اقليم تهامة ـ مارب
في مشهد مؤلم يهز الضمير الوطني، امتدت يد الغدر لتغتال العقيد محمد حسن الذيب، ذلك البطل الذي قارع المليشيا الحوثية في كل جبهة، وأثبت بسالته في ميدان الكرامة والشرف، هذه الجريمة النكراء وقعت على عتبة منزله في سوق الصمدة بوادي عبيدة، حيث استهدفه قاتل مجرم لا يمت للأخلاق أو القيم بصلة، ولا يزال فارا من وجه العدالة، مستظلاً بأعراف جاهلية تتنافى مع شرع الله وقيم قبائل مأرب الأصيلة..
مناقب الفقيد ومكانته…
العقيد محمد الذيب لم يكن مجرد مقاتل، بل كان رمزا للشجاعة، والتضحية، والوطنية الخالصة ، قدم من محافظته ليلتحق بمأرب، حاملاً على عاتقه هم الوطن، ومدافعا عن الحرية والكرامة، كان الفقيد من أولئك الذين اختلطت دماؤهم بدماء أبناء مأرب في المتارس، حيث شكلوا معا سدا منيعا في وجه الكهنوت الحوثي…
إن اغتيال العقيد الذيب في هذا الظرف العصيب الذي تمر به مأرب والمقاومة هو ضربة موجعة ليس فقط لأسرته وذويه، بل لكل الأحرار في اليمن ، فهذا الفعل الإجرامي لا يخدم سوى المليشيا الحوثية، التي تستهدف تفكيك الصف الوطني وضرب رموز المقاومة…
مأرب وقبائلها فوق الجريمة..
لطالما كانت مأرب وقبائلها رمزا للشهامة، والكرم، والنخوة العربية الأصيلة ، وما قام به هذا القاتل لا يعبر عن قيم مأرب وبنيها، ولا يمثل أخلاق أهل عبيدة، الذين عرفوا بنصرتهم للمظلوم، ورفضهم لكل أعمال الغدر والخيانة ، إن حماية القاتل أو التستر عليه هو خروج عن القيم والمبادئ التي نشأ عليها أبناء مأرب، ووصمة عار لا تليق بأصالة القبيلة وشموخها…
ندعو مشايخ ووجهاء عبيدة، وكل عقلاء مأرب، إلى رفض هذه الأعمال الشنيعة، والتبرؤ من مرتكبيها، وتسليم القاتل للعدالة ، فإيواء الجناة ونصرتهم هو مشاركة في الجريمة، وخيانة لتضحيات الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن مأرب واليمن الكبير…
رسالة وفاء للعقيد الذيب ورفاقه..
أمثال العقيد الذيب جاءوا إلى مأرب وهم يدركون أصالة وشهامة رجالها، الذين احتضنوا كل أحرار اليمن في معركتهم ضد الحوثيين ، اختلط الدم بالدم، والعرق بالعرق، في معركة مصيرية ستحدد مستقبل اليمن بأسره…
إن هذا الاغتيال الآثم لن يثنينا عن طريقنا، ولن يضعف من عزيمة الأحرار في مأرب وكل جبهات اليمن. نطالب بالقصاص العادل للفقيد، ونؤكد أن حماية القتلة هي خدمة مجانية لأعداء الوطن..
رحم الله العقيد محمد حسن الذيب، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ، ونسأل الله أن يعين مأرب وقبائلها على مواجهة كل ما يمس وحدتها وأمنها، لتظل كما عهدناها حصنا للكرامة وشعلة للمقاومة الوطنية..
والله المستعان ،،