أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / ​مظلوم فقد كانت كل الطرق أمامه إجبارية .. !!

​مظلوم فقد كانت كل الطرق أمامه إجبارية .. !!

✍ حمود المروي
قيل للأمير شكيب ارسلان ذات يوم:لقد قل الناصر والمعين،والعدو في كثرة من عدته وعتاده فعد من حيث أتيت،فقال:ليس أمامي من طريق آخر إلا المضي لما خرجت من أجله.. !

 ليكون ذهابه وانتصاره بما معه من جيش لمعركةٍ غير متكافئة طريقاً اجبارياً .. !
تلك مقدمة لمعنى الطرق الاجبارية التي تفرضه ظروف وطبيعة الأحداث على العظماء من حاملي رايات اصلاح الأمم والمجتمعات،سواءً كانوا أفراداً أو جماعات، على مرّ التاريخ .. !

واليوم وفي ذكراه السابعة والعشرون لتأسيسه ها نحن نشاهد سيرة واحد من حملة تلك الرايات الاصلاحية تُفرض عليه الطرق الإجبارية في أكثر من محطة تاريخية في حياته ..!

فمنذ أن حمل التجمع اليمني للاصلاح راية الاصلاح  لإصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن وهو يخوض تلك الطرق الاجبارية،تفرضها عليه ظروف وطبيعة القضية الراهنة،محل الصراع في ذلك الوقت،فيختارها مكرهاً لا مريداً ،تدفعه لاختيارها طبيعة فكره ومنهجه ذات المبادئ الوطنية والقيم الأصيلة .. !

ورغم ما قد يناله الاصلاح من خسارة سياسية جراء اختياره لتلك الطرق الاجبارية باعتباره حزب سياسي،يحرص على مراعاة البعد الشعبي والجماهيري،الا أنه كان يضع المصلحة الوطنية فوق مصلحته الحزبية والسياسية .. !

وهاهو اليوم وفي الصراع الدائر حالياً يختار الوقوف الى جانب الشرعية الانتخابية والتوافقية ممثلة بهادي،رغم ما تؤكده مسارات  الاحداث ولا تزال من تآمر مستمر ضد الاصلاح .. لكنه طريق اجباري بالنسبة للاصلاح،حيث البديل هي الفراغ والفوضى وترك الباب مفتوحاً لمزيد من الصراعات وسفك الدماء للاستيلاء على السلطة بين المتطلعين والطامحين والطامعين،وبصورة تعيدنا للمربع الاول في الوصول للسلطة عن طريق الاقتتال والحروب وسفك الدماء،مع أننا قد قطعنا شوطاً في الانتقال للخيار الديمقراطي،وان اعتراه بعض العيوب،الا ان المحافظة عليه وتصحيح عيوبه افضل من اغتياله على طريقة ماحدث في الواحد والعشرين من سبتمبر .. !

ومهما يتلقاه الاصلاح اليوم وما يعانيه بفعل اختياره لتلك الطرق الاجبارية،الا ان الايام كفيلة بمحو كل ذلك،حيث أنها قد محت عنه الكثير في محطات سياسية سابقة وخرج الاصلاح اكثر شعبيةً واقوى تماسكاً ..!

ولنذكر باختيار الاصلاح لموقف معارضته لدستور دولة الوحدة اثناء الفترة الانتقالية،وما قيل عنه حينها من تهم العمالة والخيانة ورفض الوحدة،لتنتهي كل التهم ويعدل الدستور وفقاً لما كان يقترحه الاصلاح .!

واختار الدفاع عن الوحدة والانخراط في ميدان القتال عام 94 كطريق اجباري ،وقيل عن اتباعه حينها ماقيل من انهم مكفرون،وجهاديون،ونهابوا اراضي وسارقوا ثروة،وانتهى كل ذلك وبقي الاصلاح وبقيت الوحدة شامخة .. !

واختار اللقاء المشترك كضرورة مرحلية ووطنية  ضد توغل صالح وزمرته الشديدة في السلطة وهيمنته على الحياة السياسية،كجبهة وطنية واسعة تقف في وجه تلك الهيمنة،التي كادت ان تقضي على الحياة السياسية برمتها،وقيل عن الاصلاح حينها ما لا يتسع المجال لذكره .. وانتهت كل تلك الدعايات وحقق المشترك الكثير من اهدافه الوطنية المرجوة من تأسيسه .. !

واختار الاصلاح الانخراط في ثورة الشباب السلمية،كطريق اجباري وقدم التضحيات الكثيرة،وتحمل كل ما قيل عنه،كمجرمٍ اقترف جريمةً كبيرة اسمها ثورة،لتأتي الايام وتثبت انخراط كل من كان يعتبر الثورة ولجانها ومناصريها رجس من عمل الشيطان فينخرطوا لاحقاً تحت راية لجان ثورية دفاعاً عن اهدافها المقدسة .. !

وها هو قد اختار الوقوف الى جانب الشرعية وحدد موقفه الداعم لدول التحالف العربي لاستعادة الشرعية وازالة الانقلاب برغم ماحدث ويحدث من تفاعلات سياسية تتصادم مع الكثير من توجهاته الوطنية والسياسية  واضطرابات متسارعة تنتج عنها مواقف متبدلة ومفاجئة له في أداء وسير عمليات التحالف ، لكن ليس امامه الا ان يتعامل معها ايضاً كطريق اجباري يجب خوضه لتحقيق المصلحة الوطنية الكبرى المتمثلة في استعادة الشرعية والدولة والحفاظ على ماتبقى من الثوابت الوطنية.. 

 

وهكذا ستثبت لنا الايام القادمة ان الطرق الاجبارية التي كان يختارها الاصلاح ويراها خصومه فرصةً للنيل منه ماهي الا طرقاً اجبارية يخوضها الاصلاح على قارب النجاة وسط بحور المؤامرات للوصول بهذا الوطن  الى بر الامان .. !!
#اصلاحيون_لأجل_الجمهورية

شاهد أيضاً

الشرعية ، المظلة التي نذود عنها لا التي نجلدها..!

اقليم تهامة ـ المحرر السياسي حين نتحدث عن الشرعية، فنحن لا نتحدث عن كيانٍ عابر، …