أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / مصلح الأحمدي : عائدون ..

مصلح الأحمدي : عائدون ..

*مصلح الأحمدي 

تتقدم قوات الشرعية يوماً بعد يوم نحو العاصمة صنعاء  ومن أكثر من جهة، وأصبح يقيناً لدى الجميع أن سكان كل محافظة ومديرية وعزلة وحي سيعودون الى حيث كانوا، وسيعود كذلك المتمردون – القادمون من كهوف الانحطاط و (حيود) التوحش – الى موطنهم الأول حيث التوحش والغباء والتخلف والرجعية، بعيداً عن الإنسانية والقيم والمثل التي أثبتوا بشكل عملي أنهم غير قادرين على التعايش معها، فقد خاصموا كل جميل وقتلوا كل بريء وهدموا المساجد ودمروا المدارس وفجروا المنازل وشردوا الآلاف واختطفوا ضعفهم ..

كانت الشرعية ومناصروها بحاجة الى جهد جهيد وعمل مضن لإقناع ذوي الشكوك والريب أن هؤلاء – القادمين من الكهوف والغياهب – كائنات استثنائية  لا تطيق التعايش مع الآخر ولا تجيد سوى القتل والدمار ثقافة وسلوكا..

ولهذا فإن نهاية منظومة الدمار الشامل حتمية لا بد منها ﻷن كل أعمالها وتصرفاتها إجرام وضلال وفساد والله سبحانه ( لا يصلح عمل المفسدين) كما أن تلكم المليشيا العمياء لا تحمل أي صفة من صفات التمكين التي وردت في قول المولى سبحانه:

(الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمر)

والمتمردون دمروا المساجد ومنعوا الصلوات ونهبوا الأموال العامة والخاصة وأمروا بالمنكر ونهوا عن المعروف!
لا أعتقد أن هناك شخصاً واحداً في صفوف الشرعية يحدث نفسه حول امكانية تطبيق الحكومة الشرعية لأي قرار أممي يصدر ضدها – لا سمح الله – ناهيك عن التزامها بمقترحات ورؤي وأفكار  !

إذاً.. ظنونهم السيئة سترديهم ويقيننا العامر بالإيمان سيعيدنا ..
سنعود.. لنعيد الطلاب إلى مدارسهم في صفوف منتظمة كحبات المسابح يرددون النشيد الوطني وندى الأمزان يقطر على قلوبهم الغضة فتزداد أصواتهم وضوحاً وارتفاعا…
سنعود وحداء مسيرتنا يملأ الآفاق وصدق أخوتنا يجعلنا كالجسد الواحد يتداعى كله اذا اشتكى بعضه، وصدى الموال الوطني لا يفارق أسماعنا: 

املأوا الدنيا ابتسامة…  وارفعوا في الشمس هامة

واجعلوا الحق هو المعنى الذي

فيه تمضون وتمضون الحساما
سنعود.. لإنارة المساجد ورفع المآذن وتزيين القباب..

سنعود.. لتعود حلقات القرآن ورياض الجنان .. والمنتديات الثقافية والأمسيات الشعرية والصباحيات الأدبية ..

سنعود .. لإعادة الفن الأصيل والشعر الجميل .. والأدب الرصين والثقافة المتميزة.. والعلم والمعرفة.
عائدون.. لنعتذر للحرم الجامعي والمبنى المدرسي والمحراب المقدس وقاعات المؤتمرات ومقرات الأحزاب والمنتديات وبيوت الثقافة..

سنعود .. لتعود الحياة.
عائدون.. لنجيب على تساؤلات ابن الشهيد عن سبب تأخر والده .. الذي ارتقى شهيداً ليبقى اليمن واليمنيون..ولنرفع معنويات الجرحى والمعاقين بأن حالاتهم وسام شرف لهم وذكرى تستجلب لعائن الأحرار على العملاء بكرة وعشيا..
عائدون… لإعادة الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية وإشاعة روح المحبة والإخاء ونبذ العنف والكراهية والعصبية بكافة صورها وأشكالها واستئصال شأفة الارهاب بكل أصنافه..
عائدون.. لبناء دولة مدنية اتحادية حديثة تقوم على الأسس الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة ..
عائدون.. لكفالة الأيتام وحفاظ القرآن الكريم ومواساة الفقراء ومساعدة المحتاجين وبناء المساجد والمراكز الصحية وخزانات المياه والآبار وتعبيد الطرقات ..
سنعود .. فقد طال انتظار أبناء المدن المحتلة في ضواحيها لقدوم مواكب التحرير .. لاستئناف الحياة !!
سنعود ..

ليعود للدولة هيبتها وللنظام مكانته وللحرمات قدسيتها وللحربة قداستها.
سنعود ..

لنحول الثكنات العسكرية الى مرافئ ثقافية وأماكن الاحتجاز الى استراحات والمعتقلات غير القانونية الى حدائق ذات بهجة..
سنلتقي معاً لنضع خطة المستقبل تحت عنوان:

قدري دوماً يد تبني غداً.. ويد تحرس مجد الوطني.

وقد استفادت السلطة الشرعية من الوقائع والأحداث خبرة ومهارة تقيها مصارع السوء وترشدها متى تغض الطرف ومتى تعالج بالكي، إذ أن غض الطرف عن القذاة لا ينفي وجودها !!

شاهد أيضاً

تهامة والإمامة.. قصة نضال

اقليم تهامة ـ د. ثابت الأحمدي قصة النضال في اليمن تجاه أسوأ جماعة عنصرية سلالية …