اقليم تهامة ـ خاص
حماس ليست تنظيماً يقاس بعمر الرجال، ولا جيشاً يوزن بعدة العتاد، ولا سلطة ترتهن ببقعة جغرافية محددة،حماس حركة مقامة والمقاومة لاتنتهي ولاتتوقف الا بانتهاء السبب الذي من اجله قامت ،حماس فكرة والفكرة حين تزرع في القلب بإيمان، وتسقى بالعقيدة، وتحرسها الأرواح، لا تستأصلها يد، ولا تبيدها نار، ولا تطويها سنون..
لذين يظنون أن غزة هي حماس، وحماس هي غزة، لم يدركوا بعد أن الفكرة أوسع من الجغرافيا، وأرسخ من الخرائط ،نعم، غزة قلعة من قلاع حماس، ومنارة لصمودها، لكن الفكرة لا تحتجز خلف حدود، ولا تقيد بسور..
حماس في الضفة كما هي في غزة، وإن اختلفت الأرض، فالفكرة واحدة، والعقيدة واحدة، والإصرار ذاته..
في جنين تقاتل كما في الشجاعية، وفي الخليل ترابط كما في بيت لاهيا، وفي القدس تتنفس كما في خان يونس..
بل إن حماس، بفكرتها، تولد في يافا كل صباح، وتصلي في حيفا، وتهمس في أزقة القدس، وتبكي مع عسقلان، وتبتسم في النقب، وتخفق مع كل ذرة تراب فلسطيني…
لا تخافوا على حماس، فإن من يراهن على نهايتها، هو في الحقيقة يراهن على نهايته هو ،فالفكرة لا تغتال، وإن أُغلقت دونها الأبواب
والفكرة لا تموت، وإن حاصرتها النار…
الفكرة لا تفنى، لأنها تسكن القلوب لا الحجر، وتشع من الوجدان لا من المقرات..
ستبقى حماس، لا لأنها تملك السلاح، بل لأنها تملك المعنى ،ستبقى، لا لأن عدوها ضعف امامها، بل لأن شعوباً آمنت أنها الطريق، وأنها التعبير الأصدق عن وجدان الأمة..
حماس ليست لحظة عابرة في تاريخ الصراع، بل هي امتداد لوعيٍ متجذر، وتجسيد لإرادةٍ لا تكسر..
إن ظن البعض أن القصف يدمرها والحصار ينهكها، أو أن المؤامرات تفتتها والصمت والتواطؤ يشتتها، فإنهم لم يفهموا أن الفكرة إذا لامست السماء، تعذر على الأرض أن تخنقها..
يا أولئك لا تخافوا على حماس… بل خافوا على أنفسكم إن أنكرتم نورها، أو فرحتم بعثراتها، أو راهنتم على غيابها..
فمن يبقى..؟ من يزول..؟
الفكرة تبقى – وأما من يشمت بها اليوم، فسيطويه النسيان غداً، ولن يذكر له أثر…!
والله غالب على أمره،ولكن اكثر الناس لايعلمون،،