الرئيسية / أخبار الإقليم / قبائل البيضاء تهب من مضاجعها.. تأهب قبلي وحشد حوثي استعدادا للموجهة العسكرية

قبائل البيضاء تهب من مضاجعها.. تأهب قبلي وحشد حوثي استعدادا للموجهة العسكرية

اقليم تهامة – البيضاء

مع وصول الوساطات التي تقودها سلطنة عمان، بين قبائل البيضاء وسط اليمن ومليشيا الحوثي الانقلابية، على خلفية ارتكاب الانقلابيين الحوثيين لجريمة قتل “جهاد الأصبحي” في مديرية “الطفة” بالمحافظة، إلى طريق مسدود.

يوشك الوضع العسكري في محافظة البيضاء على الانفجار بين رجال القبائل من جهة ومليشيا الحوثي الانقلابية من جهة أخرى، في الوقت الذي يستمر فيه الطرفين لحشد مسلحيه استعداداً للحرب.

والأربعاء الماضي، أقدمت مليشيا الحوثي الانقلابية على قتل، المواطنة “جهاد الأصبحي” عقب مداهمة منزلها بمنطقة “أصبح” في البيضاء، ما تسبب باندلاع توتر كبير بين الانقلابيين الحوثيين والقبائل.

وتشترط القبائل لإنهاء الأزمة “معاقبة مرتكبي الجريمة”، التي تعد في العرف القبلي “عيبًا أسود”، إضافة إلى مغادرة المشرفين الحوثيين (مسؤولون عن إدارة المحافظة) البيضاء، وهو ما يرفضه الحوثيون.

وطلبة سلطنة عمان، الأحد الماضي، مهلة للتوسط بين جماعة الحوثي الانقلابية، وقبائل البيضاء عقب اندلاع التوتر بين الطرفين.

ووفقا لقيادي المؤتمري “ياسر العواضي” أحد مشايخ محافظة البيضاء وعضو البرلمان، فأن “الأشقاء في السلطنة طلبوا منا مهلة إضافية، وبعد التشاور مع أولياء الدم وإكرامًا للأشقاء في السلطنة، قررنا إعطاءهم المهلة التي طلبوها”.

وقال العواضي في سلسلة تغريدات، الأحد الماضي، على حسابه في “تويتر”، أنه “بعد انتهاء المهلة طلب منا الأشقاء في السلطنة مهله إضافية”.

وأضاف: “واحتراماً لهم وحرصاً على ما تبقى من أواصر مع بعض الشرفاء الذين أساءهم ذلك وتضامنوا معنا، فقد تشاورت مع أولياء الدم ومشايخ الذمر وقررنا إكراماً للأشقاء في السلطنة إعطائهم المهلة التي طلبوها واليد على الزناد ولكن في محجاه”.

وعاد “العواضي” بعدها مغرداً وقال “إن صنعاء انضمت إلى الطغاة من الشعف في البيضاء”، في إشارة إلى عدم تخلي سلطات الحوثيين عن المشرفين الذين تسببوا في قتل “جهاد الأصبحي”، والذين ينتمون لمنطقة “الشعف” بالبيضاء.

واستطرد: “بقيت شعرة واحدة مع صعدة لا نأمل بقطعها”، داعياً زعيم الانقلابيين الحوثيين إلى “تسليم المتهمين إلى القضاء، ورفع المشرفين الظلمة، أو يتركهم وأهل الأرض با تتفاهم معهم بطريقتهم”.

وقلل “العواضي” من فرص نجاح الوساطة، وقال “طبعا لن تجدي معهم أي وساطة، قد هي في بطن الوظف اليوم أو غير اليوم”، في إشارة إلى أن الحوثيين قرروا الحرب.

وتابع أن الحوثيين يعدون العدة للحرب وأنهم أيضاً يعدون لمواجهة الحوثيين، داعياً القبائل لمساندتهم، مشيراً إلى أنه لن يعتمد على الشرعية أو التحالف في مساندتهم، وأنه يريد هذه الحرب قبلية خالصة.

وفي حين حمل زعيم الحوثيين مسؤولية ما حدث وقد يحدث، وجه حديثه لمن وصفهم بـ”المبقبقين والمهددين” قائلا “إذا أردتم السلم فلتعملوا عليه والعدل مطلب الناس وان “تبوا الحرب وانتم رجال لا عاد تبقبقوا بالتهديد والوعيد والكذب والتلفيق اقبلتوا ببنادقكم”.

من جانب آخر أكدت قبائل الأصبحي في مديرة الطفة بمحافظة البيضاء أن ميليشيا الحوثي ارتكبت بحقهم جريمة نكراء، باقتحام منزل أحد أعيانها وقتل ابنته.

وقال أحمد محمد الأصبحي والد الفتاة جهاد الأصبحي، الذي قتلها الحوثيون الأسبوع الماضي داخل منزلها” نؤكد أننا تعرضنا لجريمة نكراء بانتهاك الحرمات العرض والأرض، بعد أن هجم الحوثيون بأكثر من ثلاثين طقم وبي ام ومدرعة وأسلحة ثقيلة وقتلوا ابنتي داخل بيتها ثم قاموا بنهب البيت”.

وأضاف في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي”بعد الجريمة ذهب الشيخ الخضر عبد الرب الأصبحي (زعيم آل الأصبحي)، إلى صنعاء وأبلغ سلطات الحوثيين بما حصل وطالبهم بتسليم الجناة للعدالة ولكنهم ماطلوا القضية وتعمدوا على إخفاء القتلة”.

وتابع قائلاً “بعد عدم التجاوب من سلطات الحوثي ذهبنا إلى الشيخ ياسر العواضي(زعيم قبيلة آل عواض) ومن معهم من قبائل ومشائخ محافظة البيضاء”.

 وقال “موقفنا(قبيلة الأصبحي) واحد من موقف الشيخ العواضي وآل عواض وقبائل البيضاء الأحرار من مكيراس إلى رداع، كون العرض واحد والحرمات حرمات الجميع “.

وأضاف” الشيخ العواضي يمثلنا هو وأي حر في اليمن، ولن نقبل إي كلام غير الذي يقوله، وموقفنا واحد ولا نعتقد أن أحد من أبناء المحافظة سيتخلى عن هذه القضية”.

وكان الشيخ العواضي، وهو الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، قد أعطى الحوثيين مهلة 48 ساعة حتى تسلم الجماعة قاتل المرأة ومحاسبته.

والخميس الماضي، رفضت القبائل رغبة الانقلابيين الحوثيين بإنهاء الأزمة عبر التحكيم القبلي.

* طريق مسدود

على صعيد متصل قال “طارق العواضي” شقيق الشيخ ياسر العواضي، الاثنين، أن المفاوضات مع مليشيا الحوثي الانقلابية وصلت إلى طريق مسدود، متهما رئيس مايعرف بالمجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة الانقلابية “مهدي المشاط” برفض مطالب قبائل البيضاء المتمثلة بتسليم الجناة إلى القضاء مهما كانت الجريمة ورفض تغيير المشرفين في البيضاء.

وأعلن العواضي لأحرار البيضاء وآل عواض وكل الأحرار الذين قضيتهم تحقيق العدالة للاكليلة جهاد الأصبحي بدون أي تحزب أو تسييس أن يستعدوا للخيار الأخير المتاح وهو الحرب، حسب وصفة.

وأشار إلى أن وساطات كثيرة حاولت إيقاف الحرب لكن الحوثيين رافضين رفضا قاطعاً تسليم الجناة قبل تشكيل لجنه تمييع القضية تحت مسمى لجنه تحقيق.

وكانت مصادر مطلعة، كشفت أن المليشيا اتخذت قرار تصفية الشيخ “ياسر العواضي”.

واعتبرت أن ما يحدث من تحكيم وإرسال وفود ووساطات يعد في إطار تفريق رجال القبائل الملتفين حول العواضي والأنقضاض عليه منفردا وبأقل كلفة.

* حشد قبلي

في خضم هذه التطورات الدراماتيكية احتشدت قبائل ومأرب والجوف في مناطق عدة للنفير والكنف القبلي ضد مليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة البيضاء، وتنتظر نتائج وساطات قبلية وخارجية لإنهاء الأزمة، بعد تمديد المهلة التي تم إعطاؤها للميليشيات الانقلابية لتسليم قتلة جهاد لمدة 24 ساعة.

وعلمت صحيفة “أخبار اليوم” في البيضاء من مصادر خاص، أن رجال القبائل يتوافدون بشكل كبير إلى مناطق آل العواضي منذ يوم الأحد الماضي، لنصرتهم ومساندتهم أمام جرائم وانتهاكات واعتداءات ميلشيا الحوثي الانقلابية، بحق أبناء القبائل من النساء والأطفال والشيوخ.

وبينت المصادر أن رجال القبائل عززوا من تمركزهم في الجبال والسهول والطرق المحيطة والواصلة إلى مناطق آل العواضي.

وكانت قبائل البيضاء قد أصدرت، يوم الاثنين الماضي، بيان هاما حول الأحداث الأخيرة في المحافظة وما أقدمت عليه ميلشيا الحوثي الانقلابية من انتهاكات بحق المواطنين والمرأة.

* استنفار قبلي

واستهل البيان بـ”قال تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا) صدق الله العظيم”.

وأضاف البيان “انطلاقا من الثوابت الدينية و الوطنية وأواصر القربى ونصرة المظلوم وداعي النكف الذي دعاء إليه الشيخ ياسر احمد سالم العواضي ومن معه من مشايخ وقبائل محافظة البيضاء برفع الظلم وإعانة الملهوف ونصرة أهل الشهيدة جهاد احمد محمد الاصبحي و إحقاق الحق و الدفاع عن الأرض والعرض وصيانة إعراضنا وأهلنا في محافظة البيضاء ورفع الظلم عنهم فإن ملتقى قبائل البيضاء تدعوكم للاجتماع اليوم الاثنين ١١ رمضان بعد صلاة التراويح في مدينة مأرب.

ويهدف الاجتماع بحسب البيان” لتدارس الأوضاع واتخاذ موقف واحد يضمن إعادة الحق و الحفاظ على الأرض والعرض وهذه دعوة عامة للجميع كلا بصفته واسمه ولا عذر لأي تأخير”.

وعلى صعيد متصل أكد مشائخ وأعيان وقيادة مقاومة آل حميقان في البيضاء وقوفهم بسلاحهم ورجالهم وأموالهم ودمائهم مع كل مظلوم في المحافظة.

شاهد أيضاً

الماجستير بامتياز للعميد الركن عبدالرزاق الروحاني

اقليم تهامة ـ خاص حصل الباحث العميد الركن عبدالرزاق عبدالكريم صالح الروحاني، على درجة الماجستير …