أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / قيفة بين أنياب الحوثي – كيف يلتهم خصومه فرادى..!!؟

قيفة بين أنياب الحوثي – كيف يلتهم خصومه فرادى..!!؟

اقليم تهامة ـ خاص

منذ انطلاق حركته الأولى في كهوف مرّان، لم يكن الحوثي يمثل قوة عسكرية حقيقية تفرض هيمنتها بالمعنى التقليدي، بل اعتمد على تكتيك بالغ البساطة لكنه مدمر في نتائجه ، كان نهجه يقوم على استهداف فريسة واحدة كل مرة، فريسة هشة، ضعيفة، متصدعة من الداخل، لتتحول إلى ضحية سهلة المنال ، لم يكن هذا النهج مبنياً على براعة عسكرية أو استراتيجيات فذة، بل على استغلال الانقسامات بين خصومه وضعفهم الجماعي…

حين سمع العالم بالحوثيين لأول مرة، كان كثيرون يرونهم حركة محاصرة في أقاصي الشمال، لا تملك سوى القليل من الإمكانات ،لكن الحوثي فهم جيداً أن قوته لا تأتي من عتاده، بل من هشاشة من يقف أمامه، لم يبدأ بمعارك شاملة أو مواجهات ضد تحالفات قوية ،بل ركز على مناطق محددة تعاني من غياب التنسيق بين قواها، أو ضعف ولاء تلك القوى لمشروعها السياسي ،وهذا ما حدث في عمران، حيث كانت الانقسامات السياسية والعسكرية هناك تمثل بيئة خصبة لابتلاع المحافظة بالكامل…

حين ابتلع عمران، لم يتوقف عندها، بل انتقل إلى صنعاء، حيث التهمها وهي منهكة بالصراعات الداخلية بين مكوناتها السياسية ،التهمها ولم يكن سوى في مهمة تنفيذ “عملية جراحية” محدودة بحسب تعبير قيادي حزبي وسياسي كبير..
ذات الأسلوب تكرر في حجور، وعتمة وآل حميقان وغيرها ، كل خطوة كانت تعتمد على سياسة “العدو الأضعف أولاً”، وحين يبتلع هذا العدو، تصبح الخطوة التالية أكثر سهولة…

واليوم، تتجلى هذه السياسة الوحشية بوضوح في قيفة رداع، منطقة أنهكتها الحروب والتجاهل، تركها كل من حولها تواجه مصيرها وحدها دون سند أو دعم حقيقي ،قيفة ليست سوى محطة جديدة في سلسلة الجرائم التي تكشف كيف يستفيد الحوثي من انقسام خصومه وتخاذلهم عن حماية بعضهم البعض..

جن جنونه حين سمع بمبادرة التحالف الوطني، ليس لأنه لا يعرف كيف يواجه تحالفات سياسية، بل لأنه يدرك تماماً أن قوته تنهار أمام أي مشروع يوحد خصومه ،إنه كائن يعتمد على التشتت، على غياب الوحدة، وعلى الخصومات الداخلية التي تضعف الجبهة المضادة، ليس أدل على ذلك من محاولاته المستميتة لزرع الفتن بين الشرعية والانتقالي، بين الإصلاح والمؤتمر، وحتى بين الشرعية والتحالف العربي ، إنه يدرك أن بقاءه يعتمد على تلك الثغرات التي تعتري خصومه، فهو ليس عدواً قوياً بحد ذاته، لكنه محترف في استغلال ارتجال خصومه وارتباكهم…

هذه الشرعية التي تقف في وجه الحوثي اليوم، ليست سوى انعكاس لحالة رخوة امتدت لعقود في إدارة الدولة اليمنية، رخاوة لم تنتج جيشاً وطنياً قوياً، ولا رؤية سياسية قادرة على توحيد الصفوف ،كلما حاولت القوى الوطنية توحيد نفسها، انبرت أصوات التشكيك والتحريش لتفكك هذا التوحد،لتبقي الحوثي قوياً أمام خصومه المفككين..

الحوثي ليس قوة استثنائية، لكنه يعرف كيف يطيل أمد الصراع عبر أسلوبه المفضل – الإيقاع بين خصومه – وما لم يخرج خصومه من دائرة الخلافات الهامشية إلى مشروع وطني شامل، فإن الحوثي سيظل يلتهم فرائسه واحدة تلو الأخرى، دون أن يضطر حتى إلى خوض معارك حقيقية..!

شاهد أيضاً

بنك السلام كابيتال يشارك في الحوار الأمريكي – العربي الأفريقي للقطاع الخاص 2025 بنيويورك

اقليم تهامة ـ نيويورك – خاص في خطوة تعكس حرصه على مواكبة المستجدات الاقتصادية والمصرفية …