يموت مغبون من لا رجال له

✍️/إيمان علي

كلما تذكرت موقف أبناء صالح من مقتل أبيهم تمثلت بالمثل المشهور الذي لا أعرف قائله :(يموت مغبون من لا سفيه له ) وطبعاً لا أتمثل به تنزيهاً لأبناء صالح من خُلق السفه ، فهم مثالاً حياً للسفه بمعناه المعروف .
فمواقع التواصل الاجتماعي تمتلئ بصور الدنجوان يحي صالح مع المزز اللواتي كما يبدو من كثرتهن أن محاولة اصطيادهن أصبح شغله الشاغل .

كما لاتخلو قوائم رجال المال والاعمال وأصحاب العقارات الضخمة والبرص العالمية المشبوهة من إسم أحمد علي عبدالله صالح الذي أصبح من أثرياء العالم بأموال اختلسها من حق هذا الشعب ، وكلنا يعلم أن عفاش صعد الى السلطة وهو معدم لايملك قرشاً ليشتري به حذاء .

أما طارق صالح (قط صالح المدلل ) فهو لايقل سفهاً ممن ذكرت فتخبطه وعجزه عن تحديد مساره الذي يضمن له الوقوف كـِند لقاتل عمه ، و عجزه عن تصوير نفسه بما يمتلك من بعض الأسباب التي يمكن ان تجعل منه ولو فزاعة ورقيه لمن قتل عمه ، وسلب ممتلكات العائلة ، إلا دليل على طيش وسفه تربى عليهما .
ربما المولودين في أسرة إستحوذت واستأثرت بخيرات وطن ، وعاشت في شعب يحميها ويضحي من أجل بقاءها كأسرة صالح لايمكن إلا أن يكون ابنائها عديمي المسئولية ، و غير قادرين على حماية انفسهم و الأخذ بثأرهم بأيديهم إن تعرضوا لمكروه .
لم يرث طارق حتى قليلاً من ذكا الانحطاط عن عمه (صالح )الذي كان كل فترة يتحالف مع فصيل ليقضي على فصيل آخر ، قبل أن يلقى مصرعه على يد آخر حليف سياسي له .
ربما أخطأتُ أنا حفظ المثل ، فلا أظن السفهاء يطببون غبن مغلوب منهم ،
وربما كان المثل يقول : (يموت مغبون من لا رجال له ) .
فصالح خانه السفهاء من أبنائه ، والأنذال من حاشيته وأرباب نعمته ، كما خانه أشباه الرجال من ذويه وأبناء قبيلته التي كثيراً ماكان يحاول أن يتباهى بها ليعوض بها عن تواضع إسم عائلته ، و الذي استحى أن يفصح عنه طوال فترة حكمه ، وخصوصاً وهو المصاب بجنون العظمة .
كان كلب صالح هوالوفي الوحيد ، رغم كثرة الهاتفين بفدائه .
فكل تلك المجاميع المجلجلة في ميدان السبعين ، التي استأجرها على مدى سنوات توليه السلطة ، بعد أن إنقطع عنها ثمن الهتاف تلاشت جميعها ، كما تلاشت قدرة أبنائه الذين حرص على أن يكونوا على رأس فصائل الجيش ، حتى أُعتبر جيشاً عائلياً ،ولم يبق وفياً لصالح غير كلبه ، وبذلك يكون وحده من يمكن أن نسميه رجل .