الشعب (وتقديم الغالي والرخيص) من أجل علمنته! فانضم إلى الركب وردّد الموال من غير فقهٍ ولا وعي، ودليل ذلك أنه باشر عمله ببث مباشر يدعو الله سبحانه أن ينصر (القرآن والعلمانية)! ولعمري ما كان أحوجه لنوم أهل الكهف كي يُريح ويستريح! فالقرآن يقول: (إن الحكم إلا لله) والعلمانية تنص على فصل الدين عن الدولة كأقل تقدير.

يستوقفك كثيراً تلك الألفاظ البذيئة والعبارات النابية التي اُستخدمت من ارشيف الطفولة المتوسطة في ضفة أصحاب الحداثة من المعركة!

غريبٌ هذا التحوّل في علاقة البعض من فئة المثقفين مع العلماء ـ الذين هم كغيرهم ذوو خطأ ـ إلا أنهم في الغالب كانوا محل إجلال لدى الجميع ويجب أن يظلوا كذلك، وهو ما يوحي بأن القضية لا تعدو أكثر من زوبعة ليتم تفريغ خبايا وضغائن، ولا علاقة لها بطرح قضايا للنقاش والحوار وامكانية الاستفادة منها من عدمه.

ما كان لهذا (النفير العام) أن يصل مداه الذي وصل لولا ردة الفعل التي شاركته نفس الحماس، وجاء (البيان) بغرض التقزيم أو التحجيم إلا أنه آتي أكله في (الاتجاه المعاكس)، فالذي لم تصله حملة (التوعية والتبشير) وصله البيان فقرأه ثم بحث عنها!

عجيبة ردة الفعل تلك التي أفزعت البعض، وكأن الشعب اليمني قد سلّم زمام أمره إلى شخصٍ أو مجموعة أشخاص فهم أوصياء عليه أو وكلاء عنه أو مرشدين له أو كافلين أو مشرّعين أو مشعوذين أو منجمين.. أو.. إلخ.

لا.. لا يا سادة الواقع غير.. الواقع مختلف تماماً، الشعب اليمني العظيم حسم أمره في مؤتمر الحوار الوطني وخرج بنتائج أقرتها كل المكونات والتنظيمات السياسية والاجتماعية والقبلية والثقافية والاقتصادية، وجاءت القرارات الدولية تدعم هذه المخرجات، وأي اقتراحات أو رؤى أو أفكار أو خارطة طريق أو غير ذلك كلها تدعو إلى تطبيق المرجعيات الثلاث المعروفة لدى الجميع، حتى تلك الدول التي يتصور البعض أنه (يتحسّن) أمامها بهذه الدعوة ثابتة على دعوتها لانهاء الحرب في اليمن وفق المرجعيات الثلاث.

هل تتوقعون أن يتوحد موقف مجلس النواب ومجلس الشورى وأعضاء الحوار الوطني وقيادات الأحزاب والرئاسة والحكومة والعلماء والجيش الوطني والمقاومة الشعبية والقبائل والقوى الاجتماعية فيقبلون هذه الدعوة ويقولون: هاتوا ما لديكم، جاهزون لتطبيق العلمانية!

مجمل القول أن إرادة الشعب اليمني يجب أن تبقى مقدسة أيما تقديس، لا صوت يعلو فوق صوت الشعب وإجماعه، مهما كان هذا الصوت، ومن أيٍ كان، من الرعاة أو الرعية من الأغنياء أو الفقراء من العظماء أو البسطاء من الشمال أو الجنوب من الداخل أو الخارج.. لا داعي لتقليعات البعض ولا لفزع البعض الآخر.

أخيراً هذه الفوضى المفتعلة وما ترتّب عليها من معركة مستعرة ـ لما تضع أوزارها بعد ـ كل ذلك على حساب المعركة المصيرية للشعب اليمني، كان لها آثارها السلبية ـ في الحدود الدنيا ـ الجميع في غنىً عنها.

شاهد أيضاً

وكيل محافظة مأرب يتفقد نقطة الفلج على طريق مأرب- البيضاء ويؤكّد جاهزيتها لتسهيل العبور منذ 3 أشهر

اقليم تهامة ـ مارب تفقد وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، اليوم، ومعه مدير عام …