الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / الإصلاح.. 32 عاماً من الوسطية والاعتدال ومواجهة الاستبداد والعنصرية والطائفية “تقرير”

الإصلاح.. 32 عاماً من الوسطية والاعتدال ومواجهة الاستبداد والعنصرية والطائفية “تقرير”

اقليم تهامة ـ الصحوة نت

تحل الذكرى الـ 32 لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، والشعب اليمني يخوض حرباً مفتوحة للسنة الثامنة على التوالي ضد مليشيا الحوثي الكهنوتية ومشروعها العنصري المدعوم إيرانياً.

ويتربّع الإصلاح وأعضائه في صدارة المعركة الوطنية دفاعاً عن الهويّة الوطنية والشرعية الدستورية، إلى جانب قوات الجيش والقوى الوطنية وأبناء الشعب اليمني.

ويأتي التحام حزب الإصلاح في المعركة الوجودية إلى جانب الدولة بمفهومها الواسع ومدلولاتها المادية والمعنوية والقانونية انطلاقاً من مسؤوليته الاجتماعية والوطنية والدينية وقيمه الأخلاقية والإنسانية، وامتداداً لنضالاته الوطنية منذ نشأته في 13 سبتمبر 1990.

نشأة جمهورية بهويّة يمنية

ولد الإصلاح في شهر الثورة اليمنية السبتمبرية المباركة التي خلصّت اليمنيين من حكم السلالة الكهنوتية والتي جثمت على صدور اليمنيين لعقود وأذاقتهم ويلات الظلم والقهر والحرمان.

وخلال مسيرته الممتدّة لأكثر من ثلاثة عقود برز الإصلاح كأحد أهم الدعامات الوطنية ذات الانتماء الوطني الخالص- ثقافة وهويّة وتاريخ- وحمّل أفكاراً وأهدافاً وثيقة بالثوابت الوطنية الناظمة للشعب والدولة، وشكل بهويته الجامعة تجسيداً عمليًا للحركة الوطنية الجمهورية، وامتداداً للمسيرة النضالية الطويلة التي خاضها اليمنيون ضد مشاريع الإمامة والاستبداد، مجسدًا طموحات وتطلعات اليمنيين في الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية بكل إخلاص وشجاعة.

وأظهر الإصلاح في كل مواقفه حرصًا دائماً على الالتزام بالثوابت الوطنية التي تحظر إثارة الفتن وإراقة الدماء، وأكّد في كل أدبياته ومناهجه على أهمّية إدراك الجميع لمسؤولياتهم في حماية الدستور والقانون كمداخل للأمن والتنمية وترسيخ الثقة عبر الالتزام بالشفافية والحوار.

نهج الوسطية

انتهج الإصلاح منذ ميلاده خطاً سلمياً في تعامله مع الآخرين، رافضاً نهج العنف والإرهاب كوسيلة للتخاطب والتعامل مع الآخر، متمسّكًا بنهج الوسطية والاعتدال الذي اختطه منذ نشأته.

وعلى امتداد مسيرته حرص على التعايش مع القوى السياسية سواء في حالة الاتفاق أو الاختلاف، مؤكّداً التزامه القاطع بلغة الحوار والنضال الديمقراطي والسلوك الحضاري.

وساهم الإصلاح مع غيره من القوى السياسية في الانتقال الفعلي بمبدأ التداول السلمي للسلطة من النظرية المجرّدة إلى الفعل المؤثر في واقع الحياة السياسية في اليمن.

والتزاماً ببرنامجه السياسي ونهج الوسطية والاعتدال، دافع الإصلاح بكل الوسائل الحضارية عن مبادئ حرية الرأي والتعبير، وعن حقوق الإنسان عموماً.

وقد تعرّض الحزب- نتيجة برامجه وأهدافه ومواقفه الوسطية التي ترفض التطرف والاستبداد، لهجمات عنيفة بين الحين والآخر من قبل المتطرفين والمستبدين المعارضين لهذا الفكر المعتدل.

مكافحة الإرهاب

أكد الإصلاح منذ وقت مبكّر رفضه القاطع لكل أشكال ومظاهر العنف والتطرّف والإرهاب، وعمل على توعية أتباعه وأنصاره واليمنيين عموماً بخطورة الإرهاب وضرورة مواجهته.

ومن ضمن الخطاب الإصلاحي المبكّر، ما ذكره في بيان صحفي صادر عنه في أبريل 1993، اعتبر فيه أن “النهج الديمقراطي والشوروي” هو الأسلوب الأمثل للقضاء على التطرّف في البلاد، معتبراً أن “أجواء القمع والإرهاب والتفنن في أساليب التعذيب” عامل انتشار للتطرف.

وفي الجانب التنظيمي، عمل الإصلاح على مواجهة التطرف والإرهاب فكراً وسلوكاً، فعلى المستوى الداخلي عمل على بناء شخصية عضو الحزب على الحوار والاعتدال في القول والعمل، ومناهضة كل صور الغلو والتطرف مهما كان مصدرها وأياً كان شكلها أو لونها.

ومنها ما أكده رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي في حوار مفتوح بينه وطلاب الإصلاح في جامعة صنعاء بتاريخ 11 ديسمبر 1997، وكان حينها أميناً عاماً للحزب، بأن “الإصلاح ليس حاملاً للواء العنف ولا يمكنه أن يقود فتنة في المجتمع، وإنه يتعامل مع كل المسائل بروح المؤمن بالديمقراطية، ولا يمكن أن يكون الإصلاح وعاءً للعنف مهما حدث”.

ومنها أيضاً دعوة الهيئة العليا للإصلاح في بيان لها بتاريخ 6 يناير 2003، لجميع أعضاء الحزب لإعطاء الأولوية في نشاطهم العام لقضايا حقوق الإنسان والانفتاح على كل القوى السياسية والاجتماعية والإسهام في نشر ثقافة التسامح ومحاربة ثقافة العنف والتطرف والغلو وكل ما من شأنه مصادرة حريات الآخرين أو التعدي على حقوقهم.

وبعدها، حذّر مجلس شورى الإصلاح في ختام دورته الاعتيادية الرابعة بتاريخ 19 يوليو 2004، من “الأخطار الكبيرة المترتبة على الغلو والتطرف وكل أشكال التعصّبات المقيتة” واعتبرها من “أبرز عوامل السقوط الحضاري وحالة التخلّف التي أصابت الأمة الإسلامية”.

ودعا المجلس، حينها، “كافة أبناء الشعب اليمني إلى توحيد الصف وجمع الكلمة والحذر من الانجرار وراء أفكار التطرف والغلو وإثارة النعرات والعصبيات المقيتة بكل أشكالها وألوانها”.

وفي مؤتمره العام الثالث بتاريخ يناير 2005، جدد الإصلاح رفضه “للإرهاب بكافة أشكاله وصوره ومن أي جهة، وتحت أي مسمّى”.. مستنكراً العمليات التخريبية والإضرار بالأمن العام والسكينة العامة في المجتمعات وسفك دماء الأبرياء.

وكان موقف الإصلاح واضحاً منذ البداية بشأن الإرهاب الديني وخصوصاً إرهاب مليشيا الحوثي، حيث أعلن في صحيفة الصحوة العدد 761 بتاريخ 15 فبراير 2001، رفضه لسياسة “تشجيع التطرف الديني في اليمن بحجّة مكايدة الإصلاح”.

وطرح حينها سؤالاً عريضاً عن المصلحة من وراء “دعم أفكار التطرف والغلو التي تريد العودة باليمن إلى عصور الاستبداد، وتلك التي لا تؤمن إلا بالعنف منهجاً وأسلوباً”.

اصطفاف وطني

وعملياً، أثبت الإصلاح إيمانه بالشراكة السياسية والتعددية الفكرية، وعمل مع كافة القوى الوطنية من أجل بناء اليمن الحديث القائم على الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية، وأظهر حرصاً منقطع النظير في توحيد الصف وجمع الكلمة والموقف لتحقيق آمال وتطلعات اليمنيين.

وكانت تجربة “اللقاء المشترك” التي أسهم الإصلاح في تكوينها هي الصيغة المثلى للعمل الجماعي الوطني أسهمت في نشر ثقافة التسامح والتعاون وتمتين الوحدة الوطنية وتعزيز الاستقرار في البلاد.

واعتبر هذه التجربة “نواة أساسية لتحقيق اصطفاف وطني من أجل تعزيز التجربة الديمقراطية والحد من السيطرة على مؤسسات المجتمع المدني، وصيانة حقوق وحريات المواطنين وحرية الصحافة والتعبير ومحاربة التطرف والغلو والعنف، وبناء يمن مستقر ومزدهر وآمن يلتقي الجميع فيه تحت ظل الدستور والقانون” وفقاً لبيان الهيئة العام للإصلاح في 6 يناير 2003.

وأظهر الإصلاح من خلال دوره في بلورة العمل المشترك، ما يتمتع به من المرونة وروح المبادرة، وانتهاجه مبدأ الحوار ونهج الوسطية والاعتدال، ورفضه للتعصّب ونزعات التفرّد والاستئثار.

وكان المؤتمر العام الثالث لحزب الإصلاح قد كلّف الهيئة العليا والأمانة العامة للحزب، بإجراء المشاورات الواسعة لصياغة مبادرة لإجراء حوار وطني شامل لإصلاح وحل القضايا الخلافية.

صناعة التحوّل

نشأ الحزب من حاجة اليمنيين للمشروع السياسي المستنير الهادف لنهضة اليمن على كافة المستويات الفكرية والعلمية والتنموية باعتبارها أحلام وتطلعات اليمنيين منذ القدم، وهي ذات الأهداف السامية التي نال من أجلها رواد الحركة الإصلاحية منذ نشوان الحميري وابن الأمير الصنعاني والشوكاني مروراً بالزبيري وحتى شهداء المعركة الوطنية القائمة اليوم.

وكانت نهضة اليمن الفكرية والحضارية هي هدف الإصلاح وغاية قادته وأفراده السامية منذ نشأته، وكان يؤمن بأن هذا التحوّل لا يمكن أن يحدث ما لم تتوحّد الجهود لإزاحة مخلفات حكم الإمامة ومخلفاتها المتراكمة ومكافحة الأفكار السلالية والعنصرية ونزعات التطرّف والإرهاب.

وكان الإصلاح قد أطلق في 16 أكتوبر 1997م، دعوة إلى “كل عشاق الحرية في بلادنا ليسهموا معنا في إزاحة التركة التاريخية الثقيلة من الاستبداد، وليشاركونا في صنع التحوّل التاريخي والحضاري لشعبنا في فترة حساسة من تاريخه”.

وأكد في كلمة الصحوة العدد (599) أن “المدخل الحقيقي ليمن بلا عنف، وبلا إرهاب هو الحرص على سيادة القانون والدستور اللذين نظما الحقوق والواجبات بين المواطنين أياً كانت مسؤولياتهم ومستوياتهم”. مؤكداً أن ذلك “كفيل بإشاعة الأمن والاستقرار، ومواجهة أي خارج على القانون، كما يمنع من مصادرة أي حق لأي مواطن حتى لوكان في موضع الاتهام”.

شاهد أيضاً

ورشة تدريبية لمكون السلم المجتمعي بمأرب حول أساسيات التخطيط الاستراتيجي

اقليم تهامة ـ مأرب- خاص بدأت اليوم في مدينة مأرب، ورشة عمل تدريبية لأعضاء مكون …