الحديدة.. مدينة مفخخة بالموت ..تقرير

اقليم تهامة – عبدالحفيظ حطامي

تتحدث مصادر أمنية وشهود عيان في الحديدة بأن تعزيزات عسكرية وأسلحة ثقيلة ومتوسطة تتدفق ليلا الى مدينة الحديدة عبر خط الشام على مدار أيام الهدنة التي انطلقت في 18 من ديسمبر الماضي، المصادر ذاتها قالت: إن اسلحة مدفعية هاوزر شوهدت تجرها عربات وأطقم عليها مدافع 23 ومدرعات وناقلات أسلحة وذخائر والمئات من المسلحين يتدفقون كل ليلة منذ بدأ سريان الهدنة ودعوات التهدئة ورغم وجود الفريق الأممي، تؤكد المصادر بأن حرم ميناء الحديدة ومناطق المنزلق فيه وبالقرب من صوامع الغلال امتدادا الى مدينة أبو حلفة شمال مدينة الحديدة، هذه مناطق حولتها مليشيا الحوثي الى معسكرات تدريب، كما حفرت المزيد من المواقع والخنادق بجوار حوض المجاري، مهددة المدينة بكارثة بيئية إذا ما اتخذت من هذه المواقع مناطق اشتباك إضافة الى حفر خنادق ومتاريس، بجوار صوامع الغلال.

وفي تعليق له، قال وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي، انه لمن المؤسف ان تجعل مليشيا الحوثي، من مدينة الحديدة قنبلة موقوته بعد تفخيخها بالألغام ومخازن الأسلحة وبطاريات الصواريخ والمدفعية والمعسكرات والانفاق، فيما لم نسمع سوى تصريحات أممية خجولة سمعناها من المبعوث الأممي، والأمين العام وكذلك كبير المراقبين ولكن لم يتخذ أي إجراء ضد هذه المليشيا لعدم تنفيذها لأي اتفاق، ورفضها حضور جلستين مع كبير المراقبين واللجنة الحكومية..

وأضاف القديمي في تغريدات له بأن استهداف مقر اللجنة الحكومية بطائرة مسيرة، واستمرار مليشيا الحوثي في الخروقات والتسلل لمواقع الجيش في الدريهمي والتحيتا والجبلية وحيس بينما تلتزم قوات الجيش الوطني والمقاومة، بتنفيذ الاتفاق والدفاع عن مواقعها، ومن المؤسف ان يحدث هذا في ظل وجود لجنة كبير المراقبين الأممين داخل المدينة.

وقال القديمي: إنه لا بد من اتخاذ موقف واضح وصريح من قبل كبير المراقبين او خروج اللجنة الأممية من المدينة ليتسنى للأبطال تحرير مدينتهم من قبضة المليشيا الارهابية ،اما بقاء هذه اللجنة في ظل ما تقوم به المليشيا من انتهاكات صارخة، فهي تمثل غطاء لها لتنفيذ مالم تستطع تنفيذه منذ تقدم قوات الجيش باتجاه الحديدة.

من جهتهم ناشد سكان محليون في مدينة الحديدة قوات الجيش سرعة انقاذهم وحماية أرواحهم وممتلكاتهم، لأن مليشيا الحوثي لغمت مدينتهم واحالتها الى انفاق ومتاريس وخناذق ومواقع عسكرية، ونصبت بطاريات الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى بين المؤسسات الحكومية والمواقع التاريخية والأحياء السكنية.. وأوضح بأن مليشيا الحوثي ضيقت على السكان معيشتهم واحالتهم الى جموع من الفقراء، حيث فقد غالبية السكان مدخراتهم..

في حين دعا السكان القيادة السياسية والعسكرية وقوات التحالف العربي الى تحمل مسؤوليتهم الاخلاقية والانسانية والوطنية، وسرعة حسم معركة الحديدة بعد رفض مليشيا الحوثي ملف السلام في الحديدة، والذي تم التشاور بشأنه في السويد، وأكد السكان من خلال الحديث معهم بأن على قوات الجيش والقيادة السياسة والتحالف العربي، حسم المعركة قبل ان يحل الندم بالجميع وتصير الحديدة شوكة بيد ايران لزعزعة أمن اليمن والمملكة العربية السعودية والأمن القومي العربي والملاحة الدولية.

من جهته قال الناطق الرسمي باسم ألوية العمالقة مأمون المهجمي: وقّعت مليشيا الحوثي على إتفاقيات سلام سابقة مع الدولة ولكن سرعان مانقضتها قبل أن يجف حبر تلك الإتفاقيات، وآخرها كانت مفاوضات السويد التي ترعاها الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية في الحديدة.

قوات الجيش الوطني والمقاومة، منحت المجتمع الدولي فرصة التدخل ورعاية السلام في اليمن ولفضح حقيقة هذه المليشيا الإرهابية التي تعلمها ألوية العمالقة والقوات المشتركة سلفاً، نفّذت قوات العمالقة ومعها القوات المشتركة إتفاقية السويد والتزمت ببنود الهدنة بالتزامن مع استمرار قيام مليشيا الحوثي بخرق الهدنة بشكل يومي، ومع ذلك لم نلمس إدانة واضحة من الأمم المتحدة للمليشيات بخرق الهدنة وبعدم الالتزام بها رغم كل الممارسات العدوانية التي تنفذها المليشيا بحق المدنيين وباستهداف قوات ألوية العمالقة والقوات المشتركة في الحديدة،  نأسف لعدم قيام المبعوث الأممي إلى اليمن السيد مارتن غريفيث باتخاذ مواقف حازمة وفضح الجهة المعرقلة للإتفاقية أمام المجتمع الدولي.. فالمليشيا الحوثية تستمر في عمليات القصف والخروقات المتواصلة في عدة محاور بالحديدة..

وتساءل المهجمي: هل اقتنع غريفيث بأن المليشيا تقتل النساء في بيوتهن بعد أن شاهد التوثيق لتلك الجرائم.. هل اقتنع بأن الميلشيا تستهدف المرافق الصحية وتنتهك حقوق المرضى والمعاقين!!

والسؤال الأبرز الذي يطرح نفسه بقوة ويثير الغضب والاستياء لدى الجميع: ما هذا الصمت المُريب للمبعوث الأممي إلى اليمن جراء كل هذه الجرائم والانتهاكات التي تمارسها المليشيا الحوثية الإرهابية؟ ونقضها الكامل لمعاهدة السلام التي وقعتها في السويد!!؟؟

*نقلاً عن  ” 26 سبتمبر”