أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / انقلبوا على السياسة والاقتصاد والثقافة والفن وعلى القيم والأعراف يوم قال الحوثيُّون لليمن : إلى الخلف دُر

انقلبوا على السياسة والاقتصاد والثقافة والفن وعلى القيم والأعراف يوم قال الحوثيُّون لليمن : إلى الخلف دُر

 

 علي العقبي / ✍️

بيت الثقافة يتحوَّل إلى بيت النار في عهد الجماعة الحوثية .. 

هذه الجماعة التي مثَّلت أبشع حركة ارتداد عن كل ما يمتّ لروح العصر بِصِلة 

مع صبيحة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م كانت آخر مظاهر الدولة قد توارَت عن وجه العاصمة ؛ فأصحاب الأسمال البالية من أفراد الميليشيا الحوثيَّة يحكمون القبضة على صنعاء، كان طغيان حضور الميليشيا في عاصمة الجمهورية هو التجلِّي الأبرز لانتهاء زمن الدولة. 
منذ ذلك التاريخ تُفاجئ هذه الجماعة اليمنيين بالنكوص والعودة الى الوراء .. كل يوم  تكشف عن أنَّها لم تغادر بعْد العصور الغابرة . بعد عامين إلا قليلاً أثبتت أنها الإمامة؛ و قد عادت من ارشيف التاريخ ؛ حتى انها لم تنفض عن كاهلها غبار الأزمنة السابقة؛ وأعادت بمقدمها ذلك الثالوث المرعب الذي ساد في حياة اليمنيين قبل أزيَد من نصف قرن !
يقترب اليمن حثيثاً من مجاعةٍ كبرى تُهدِّد حياة اليمنيين، كل يوم تُغرقنا مواقع التواصل الاجتماعي بصور لمواطنين من تهامة وقد غدَوا هياكل عظمية .. بعد أقلَّ من عامين اقتربت الجماعة الحوثية الكهنوتية باليمن من الافلاس ومن قعر التخلُّف !
ذات يوم كان الحوثيون القدامى يفرضون على اليمن عزلة؛ يستأثرون بمقدرات البلد، ينعتون الأحرار بالعمالة والارتزاق، وكانوا يصمون كل من أُوتي حظاً من العلم بالزنادقة.. ويومها كان كتاب كـ (طبائع الاستبداد ومصارع الاستبداد) للكواكبي ؛ كفيلٌ بالذهاب برأس حامِلهِ الى المشنقة !
واليوم يخطو الاماميُّون الجدد على خطى أسلافهم في التجهيل والافقار الشامل وتبديد الثروة في وقتٍ يسَّاقط فيه غالبيَّة اليمنيين ما دون خط الفقر. 

لم يكن تحويل الحوثيون مؤخرا (بيت الثقافة) إلى (بيت النار) محض صدفة؛ بل دليلٌ لا يقبل الشكّ عن عداءٍ صريح للثقافة والمعرفة والفكر، وسعيٍ محموم لتكريس التجهيل والتخلُّف.
وبعد أنْ دمَّروا الاقتصاد والسياسة؛ تطال اياديهم الثقافة والفن، فبعد أشهر من سفر الوفد الحوثي الى عاصمة الكيان الصهيوني، يوم فُوجئ اليمنيون بمشهد وفد (جماعة الموت لإسرائيل) يبيعون من اسرائيل ذاتها أقدم مخطوطة من التوراة عمرها مئات السنين ؛ هاهي الجماعة الحوثية تحيل بيت الثقافة الى مطعم ! 
إنَّه انقلاب شامل على الحكم والسياسة والاقتصاد والثقافة وعلى العادات والقيم والأخلاق .

ما لا يُدركه الحوثيون أنَّ مُحاولة حكم المواطنين بالحديد والنار، والسعي لابتلاع أغلبية الشعب؛ هو مُصادمة لسنن الحياة، ونواميس الكون، وقراءة خاطئة لأحداث التاريخ.  فكما نجح اليمنيُّون الأحرار في اقتلاع نظام الامامة قبل ما يزيد على نصف قرن، ها هم أحفاد الزبيري يقتربون من اسقاط الانقلاب الحوثي، وفي الغد القريب سيُهيِلون عليه التراب.

شاهد أيضاً

ستشرق شمس صنعاء من أرض غزة

اقليم تهامة ـ ياسر ضبر تتحكم المخابرات الأمريكية والبريطانية بنظام الحكم الايراني، بل وتتربع عناصرها …