أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / صرخة شباب : لسنا خصوم الماضي على إطلاقه، وإنما نحن مع الأصالة والمعاصرة

صرخة شباب : لسنا خصوم الماضي على إطلاقه، وإنما نحن مع الأصالة والمعاصرة

اقليم تهامة ـ ابو عبدالإله

ونحن نشاهد التدمير الحاصل في أوطاننا ودفن كل محاولة اصلاح وتجديد يحدثها المتطلعون من شباب أمتنا لأوطان عربية تحجز لها مكانا لائقاً بها في عالم اليوم ..
كل محاولة اصلاح وتجديد نراها تصتدم مع “الماضويين الجدد”، الذين لايؤمنون بالتغيير، ويظلون يسهرون فوق المقابر يطالبونها بأن تعود لتحكمنا..
إذا وجدت نماذج وطنية، فلها منا الإحترام والتخليد كشخصيات اجتماعية تاريخية لانتوقف عندها في ظل زمن متحرك للأمام لن يتوقف لينتظرنا، بل سيتجاوزنا ويرمي بنا في كومة مخلفاته..

ياهؤلاء- لقد حاول شبابكم في الوطن العربي أن يلقوا حجراً في المياة الآسنة وأن يحركوا العجلة التي توقفت عند آخر ثورة عربية تحررية شهدها آخر الأوطان العربية تحرراً منتصف القرن الماضي ..
ياهؤلاء – ألا تعلمون أن ماضيكم القريب الذي اعدتمونا اليه هو أسوأ فترات الماضي لأمتنا،لقد ثار السابقون على ماضيه الذي كان بكل تأكيد أفضل من ماضينا الذين اعدتمونا اليه ..
ثاروا لأن الزمن كان قد توقف عند ذلك الماضي فيما كانوا يطمحون لماهو أفضل..

لقد كان العرب بقيادة العثمانيين هم أول من اخترع المدفعية، لتهزمهم بها لاحقا أوربا شر هزيمة، فقد اهتمت اوروبا بالمدفعية وطورتها ومن ثم هزمتنا بها شر هزيمه لأننا اخترعناها ثم توقفنا عندها..
الروم الذين وبخهم ذات يوم “هارون الرشيد”، وأوروبا التي فرت من الجوع، تظل نماذج حية تخبرنا بشكل متواصل أن الذين يتوقفون معجبين ومنبهرين بلحظات تاريخية معينة دائما ما يتجاوزهم الزمن ويرمي بهم في مؤخرة قافلة الحياة ويجعل منهم شعوب فائضة عن حاجة الأرض للكائنات الحية..

إن التمسك بالماضي ومحاولات العودة له، هو ضرب من الهلوسة كون ذلك مخالف لقوانين وسنن الكون..

ما الذي سيقوله “الماضي البعيد” فيما لو افترضنا حالياً أنه قد خرج من قبره، وشاهد أبسط مقومات حياة اليوم.. كيف تحولت أشعة الشمس إلى كهرباء، والتلفون المحمول، والرجل الآلي، وشبكات الإنترنت، وغزو الفضاء، وأن السيف قد تحول إلى قوالب للمعلبات وصحون لاقطة للقنوات الفضائية، وأن الخيل قد صار للتصوير، وأن الأموال التي كانت توهب في بيت من الشعر قد صار لها لوائح وقوانين تقود الحكام في الدول المتقدمة الى السجون، وأن إبن سيناء والفارابي والخوارزمي وابن رشد قد صاروا مرتكزات لعالم متطور يدير بأفكارهم عجلة الحياة بشكل متوازي مع حركة الزمن .. عندها سيدرك هذا “الماضي” تمام الإدراك أن الثورات التي قامت لتغييره والدفع به الى الأمام كانت ثورات صائبة ومن قام بها كانوا محقين..!

ياهؤلاء .. من يتوقف العالم العربي، إلا لأنه توقف عند ماضيه…!

ذات يوم عظيم صاحت إمرأة واااامعتصماه فهب الرجل هو وجيشه للنداء .. واليوم تصيح شعوب بأكملها: فلسطين، لبنان، العراق، سوريا، تونس، مصر، ليبيا، اليمن، وووااامليار معتصماه، وااااتريليونات اسلاماه، فلم يستجب لهم أحد لأن وجوهنا للوراء وظهورنا للأمام..

“الماضويون” هم الكارثة والنكبة والمأساة الحقيقية التي تتحمل مسؤولية واقعنا الموجع والقاتل، هؤلاء الذين أرهقوا العقل العربي وجندوه لإدارة الزمن للخلف، أو توقيف الساعة ظناً منهم أن الزمن سيتوقف استجابة لرغباتهم المهووسة..

قولوا للسيسي وقيس سعيد وحفتر وحميدتي والبرهان وبشار وامرء النفط ومن دار في فلككم وتآمر معهم من أعداء أمتنا … قولوا لهم : لماذا أنتم حريصون كل هذا الحرص لإرجاعنا الى الماضي، فيما الحياة من حولنا تتغير ، تتغير مفاهيمها ومصطلحاتها، لقد صار الحديث فيها عن شبكة الانترنت، وتغطية الموبايل، ورسالة sms، والواتساب والفيسبوك، والتلفزيون، والقنوات الفضائية، والكاميرات، والترجمة الإلكترونية، والسيارات، والمترو انفاق، والجسور الهوائية، والتصنيع بكل اشكاله والوانه..فيما لايزال حديثنا عن السلطة وكراسيها وكيف نقضي على الآخر لننفرد بها..!؟

اصرخوا في وجوههم لماذا أعدتمونا الى ماضٍ أردنا تغييره؟ لماذا كل هذا الحرص على ان نتوقف عند الماضي ونحن نشاهد بأعيينا حركة التغيير المستمرة في عالم يتسابقون فيه على الفضاء لا على كراسي الحكم ومقاعد السلطة اللعينة ..!

لماذا توقفونا عند هذه النقطة والعالم قد صار يستقبل أصوات ورسائل كونية، ويبحث عن امكانية زراعة البطاطس في المريخ…!

في الختام ..
لسنا خصوم الماضي على إطلاقه، وإنما نحن مع الأصالة والمعاصرة، أن نأخذ من الماضي الدروس والعبر بما يساعدنا على النهوض لتجاوزه، ويدفعنا في طريق التقدم ومواكبة العصر بكافة شروطه..!!

شاهد أيضاً

اصلاح المحويت ينعي القيادي والمربي الاستاذ / محمد عثمان الداعري

اقليم تهامة ـ خاص نعي التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة المحويت الأستاذ/ محمد عثمان الداعري أحد …