أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / من حلب إلى صنعاء.. مسارات التحرير وإرادة المدن التي لا تموت..

من حلب إلى صنعاء.. مسارات التحرير وإرادة المدن التي لا تموت..

اقليم تهامة ـ خاص

حلب الشهباء، مدينة التاريخ والحضارة، لطالما كانت شاهدة على صراعات لا تنتهي، وحروب لا تعرف الرحمة، لكنها في كل مرة تثبت أن المدن العريقة لا تسقط بسهولة، وأنها تمتلك القدرة على النهوض من بين الركام، مهما كان الجرح عميقاً. حلب اليوم ليست مجرد مدينة، بل رمز لصمود الشعوب أمام الطغيان، وإرادة الحياة التي لا تنكسر…

عندما نتأمل في ما جرى لحلب، ندرك أن المدينة لم تكن ساحة معركة عادية، بل كانت نموذجاً للصراع بين قوى إقليمية ودولية، تحالفت فيها المصالح وتضاربت، لكنها في النهاية تركت المدينة لتنهض من جديد، رغم كل محاولات الطمس والتدمير..
لم يكن تحرير حلب مجرد عملية عسكرية، بل كان محطة لإعادة التفكير في مستقبل سوريا، واستعادة الأمل بقدرة المدن التاريخية على النهوض..

في اليمن، تقف صنعاء اليوم في موقف مشابه ، المدينة التي كانت يوماً ما قلب اليمن النابض بالحياة والثقافة، أصبحت رهينة لظلام حوثي ولصراع إقليمي ودولي ، تتقاطع فيها الأيديولوجيات وتتعارض المصالح، لكن روح المدينة لم تمت ، صنعاء، مثل حلب، تمتلك إرثاً حضارياً لا يمكن محوه بسهولة، وتختزن في ذاكرتها قوة لا تستطيع الجيوش كسرها..

اليوم، تتطلع العيون إلى صنعاء كما كانت تتطلع إلى حلب. هل يمكن أن تكون تجربة حلب ملهمة لتحرير صنعاء؟ الإجابة تكمن في قراءة ما وراء المشهد، فكما أن حلب لم تتحرر إلا بتضافر جهود محلية وإقليمية ودولية، فإن صنعاء لن تتحرر إلا بتوحيد الصفوف واستعادة القرار الوطني من أيدي القوى الخارجية..

لكن المعركة في صنعاء ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي معركة لاستعادة الهوية اليمنية من محاولات التشويه والتفتيت ، كما حاولت القوى الداعمة للنظام في سوريا إعادة صياغة هوية حلب وفق أجندتها، تحاول اليوم المليشيا الحوثية إعادة تشكيل صنعاء بما يتناسب مع اجنداتها واهدافها المقيتة، وهنا تكمن المعضلة: هل ستنجح صنعاء في الحفاظ على هويتها كما فعلت حلب ، لاسيما مع مايجري من تجريف للهوية اليمنية وصلت حد تغيير اسم لزقاق صغير او مدرسة من فصلين بلاسفف في قرية نائية بمديرية بني سعد..؟

لكن التاريخ يعلمنا أن المدن العريقة لا تموت، وأنها قادرة على النهوض من جديد، مهما كانت قوة الطغاة ، ما تحتاجه صنعاء اليوم هو إرادة وطنية صلبة، ورؤية استراتيجية تستلهم من تجارب المدن التي مرت بظروف مشابهة. فكما أن حلب استعادت جزءاً من ألقها بعد تحريرها، فإن صنعاء قادرة على النهوض من جديد، بشرط أن تتوفر الإرادة الشعبية والرؤية الوطنية التي تضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار..

إذا كان تحرير حلب درساً للعالم في أن الصمود يؤتي ثماره، فإن صنعاء قد تكون هي الأخرى نموذجاً للتحرر من قوى الهيمنة والاحتلال ، المشهد قد يبدو معقداً، والتحديات كثيرة، لكن الأمل يبقى حاضراً ، فكما نهضت حلب، ستنهض صنعاء يوماً، لتعود كما كانت: قلب اليمن النابض بالحياة، وعنواناً للمقاومة والصمود…

شاهد أيضاً

هاجمت قلب إيران.. قصف إسرائيلي واسع يضرب منشآت نووية وعسكرية في طهران ونطنز وتبريز، ما المواقع المستهدفة؟

اقليم تهامة ـ وكالات شنت المقاتلات الإسرائيلية فجر الجمعة هجوماً جوّياً واسع النطاق على عشرات …