اقليم تهامة – كتابات ا خالد سليمان
المتأمل في دور القاده العسكريين يرى تباين في كثير من المواهب والصفات والقدرات فهناك من يمتلك القدرة على قيادة الافراد تدريبا وإعداد مثلا ولكنة متأخر ولوا بنسبة في قيادة المعارك فعليا وتحمل صعابها وتبعاتها .
وقد نجد من القادة من يجمع بين هذه المواهب والقدرات ، لا أقول إلى حد الكمال فالكمال لله وحده ولكن كما قلنا بنسب معينة والتقصير وارد ولا يخطئ إلا من يعمل .
فمن القاده من مستعد لخوض غمار الاقتحامات والدفاع والهجوم والصبر والتحمل لأيام واسابيع بل وشهور في الخطوط الأمامية للجبهات ومعايشة الأفراد والتقاسم معهم الزاد ( الكدمة ) ومكابدة البرد ووعورة الجبال وتحمل الأمطار وحرارة الشمس وسط المتارس وحل المشكلات الطارئة .
ينسى خلال ذلك حياة الرفاهية التي كان عليها مع اولاده ومحبيه ، عندما كان يأكل ما تشتهيه النفس وما تلذ له العين .
ومن خلال مشاركتنا في السنوات الثلاث الماضية في الجبهات تعرفت على القائد اللواء الركن ناصر علي الذيباني قائد المنطقه العسكرية السابعة فوجدته .. حقيقة قد تربع ونال مكانة كبيرة بين افراد المنطقة وقادتها وضباطها وبين من عرفة فهو شخصية قل إن نجد مثله في وقت نحن أمس الحاجة إلى أمثال هؤلاء القادة .
لا أقول هذا عن سماع أو كما قيل ولكن عن مجالسة ومشاهدة ومتابعة له في مختلف الجبهات
فالرجل عنده من الكاريزما والثقافة والاطلاع في كثير من المجالات ما يجعله يتحدث مع أي صاحب مجال وكأنه متخصص فيه .
إضافة إلى قوة صبره وتحمله أحيانا أن كانت هناك أخطاء أو تقصير من بعض من هم تحت قيادته ومعالجتها معهم مهما كانت عصيبة وتقبل آراء الآخرين سواء كانوا ضباطا أو جنودا ويستمع لكل من طلبه بروح القائد الحازم الصارم والرحيم المتعاون .
والذي يرى ويتابع عمله في المنطقه العسكرية السابعه يتبادر إلى ذهنه وكأنه من أبناء هذه الأرض ومن سكان هذه المنطقه فقد عرفها شبرا شبرا وحفظ تفاصيل تضاريسها ومسميات تبابها وجبالها وسهولها واحدة واحدة وكأنها منطقته وذلك من طول حضورة المستمر فيها وتنقله الدائم عليها .
ليس فقط هذه المنطقه التي تحت قيادته بل على طول الجبهات من مأرب حتى ضبوعة وصرواح وهيلان والمناره والمنصاع وغيرها من جبهات القتال . نظرا لتنقل اعمالة في هذه الجبهات
وسواء ا من بداية تعيينه قائدا للمنطقة العسكرية السابعه او حتى قبلها قد استطاع أن يحقق الكثير من الانتصارات المهمة على طول الجبهات مع زملائه من القادة .
ومن أبرز هذه الانتصارات واقربها كان تحرير تبة القناصين والذي كان يطلق عليها الانقلابيون تبة الصمود لقوة تحصيناتها ومتارسها بالإضافة إلى سلسلة التباب الحمر وضبوعة والقرن والجبيل .
وكما أكد في كثير من تصريحاته بأن ما يعوق تقدم الجيش الوطني ما هو إلا مراعاة لممتلكات المواطنين وحفاظا على أرواح المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها العدو . وهذا ينبئ عن حرصة على الجوانب الإنسانية والأخلاقية لدى القائد المتعلم ﻻخلاق الحروب .