موقع إقليم تهامة الحدث والحقيقة
حذيفه الخطيب/✍️
صنعاء تلك المدينة الساحرة عاصمة الروح كما وصفها شاعر اليمن الكبير (عبدالعزيز المقالح) حضارتها وتاريخها التراثي الجميل أكثر ما يأسر القادمين، صنعاء الروح العروس الفاتنة التي ما زادتها صروف الأزمنة إلا جمالاً ولمعاناً ، يفد اليها من اراد ويغادرها من رغب ويقطنها من احب، لا تمارس عليك التلصُّص ، إذ تتّسع للجميع لا تُضايق احدا ولا تتفحّص ملامح العابرين.
كل شبرٍ في اليمن له في صنعاء اثرا ، حيثما يمَّمت وجهك متنزِّهاً في دار الحجر او وادي ظهر ،تمضي مسرورا مشدوهاً، يأسُرك جمال صنعاء الأخّاذ.
وانت تتنظر الى جمال صنعاء وباب اليمن والمشهد تعش سعادتك ومتعتك، وانت في السبعين او الثورة او التحرير ، تجد امامك في كل مكان تذهب إليه – في صنعاء – حكاية !
حين تزورها اليوم، لاتلبث ان تجد نفسك كما لو أنك تحلم .. هل هو الحُلم .. تسائل نفسك
ثم يتكشّف لك أنه ليس بحلم بل حقيقة مرّة ماثلة أمام ناظريك .
تعاود القول .. ماهذا الذي أراه الآن، أرى خراب ودمار وفقر وبؤس وظلام
أرى شلل الحياة في صنعاء وقد غدَت مدينة اشباح ، كل حواريها موحشة
الكل يخشى الكل، لم تعُد تشعر بتلك السعادة التي كنت تجدها
وأنا اتجوّل في احيائها وشوارعها ،لم أعد ارى ذلك الجمال
ياإلهي !!
ماالذي حلّ هنا .. ماذا دهى هذه المدينة ؟
أحقا هذه هي صنعاء ؟!!
ايمكن ان يكون هذا حالها الآن ؟؟
حينها تجد الجواب الصادم التي تتفوّه به لا إرادياً
نعم هذه هي صنعاء
لاشكّ أنه سيكون هذا حال مدينة تحكمها وتعبث بها المليشيات
ليس غريباً أن يكون هذا حال مدينة قد سلبها مهجتها وفرحتها ورونقها قطيع من البغال البشرية، التي احالت حياة أهلها جحيماً لا يُطاق
أعاود السؤال مجدداً وهل ستبقى كذلك؟؟
لا يمكن فقريباً نصرها وتحريرها
قريباً ستعود صنعاء تلك المدينة الوادعة التي تُبدي فتنتها للناظرين
المدينة التي تحتضن كل ابنائها العابرين دون ان تفتش في مذاهب العابرين والساكنين
صنعاء ذات السحر والجمال الأزلي التي لا تُفتِّش عن هويّة الساكنين
لن يطول حالها؛ فرجال وابطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على ابوابها وفي من ضواحيها وعلى بُعْد مرمى قذيفة من قلبها .
صنعاء تنتظر وصولكم يا ابناءها الأبطال
تستعد لمقدمكم يارجال الجيش الوطني والمقاومة
فهبوا واستعدِّوا واعدِّوا لتلبية نداءها واللقاء بها
ستجدونها تهب نفسها لكم وتحتضنكم فأنتم ابناءها البررة
و انّ غداً لناظره قريبُ
