اقليم تهامة ـ خاص
في ظل الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية بين الحزبين الكبيرين، المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح، تبرز أهمية توحيد الصفوف كخطوة أساسية لاستعادة الدولة ودحر الميليشيا الحوثية، التي استغلت حالة الانقسام السياسي والصراعات الداخلية لترسيخ وجودها والسيطرة على مؤسسات الدولة، فالمصالحة الوطنية ليست خيارا ثانويا بل ضرورة وجودية، تستوجب تجاوز الماضي وطي صفحات الخلاف مهما كانت قسوتها…
ومع ذلك، ظهرت تحديات جديدة تعيق هذه الجهود، من بينها ما تبثه قناة “اليمن اليوم”، التي تتخذ من القاهرة منطلقا لها، عبر إعادة فتح ملفات قديمة، مثل حادثة جامع النهدين، ما يعزز الانقسامات ويقوض مساعي التقارب بين الطرفين. هذا النهج أثار ردود فعل سلبية في صفوف قواعد الإصلاح، الذين تم إعدادهم لفهم أهمية المصالحة كخطوة وطنية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب..
ويرى بعض المراقبين أن ما يحدث داخل المؤتمر الشعبي العام من انقسامات داخلية يعد أحد الأسباب الرئيسية لتعثر المصالحة الوطنية، إذ يبدو المؤتمر في وضع غير موحد، ما يضعف قدرته على الانخراط في مشروع وطني جامع، ويُعتقد أن أطرافا داخلية تسعى لعرقلة المصالحة الوطنية لأغراض خاصة، بينما يتحدث آخرون عن احتمال وجود اختراقات حوثية داخل المؤتمر تسهم في تأجيج هذه الصراعات وإثارة القضايا التي تعرقل التقارب بين المكونات الوطنية…!
ورغم ذلك، فإن المصلحة الوطنية تقتضي من التجمع اليمني للإصلاح وبقية القوى الوطنية ضبط النفس وعدم الانجرار وراء هذه الاستفزازات، والعمل مع المؤتمريين المخلصين للوطن لتحقيق هدف المصالحة الوطنية، وهذا يتطلب التعاون لإصلاح الاختلالات الداخلية في المؤتمر نفسه، والعمل على توحيد مكوناته المتعددة، سواء تلك المتواجدة في القاهرة أو الرياض أو الساحل أو صنعاء ، إذ أن المؤتمر، بحجمه وتأثيره، يمثل قاعدة وطنية كبرى، وبقاؤه ممزقا لا يخدم سوى الحوثيين وأجنداتهم…
إن توحيد المؤتمر الشعبي العام خطوة لا تخدم مصلحة الحزب وحده، بل تصب في مصلحة كل القوى الوطنية الساعية لاستعادة الدولة اليمنية،فالوحدة السياسية بين مكونات المؤتمر ستشكل رافعة قوية لجهود المصالحة الوطنية، وستساهم في إعادة بناء الثقة بين الأطراف المختلفة، بما يتيح مواجهة المشروع الحوثي بشكل أكثر صلابة..
إن المصالحة الوطنية الحقيقية تتطلب من الجميع تحمل المسؤولية، وطي صفحات الماضي، والانطلاق بروح وطنية خالصة نحو تحقيق أهداف الشعب اليمني في استعادة دولته ووحدته وإنهاء الانقلاب…