اقليم تهامة ـ خاص
تظل انتفاضة 2 ديسمبر علامة فارقة في مسيرة الكفاح اليمني ضد الظلم والاستبداد الحوثي، حين هب الشعب اليمني، بكل أطيافه، معلنا رفضه لهيمنة الكهنوت الذي أحال حياة اليمنيين إلى ظلمات من القهر والحرمان ، تلك الانتفاضة لم تكن مجرد ثورة غضب عابرة، بل كانت صحوة شعبية جسدت توق اليمنيين إلى الحرية والكرامة والخلاص من قبضة جماعة لا تعرف سوى لغة العنف والقمع…
إن انتفاضة 2 ديسمبر ليست مجرد ذكرى نستحضرها كل عام، بل هي روح يجب أن تبقى حية في قلوب اليمنيين، لأنها تمثل الأمل في استعادة الجمهورية التي ناضل الأجداد من أجلها، والتي تسعى مليشيا الحوثي لإخمادها وإحلال مشروعها السلالي مكانها ، إن الحوثيين الذين يحاولون طمس هوية اليمن الجمهورية، يراهنون على تفرق القوى الوطنية وتشظيها، لذلك فإن وحدة الصف الوطني لم تعد خيارا بل ضرورة وجودية…
اليوم، ونحن نعيش تحت وطأة المعاناة التي فرضتها المليشيات الحوثية، نجد أنفسنا بحاجة ماسة إلى صحوة جديدة توحد صفوفنا وتجمع شتاتنا. وعلى رأس هذه الضرورة يأتي التصالح الوطني، خاصة بين عمودي الجمهورية: الإصلاح والمؤتمر. هذان الحزبان اللذان يمثلان قطبي العمل السياسي الوطني، عليهما تجاوز جراح الماضي والخلافات القديمة، لأن ما يهدد الوطن اليوم أخطر بكثير من أي خلاف سياسي…
إن الحوثي يستمد قوته من تفرقنا وتنازعنا، لكنه سيضعف ويتهاوى أمام قوة الصف الجمهوري الموحد. علينا أن ندرك أن الخلاص من هذا الكهنوت لن يتحقق إلا إذا وضعنا مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، وتركنا خلفنا حسابات الماضي وأحقاده ، التصالح الوطني بين الإصلاح والمؤتمر ليس فقط حاجة ملحة، بل هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يقودنا نحو تحرير صنعاء واستعادة الدولة ومؤسساتها…
لقد أثبت التاريخ أن الشعب اليمني قادر على النهوض في أشد المحن، وأن روح الجمهورية التي أضاءت في 26 سبتمبر و14 أكتوبر لم ولن تنطفئ ، انتفاضة 2 ديسمبر كانت امتدادا لذلك النضال، وعلينا أن نواصل حمل رايتها، لا بالتغني بالماضي، بل بالعمل الجاد لتوحيد الصفوف وإحياء روح المقاومة الوطنية..
اليوم، يجب أن تكون رسالتنا واضحة لكل القوى الوطنية – لا وقت للفرقة ولا مجال للتنازع، فالوطن يحتاج إلى الجميع ، يحتاج إلى الإصلاح والمؤتمر وكل المكونات السياسية والاجتماعية للالتفاف حول مشروع وطني جامع يهدف إلى إنهاء الانقلاب واستعادة الجمهورية..
إن تضحيات اليمنيين تستحق منا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نكون أوفياء لدماء الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن هذا الوطن…
إننا أمام منعطف تاريخي، إما أن نختار فيه الوحدة والتصالح لنستعيد وطننا، أو أن نبقى أسرى الفرقة والتنازع، تاركين اليمن فريسة للكهنوت الحوثي..
إن اليمنيين بتاريخهم العريق ونضالهم الممتد، يستحقون أن ينعموا بالحرية والكرامة في وطن موحد، خالٍ من المليشيات ومن أفكار الكهنوت التي تحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء..
انتفاضة 2 ديسمبر يجب أن تظل ذكرى حية تلهمنا لمواصلة الكفاح حتى نرى يمنا حرا، جمهوريا، مستقلا. والأمل معقود على القوى الوطنية أن تدرك أن الوحدة هي السبيل الوحيد للنصر، وأن التصالح ليس ضعفا بل قوة تردع كل من يحاول العبث بوطننا ومستقبل أجيالنا…
والله المستعان ،،