الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / ريمة .. أحفاد على خطى الأجداد

ريمة .. أحفاد على خطى الأجداد

اقليم تهامة – كتابات / مصلح الاحمدي

لأنهم سكنوا قممها العالية فقد اكتسبوا من شموخها وصمودها وثباتها شموخاً وصموداً وثباتاً، أولئكم هم أبناء ريمة الميامين وأبطالها الأماجد، المنتشرين في كل مواطن النضال ومحطات التضحية لأجل الشعب اليمني العظيم.

يستوقفك كثيراً ذلك الاصرار ـ منقطع النظيرـ ﻷولئك الأبطال على تحقيق النجاح واحراز التميّز في كل مرحلة وعند كل مهمة.. ليست حالات استثنائية أو مواقف نادرة، بل ذاك دأبهم وذلك ديدنهم، فهم عشّاق المعالي بهمةٍ عاليةٍ وروحٍ طموحة، ولم يُسجّل على شباب ريمة النشامى فشلٌ أو إخفاق أو تراجع أو نكوص أو تعثّر، بل النجاح والإقدام بصورة مستمرة، فقد سجّلوا أروع الأمثلة في أغلب جبهات القتال ـ إن لم يكن كلها ـ ولا تفسير لذلك إلا لأنهم يحملون همماً عاليةً و(إذا عَظُمَتْ الهمة.. سَهُلتْ المهمة)!
تراهم مثقلين بالأشواق للإشراق في مجتمع محرومٍ وشعبٍ مكلومٍ، يساورهم هدف إنهاء الحرمان وتضميد الجراح حتى تسود العدالة في طول اليمن وعرضه.

قدّمت ريمة مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمختطفين من أجل تحرير الوطن وإنقاذ الشعب وتثبيت الشرعية بنفوسٍ راضية مطمئنة وعقيدةٍ خالصةٍ بقداسة الواجب وحتمية إنفاذه.

 لقد كان لاستشهاد القادة الضباط الأحرار من أبناء ريمة الذين أرووا بدمائهم الزكية تراب وطنهم الغالي ـ كان لذلك أثره البالغ في إذكاء الروح المتقدة في صفوف الأفراد الذين آلوا على أنفسهم ألا تلين لهم قناة وأنهم على درب قادتهم سائرون حتى تنتصر الشرعية والجمهورية على الانقلاب والكهنوتية.

يسترعي انتباهك صمود هؤلاء المناضلين وتفانيهم وصدق ولائهم لله ثم للوطن، ولسان حالهم يقول:(وعجلتُ إليك ربي لترضى) على الرغم من الظروف القاسية والأوضاع الصعبة والمعاملة غير السوية من قبل بعض الجهات المعنية في الحكومة الشرعية؛ إلا أن الهَمّ الوطني كان هو الأكثر حضوراً وتأثيراً في مشاعر ووجدان هؤلاء المناضلين، فكل همهم هو تحقيق النصر الشامل وتحقيق الأمن والاستقرار لوطنهم الحبيب، وكأني بهم وهم يردّدون ـ مع رفاق دربهم في النضال الوطني من جميع المحافظات ـ قول الشاعر:   

واستعار المجد من قامتنا * قامة لم يعطه طولاً سواها !!

ما أشبه اليوم بالبارحة، حيث يحاول أبناء وحفدة الكهنوتيين العودة مرة ثانية لاستعباد الشعب اليمني العظيم، إلا أن أبناء وحفدة ثوار ال26 من سبتمبر المجيدة كانوا لهم بالمرصاد.. وكان أبناء ريمة هم الطلائع الأولى في الجبال والوديان والهضباب والسهول والتلال.. في كل مكان تتواجد هذه المليشيات العميلة، يتواجد الأبطال الأحرار لمقارعتها ومطاردتها وإلحاق الهزيمة بها ولسان حالهم يقول:

صمدنا في الجبال الشم
في وديانك الخضراء
ندك معاقل للظلم
نحمل للغد البشرى
ورفض قواعدا للحكم
لا تبنى على الشورى.

يحاول البعض ـ بحسن نية ـ استدعاء هذا النضال الوطني العظيم والتذكير بهذه التضحيات عند الحديث عن مظلومية ريمة وحرمانها من قبل السلطة الشرعية، والأمر عند المناضلين أنفسهم شيئٌ آخر، فالدفاع عن الوطن فريضة شرعية وضرورة واقعية وقضية مصيرية، يجب أن تتسنّم الأولويات وتتصدر كل المهمات.. ومحافظةريمة يجب أن تُعطى حقها من الثروة والسلطة والشراكة كغيرها من المحافظات من غير منٍ ولا أذى، فذلك ما تقتضيه العدالة وتمليه نصوص الدستور والقوانين النافذة. صحيح أنه لا بد من تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، لكن يفترض أن تكون الجهات المعنية في السلطة الشرعية هي التي تبادر لتطبيق ذلك حتى تعزّز الثقة في صفوف مقاتليها ومناصريها بشكل عام.

ريمة المحافظة النائية ذات التضاريس الوعرة والجبال الشاهقة وغياب المشاريع الاستراتيجية الجاذبة للأيادي العاملة وضعف الخدمات الأساسية والرعاية الاجتماعية.. هذه الأوضاع ضاعفت ـ وما زالت ـ من المعاناة والأعباء والتداعيات السلبية على حياة المواطنين في المعيشة والتعليم والصحة والتنمية ـ لعقود كثيرة، ومع ذلك قاوم أبناؤها هذا الوضع البئيس وانتشروا في كل ميادين الحياة بحثاً عن الرزق وطلباً للعلم وعملاً في التجارة ونافسوا غيرهم في العلوم العسكرية والإدارية والتجارة والاقتصاد كما سجّلوا حضوراً لافتاً في المجالات السياسية والثقافية والإعلامية والأدبية وغيرها، فهناك الكثير من الساسة المحنكين والمثقفين المبدعين والإعلاميين المبرّزين وعباقرة الأدباء وجهابذة الشعراء، بالإضافة إلى أعلام العلوم الشرعية والإفتاء الذين اشتهروا على مستوى الساحة اليمنية.
شباب ريمة إذا نافسوا أو سابقوا أو ابتعثوا.. لا يرضون بغير المراكز اﻷولى، شعارهم دائما:
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم!

ريمة.. دوحة غناء وروضة فاتنة ومحيط جامع.. قلاع وحصون وناطحات.. مخزون بشري.. جبال فوق الجبال!! تنتظر من السلطات الشرعية أن تصغى لمطالبها وتنظر في أمرها وتدرك ضرورة انصافها.. فريمة وأبناؤها لا يرغبون في اقتفاء أثر من يوصلون مطالبهم بطرق وأساليب غير منضبطة.. فسلوك أبناء ريمة من نوعٍ آخر.    

شاهد أيضاً

كيف حولت الألغام مواسم الأمطار إلى إخطار ؟

اقليم تهامة ـ إعلام مشروع مسام: لم تعد حقول اليمن ومزارعها وزراعها وفلاحوها ودوابها يستبشرون …