أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / إلى المحتفلين بالمولد

إلى المحتفلين بالمولد

اقليم تهامة – كتابات – مصلح الأحمدي

الاحتفاء بمولد الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ لن يرفع من مكانته قدر الشتائم والتهم التي تطاله وأسرته من ذات الجماعة المنظمة للاحتفالات.. تحتفون بمولده وتعتقدون أن جبريل أخطأ بالرسالة التي كانت في الأصل لعلي كرم الله وجهه، وهذا يعني ـ وفقاً لهذا المعتقد ـ أن كل ما قام به الرسول الكريم من دعوة وتشريع وتربية وبناء.. كان على أساس غير صحيح!! تبالغون بمظاهر الاحتفاء بذكرى مولده وتتهمونه بأنه (هو من قتل الحسين بن علي) كما ورد على لسان أحد منظريكم في قناة المسيرة. تتخذون من ذكرى مولده عيداً كبيراً ـ وفي الوقت نفسه ـ تتهمون أحب زوجاته إليه بالفاحشة. من نافلة القول أنّ المحب حريص كل الحرص على تنزيه من يحب من كل عيب وقبح ونقيصة، ووصفه بكل معاني السمو والعلو والتميّز. عندما أحب النصارى نبيهم قالوا عنه بأنه هو الله، (لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم)؛ أما أنتم فاتهمتم الرسول بالتسلط والاستحواذ وزوجته بارتكاب الفاحشة وصحابته بالكفر وترفضون سنته ثم تدعون حبه! كيف؟! وبالمناسبة توجد فرق ذات أصول شيعية من حبها للإمام علي رضي الله عنه ألّهته بالفعل، والشاهد أن الحب الصادق يصل بالمحبوب إلى أسمى المقامات حباً وتنزيهاً يصل حد التأليه عند الجماعات المنفلتة من الضوابط والقيم، خلافاً لما يمارسه الحوثيون من تناقضات وأكاذيب، ولهذا فإننا أحوج ما نكون إليه ـ وكذلك مقام الرسول الكريم ـ هو الكف عن الاحتفاء بمولده وحينها سيكون ذلك بمثابة (العيد الفضي) لمقام الرسول ولأمته التي لم تحتفل بمولده لقرونٍ مضت. مما سبق يتضح أنّ هذه الاحتفالات بعيدة كل البعد عن حب الرسول الكريم، بل فيها مآرب أخرى وهي ما عبّر عنها كبيرهم الذي علّمهم الكذب في إحدى خطاباته بالمناسبة نفسها بالقول: (إنّ هذه المناسبة معطاءة)!!
نعم إنها معطاءة لأنكم تجنون من ورائها مئات الملايين وبسندات مزيونة بشعارات وعبارات (مولدية) وتحت الضغط والإكراه بما في ذلك الفقراء والمنكوبين، لدرجة أنّ البعض أصبح يحمل همّ جمع رسوم المولد (النبوي) قبل أشهر من حلوله، حتى أصبحت ذكرى مولد الحبيب مؤرقة ومزعجة مع بالغ الأسف. معطاءة.. يصل عطاؤها إلى كبيركم في الكهف وخطبائكم في المساجد والإعلاميين في القنوات وتجاركم في معارض الطلاء وسماسرة المحروقات في الأسواق السوداء. معطاءة.. لأنها تخفي كثيراً من سوءاتكم وتلهي بعضاَ من أتباعكم وتضلل آخرين ممن لا يفقهون. 
أيها المحتفلون: من تحتفون بذكرى مولده يقول: (دخلت النار امرأة في هرةٍ حبستها حتى ماتت..) وأنتم: كم حبستم وأخفيتم وكم الذين ماتوا تحت التعذيب وكم قتلتم في الشوارع والبيوت التي داهمتموها كم قتلتم من أتباعكم في تصفيات لمجرد شبهة أو شك؟! كم مات بسبب الأمراض والأوبئة وكم الذين انتحروا نتيجة لانقطاع دخولهم الشهرية ومعاناة المجاعة؟
أيها الراقصون: من تحيون ذكرى مولده يقول عن ربه: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)، ماذا تعدّون نهب الأموال الخاصة والعامة والقتل غدراً وخيانة؟ ماذا تسمون مصادرة المرتبات الشهرية والاستحواذ على المساعدات الإنسانية والمتاجرة بالمشتقات النفطية؟ أين مستحقات الرعاية الاجتماعية للعجزة والمساكين وأين حقوق المتقاعدين مدنيين وعسكريين؟
أيها الواهمون: صاحب الذكرى يقول: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه) هل راعيتم أياً من هذه؟ ألم تهدروا الدماء وتنهبوا الأموال وتنتهكوا الحرمات)؟ ثم خرجتم إلى الساحات تكذبون أفراداً وجماعات؟
كفوا عن الاحتفال بذكرى المولد واطلقوا المرتبات ليحتفل بعودتها الموظفون في كل بيت..

اطلقوا سراح المختطفين والمخفيين لتزغرد أمهاتهم في كل منزل..

اتركوا المساعدات الإنسانية تصل إلى الجياع والمعدمين ليمثل وصولها بالنسبة لهم العيد الأكبر..

توقفوا عن ابتزاز التجار ورجال الأعمال والميسورين باسم الرسول ليتمكنوا من الصلاة عليه في ذكرى مولده.

كفى كذبا وزورا وبهتانا.. كفى دجلا وتضليلا.. كفى رياء ونفاقا.. كفى متاجرة ولصوصية.

شاهد أيضاً

حجة.. قتيل وجريح من “المواطنين” برصاص مسلح حوثي يعمل “حارساً” لـ “دورة صيفية مغلقة”

اقليم تهامة ـ حجة سقط مواطن قتيلاً بينما أصيب آخر، برصاص مسلح حوثي يعمل حارساً …