أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار الإقليم / مليشيا الحوثي الانقلابية بالمحويت … جبايات يومية لا تنتهي ( تقرير )

مليشيا الحوثي الانقلابية بالمحويت … جبايات يومية لا تنتهي ( تقرير )

*اقليم تهامة – أبو ريان الوقع*

في مديرية بني سعد النائية والمثخنة بالفقر والأوبئة كان قادة حوثيون يتباهون في وقفة احتجاجية – نظمتها المليشيا بمناسبة ما اسموه مرور اربعة اعوام على الصمود في وجه العدوان – بأنهم تمكنوا من جمع نصف طن عسل ضمن القافلة الغذائية التي سيتم تسييرها لدعم المقاتلين في الجبهات.

ما لم يقله اعلام المليشيا – ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها التي بالغت بالاحتفاء بالخبر – إن افرادا تابعين للمليشيا ترددوا في الفترة الماضية على المنازل وجاسوا خلال الديار وقاموا بإجبار المواطنين والتجار والمزارعين وأصحاب المناحل على تسليم مبالغ مالية ومواشي وعسل وبضائع غذائية؛ بغرض تسيير قافلة غذائية ضخمة لرفد الجبهات، بل انهم هددوا بإلصاق تهمة الخيانة والعمالة للعدوان بكل من يتقاعس أو يرفض تسليم المجهود الحربي!

في هذه المديرية الفقيرة كما في غيرها من مديريات المحافظة يتردد افراد المليشيا على منازل المواطنين ومزارعهم ومحلاتهم التجارية، ويفرضون عليهم بالقوة الجبايات والاتاوات، ثم يعرض اعلامهم هذه الأموال والبضائع والمواشي المنتزعة بالإكراه كمنجزات يحاول اعلام المليشيا من خلالها مواراة سوأتها واضفاء طابع القبول الشعبي لها!

لا تُفلح محاولة اعلام المليشيا في تلميع صورتها؛ فسلوكيات افرادها اليومية تجاه ابناء المحافظة تُوسِّع كل يوم منذ اربع سنوات من قائمة اعداء المليشيا، حتى غدا كل ابناء المحافظة ينظرون الى الجماعة الحوثية كأخطر عدو وجودي يتهدد اليمن، وأسوأ جماعة فاشية ونازية لصوصية عرفها التاريخ القديم والمعاصر !

منذ سيطرتها على المحافظة عملت المليشيا الانقلابية طوال اربع سنوات على اثقال كواهل المواطنين بالجبايات والاتاوات تحت مسميات مختلفة، وجمعت على الأهالي عسرين بل اعسار كثيرة، إذ قطعت على الناس معايشهم وأرزاقهم، ثم ضاعفت معاناتهم بالإتاوات؛ كلصّ يضع يديه على جيوب واموال الآخرين.

*المجهود الحربي* :

منذ انقلابها على الشرعية قبل اربع سنوات عمدت المليشيا الى فرض الجبايات على المواطنين والتجار والمزارعين من أجل تمويل حربها ضد اليمنيين. ففي منتصف مارس ألزمت المليشيات الحوثية بملحان المشايخ والوجهاء في كل مركز انتخابي بجمع مبلغ 200 الف ريال دعما للمجهود الحربي؛ وقام هؤلاء بدورهم بجمع هذه المبالغ من التجار والمواطنين. كما فرضت مبلغ 1000 ريال فوق سعر اسطوانة الغاز، وفي عزلة باحش بملحان قام المشرف المالي عبدالله الظهار بجمع مبلغ 120 الف ريال من أبناء العزلة باحش.

وفي مديرية جبل المحويت يتدخل مشرف الحوثيين بالمديرية علي الشاحذي عنوة في قضايا النزاع التي تحدث بين الأهالي، ويفرض على طرفي النزاع مبالغ مهولة؛ ففي ديسمبر الفائت تدخل مع المتحوث ابو حسام المروي في قضيتي خلافات بين الأهالي في قريتي الكرارة والقصبة بمنطقة القبلة، وقام بتغريمهم مبلغ مليون ريال، ثم حوَّل المبلغ لما اسماه دعم المجهود الحربي.

وفي حفاش حدث خلاف قبلي في عزلة القبلة بين بني قطران وبني عمار انتهى بحكم قبلي يقضي بإلزامهم بدفع مبلغ 400 الف ريال كهجَر قبلي، لصالح اتمام بناء مسجد في القرية؛ إلا ان قيادات حوثية بالمديرية أجبرتهم على تحويل المبلغ لصالح دعم المجهود الحربي.

كما قامت المليشيات الحوثية بجبل المحويت نهاية يناير الماضي بمتابعة العقال والمشايخ لجمع التبرعات؛ وتم تكليف كل عاقل قرية بجمع قيمة كبشين؛ للمساهمة في تجهيز قافلة غذائية من اجل تسييرها للمقاتلين في جبهات القتال.

وفي اجتماع لقيادات حوثية في عزلة الضلاع الأعلى بشبام اواخر يناير الفائت تم الاتفاق على تحديد مبلغ 1500 ريال على كل شخص من ابناء المديرية لتسيير قافلة غذائية عن المديرية لمقاتليهم في جبهة حيران بحجة.

*دعم الفعاليات* :

بين الفينة والأخرى يتردد أفراد المليشيا على منازل المواطنين والمحلات التجارية ويطالبون الأهالي بدعم فعاليات المليشيا التي لا تنتهي. ففي أواخر نوفمبر الماضي فرضت المليشيات الحوثية بحفاش مبلغ 10 الف ريال عل كل عامل أو موظف في اي منظمة دعما لإقامة فعاليات المولد النبوي ودعم التحشيد اليها، وفي مديريتي الرجم وشبام قام افراد المليشيا بابتزاز المواطنين والتجار والضغط عليهم لدفع مبالغ مالية بدعوى دعم المولد النبوي الشريف.

وفي نهاية ديسمبر الفائت قام مندوبو المليشيا بشبام بحصر المزارعين الذين لديهم مزارع قات وأغنام وابقار ؛ ثم قام افراد المليشيا بطلب مبالغ مالية تحت مسمى تعاون وحق قات واعلاف؛ لدعم تجهيز قافلة غذائية وتمويل اقامة فعاليات ما يسمى بذكرى الشهيد!

أما في مديرية بني سعد فقد قامت المليشيا بفرض مبلغ 12 الف ريال على المحلات التجارية الصغيرة و40 الف ريال على المحلات الكبيرة لتمويل فعالية ذكرى الشهيد السنوية.

وتفرض المليشيا الحوثية الجبايات على المواطنين والتجار لدعم اقامة الفعاليات الطائفية التي تنظمها تحت يافطات مختلفة ابرزها ” المولد النبوي، يوم الغدير، الولاية، عاشوراء، ذكرى الشهيد، ذكرى الصرخة، يوم القدس .. الخ ” والتي تعمل من خلال هذه الفعاليات على جمع تبرعات وتحشيد مجندين جدد لإرسالهم الى جبهات القتال.

*دعم استمرارية التعليم* : 

لم تمر سوى اشهر قلائل على الانقلاب على الشرعية؛ حتى قامت المليشيا باستنزاف الاحتياطي النقدي للبلد، ونهب البنك المركزي لتمويل حربها ضد اليمنيين، وتحول ثلة من الانقلابيين الى اباطرة وبارونات مالية يراكمون الأرصدة والعقارات والشركات القابضة، في حين يعيش غالبية اليمنيين على شفير المجاعة وتحول كثير من الميسورين وموظفي الدولة ومن بينهم المعلمين الى فقراء بعد ان صادرت المليشيا مرتباتهم وأحلامهم منذ أكثر من ثلاثة اعوام.

ومذاك التاريخ تشهد العملية التعليمية ما يشبه حالة الشلل التام؛ ومن أجل استمرارية التعليم تلجأ المليشيات الى الحلول الخطأ وتُحمِّل المواطنين وزر خطاياها وفسادها؛ فتثقل عاتقهم بالجبايات من أجل توفير مرتبات للمعلمين.

ففي مديرية شبام عقدت المليشيا خلال الأشهر الفائتة عددا من الاجتماعات مع مجالس الآباء وفرضت ما اسمتها المشاركة المجتمعية وألزمت أولياء الأمور على دفع مبالغ مالية لتوفير مرتبات للمعلمين. وتفاوتت المبالغ المالية التي أقرَّتها المليشيا على أولياء الأمور ما بين 500- 1000 ريال على كل طالب لضمان استمرارية العملية التعليمية حسب زعمهم !!

*جبايات لا تنتهي* :

تتصرف المليشيا مع المواطن كما لو أنه الحمار القصير الذي تفزع اليه كلما همَّت بإقامة فعالية او تمويل جبهة أو توفير النفقات المالية للأنشطة والأفراد؛ ولا تعدم المسوغات والمبررات من اجل الاستيلاء على ما في ايدي المواطن ووضع يدها على ما في جيوب الآخرين. وهاكم بعض الأمثلة عن المليشيا اللصّ والممارسات الابتزازية التي قامت بها تجاه ابناء المحافظة خلال الأشهر القليلة الماضية .

ففي مدينة المحويت الزمت المليشيا اصحاب المحلات التجارية بشراء وتركيب كاميرات مراقبة للتصوير امام المحلات التجارية وربطها بالشبكة العامة لتسهيل المتابعة والمراقبة للمارة أو دفع مبالغ مالية عوضًا عن ذلك.

وفي مديرية شبام ألزمت التجار بقطع سجلات تجارية رغم ان بعض التجار ليس لديهم سوى صندقة صغيرة فقط. وفي مديرية ملحان قام المشايخ بتكليف من المليشيا بفرض مبلغ 2000 ريال على كل متزوج؛ تحت مسمى تجهيز مجاهدين.

اما في بني سعد فقد وصلت لجنة من مركز المحافظة لجمع ما اسموها الضرائب؛ حيث فرضت على محلات الصرافة بالمديرية مبالغ مالية تتفاوت بين 50- 70 الف ريال، وعلى المحلات التجارية مبالغ مالية ما بين 10-20 الف ريال. وفي حفاش قامت المليشيا بفرض مبالغ مالية على جميع المحلات التجارية لشراء رنج من اجل كتابة الشعارات الحوثية وعبارات الولاية !

كما قامت المليشيات في شبام خلال يناير الفائت بمطالبة الأهالي في الضلاع الأعلى والأهجر بدفع ما اسموها زكاة التبن والقات والأعلاف والمواشي لدعم المجهود الحربي. وفي الشهر ذاته قامت المليشيات الحوثية بمديرية الرجم برئاسة المشرف ابو مالك فواز فارع بجباية الأموال من المواطنين والتجار تحت مسمى تسوير مقبرة روضة الشهداء.

أما في مديرية بني سعد فوصل الحال الى قيام المليشيات الحوثية في سوق الخميس بفرض تسليم الخُمُس من القات والمال على كل مقوت. وفي شبام فرضت المليشيا في بعض قرى الضلاع الأعلى على عدد من الأهالي غرامات مالية جائرة لدعم المجهود الحربي؛ بمبرر مخالفة مراقيم الزواج. وفي شتى المديريات تقوم المليشيا بجباية الأموال من المحلات التجارية تحت مسمى ضرائب ورسوم تحسين وغيرها من المسميات.

* المواطن كخزنة فلوس* :

اربع سنوات كما لو أنها عمرٌ بأكمله بالنسبة لأبناء المحافظة الذين سامتهم المليشيا سوء العذاب، حيث حلَّت على المحافظة ككابوس يُلاحق المواطن في صحوه ونومه، فمن سلِم من الخطف والتشريد لم ينجُ من الجبايات المتواصلة، إذ تتعامل المليشيا معه كخزنة فلوس وحصالة نقدية.

فهو مطالب بتمويل مجهودها الحربي وتمويل القوافل الغذائية ودعم اقامة الفعاليات الطائفية، كما كثرت المسميات التي تجبي من خلالها المليشيا أموال المواطنين الذين يعيش معظمهم حياة الكفاف؛ لدرجة أنه لم يتبق إلا ان تفرض رسوماً مالية على التنفُّس!

شاهد أيضاً

حملة اختطافات حوثية بحق موظفين بحجة التخابر مع تحالف حارس الازدهار

اقليم تهامة ـ الحديدة تشن منذ أيام مليشيا الحوثي الإرهابية حملة اختطافات في العاصمة صنعاء …