أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / صدى الأفراح .. دموع

صدى الأفراح .. دموع

اقليم تهامة – مصلح الأحمدي
يأتي العيد فتأتي معه الأفراح عند أناس والأتراح عند آخرين، أولئك يرددون: آنستنا يا عيد، وغيرهم يتساءل: بأي حال عدت يا عيد؟!

الرؤساء والوزراء والوكلاء والنواب والمحافظين وغير المحافظين (!!) والمدراء والسفراء وابناؤهم واخوانهم وانسابهم وأقاربهم من كافة الدرجات.. في الداخل والخارج.. عيدهم عيد!!

 أفراح ومسرات وزيارات واحتفالات.. وسياحة وسفريات، أكل اللذيذ ولبس الجديد مع أجود أنواع الطيب.. لا يحملون -كغيرهم – الهموم ولا تنالهم الغموم.. فيما الأعداد المهولة من الفقراء والأيتام واﻷرامل والمشردين والمختطفين ومن يعيشون تحت الإقامة الجبرية ومن قطعت مرتباتهم والمشمولين بالرعاية الاجتماعية وغيرهم.. تزداد معاناتهم كلما ازداد صخب الاحتفاء بالأعياد من قبل المترفين في هذا الشعب المنكوب.. وما كان أجدر بالمبذرين في الأرض أن يراعوا مشاعر من يقتاتون اﻷلم ويحتسون المواجع مع كل مناسبة فرائحية.
ما أقسى تلك المواقف حين يلتقي الأطفال في ملاعبهم المعتادة، يرتدي بعضهم ثيابا خلقة رثة فارغة من قيمة حلوى العيد، فيما زملاؤهم كأنهم (طيور الجنة)!! 

يا لقساوة الموقف على قلوب هؤلاء الأطفال – الذين لما يعرفوا بعد سبب حرمانهم – ويا لقساوته كذلك على قلوب أمهاتهم وآبائهم.
ينتاب القلب نوبة من الحزن العميق عندما ترى مجاميع من الفقراء والمعوزين يتجمعون هنا أو هناك، وينتظرون بقلوب منكسرة لفترات طويلة.. ثم يتولون وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما يأكلون.

لن تنتصر قيادة تفتقر إلى العدل والشعور بالمسؤولية، ولن تستحق أمة رحمة الله وهي لا تتراحم فيما بينها.

(ليس منا من بات شبعان وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم)، هذا حديث نبينا الكريم وهو دعوة صريحة للتكافل والرعاية والايثار، فهل طبق في واقعنا المعاش، أم أضيف فقط الى ارشيفنا الثقافي، نستدعيه عند الحاجة فنأتي بمقدمة قبله وتعليق بعده ليصير خطبة كاملة!!

(ما من أمير عشرة إلا ويؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور) صدقت يا رسول الإنسانية.
وصل الحد بقوات الاحتلال (الحوثيوني) في الوطن المحتل أن تمنع الموظفين من استلام رواتبهم التي حولتها الشرعية.. إنه داء جنون البقر!

واجمالا فقد أحالت المليشيات الغازية المحافظات المحتلة إلى مناطق منكوبة تماماً، اغتالت اﻷفراح وانتزعت الابتسامات وشردت رجال البر والخير والإحسان ونشرت كائناتها الغريبة الكئيبة تنشر الرعب وتوزع الذعر، حتى غدا حال المستضعفين في الأرض كما صوره الشاعر السوري عبدالحفيظ كنعان بقوله:
يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا

واستوطن اﻷرض أغراب وأشباحُ
ياعيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً

وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ
أين المراجيح في ساحات حارتنا

وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ
الله أكبر تعلو كل مئذنة

وغمرة الحبِّ للعينين تجتاحُ
أين الطُّقوس التي كنَّا نمارسها

ياروعة العيد والحنَّاء فوَّاحُ
وكلنا نصنع الحلوى بلا مللٍ

وفرن منزلنا في الليل مصباحُ
وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا

ووجه والدتي في العيد وضَّاحُ
أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم

فحيثما حطَّت اﻷقدام أفراحُ
أين الذين إذا ما الدَّهر آلمنا

نبكي على صدرهم نغفو ونرتاحُ.

ُ

شاهد أيضاً

وكيل محافظة مأرب يتفقد نقطة الفلج على طريق مأرب- البيضاء ويؤكّد جاهزيتها لتسهيل العبور منذ 3 أشهر

اقليم تهامة ـ مارب تفقد وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، اليوم، ومعه مدير عام …