أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / تحويل حرب اليمن إلى سيرك القاعدة.. الإمارات تشيطن تعز وتستغفل أمريكا والسعودية تتفرج

تحويل حرب اليمن إلى سيرك القاعدة.. الإمارات تشيطن تعز وتستغفل أمريكا والسعودية تتفرج

اقليم تهامة ـ (عبدالقادر الجنيد)


حرب اليمن قد توقفت.
وقد أعادوا اليمن إلى ألعاب سيرك القاعدة.

**
أولا: لا يوجد قاعدة اليمن
**

لا يوجد إرهاب ولا قاعدة في اليمن.

هذه كانت إحدى القضايا التي تصديت لها:
أيام اقتحام قوات صالح لمعسكر العند ب “الأفغان العرب” في حرب ١٩٩٤.

وأيام الهجوم على منشآت نفط مارب عشية الانتخابات الرئاسية في ٢٠٠٦ بين صالح وبن شملان.

وأيام الصاروخ الأمريكي توماهوك الذي قتل بن عُمير في الحراك الجنوبي في بني كازم الواقعة بين شبوة وأبين.

وأيام ما تم تفجير الصلوي أمام موكب السفير البريطاني في صنعاء وتعرفوا عليه وعلى أصله وفصله وهو أشلاء بعد تفجيره بخمس دقائق.

وأيام حفر نفق تحت الأرض بملاعق الطعام في مبنى الأمن السياسي وهروب عشرات من “رجال صالح الملتحين” في صنعاء.

وأيام إنشاء “قاعدة شبة الجزيرة العربية واليمن” برئاسة الوحيشي التي حلت محل “قاعدة الحجاز” ونزعت وصمة القاعدة من السعودية وألصقتها بظهر اليمن.

وأيام انسحاب قوات الرئيس صالح بقيادة اللواء الصوملي السنحاني من زنجبار وجعار في ٢٠١١ أمام القاعدة أو “رجال صالح الملتحين”، في دور استلام وتسليم انتهى بإنشاء “إمارة أبين وزنجبار الإسلامية”.

وأيام ما هرب العشرات من “رجال صالح الملتحين” من سجن المكلا وذهبوا فورا بسيارات وسلاح إلى البنك المركزي وسرقوا مليارات الريالات ثم دخلوا القصر الجمهوري في المكلا وتصوروا في مكتب رئيس الجمهورية ثم أنشأوا “إمارة حضرموت الإسلامية”.

والقائمة طويلة لاستعمالات الرئيس السابق صالح للقاعدة.

**
ثانيا: قاعدة شبة الجزيرة العربية واليمن
**

قاعدة شبه الجزيرة العربية واليمن، كانت نقلة هامة- لحبيبة قلبنا “الحالِيَّة” وشقيقتنا الكبرى وجارتنا الأبدية- السعودية التي كانت مازالت تتعرض حينها لحملة مسعورة في الصحافة والبرامج التليفزيونية الأمريكية لأن ١٥ شخص من ال ١٨ الذين فجروا برجي مانهاتن في نيويورك في ١١ سبتمبر ٢٠٠١، كانوا يحملون جوازات سفر سعودية.

وكانت هذه النقلة وهذه التسمية لعنة على اليمن بأن أصبحت بلادنا موصومة بتهمة القاعدة ومصنفة كحاضنة للإرهاب ولكنها في نفس الوقت أعادت تأهيل الرئيس صالح بنوع من العلاقة المظهرية مع السعودية.

وكانت هذه النقلة إحدى أشهر رقصات الرئيس علي عبدالله صالح على رؤوس الثعابين للخروج من أحد أكبر مآزقه.

كانت هناك علاقة حب وكراهية متبادلة بين الرئيس صالح والسعودية.

كان دائما يسبها ويشتمها في مجالسه الخاصة وحتى مستعد للتآمر عليها في أي فرصة سانحة ولكنه لا يستطيع أن يعيش بدون أن يحلبها ويستغلها ويأخذ منها ما تيسر.

ترسيم الحدود مع السعودية كانت محاولة الرئيس صالح ليتقرب من السعودية بعد أن تأذت من علاقته بالعراق ولكنهم اكتفوا بإعطائه الكثير من الفلوس وعادوا لاحتقاره وإهماله ونذقه.

كان نفور السعوديين من الرئيس صالح مازال شديدا بسبب سخريته منهم ومساندته المعنوية والإعلامية للعراق عندما قام الرئيس صدام حسين بغزو الكويت.

كان الرئيس صالح محموما بالرغبة في إعادة تأهيله كحليف مهم للرياض بعد أن أداروا لهم ظهورهم بسبب حملته بأن يكون الحل عربيا وليس أمريكيا.

واعتبر الرئيس صالح أنه قام بأعظم ألعابه ورقصاته الثعبانية عندما طلب من الرؤساء والملوك العرب أن يقوموا بحلق رؤوسهم بأنفسهم قبل أن تحلقها لهم أمريكا.

بهذه الرقصة، أصبح أهم حليف لأمريكا في المنطقة بعد أن التصق بها كشريك رئيسي في “الحرب على الإرهاب” وأصبح ضيفا سنويا على رؤساء أمريكا في البيت الأبيض وحتى أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن دعاه إلى اجتماع قمة العشرين وهذا تكريم كبير عاد بعده وهو واثق من نفسه وشن أول حروبه الستة على صعدة التي كان يشعلها ويطفئها بالتليفون.

والأمريكيون ليسوا أغبياء ولكن لهم أسبابهم في التغاضي عن بعض الأشياء.
هم كتبوا عنوانا لمقالة في مجلة “فورين بوليسي” السياسة الخارجية بعنوان:
He is a bastard but he is our bastard”
هو وغد ولكنه وغدنا.

**
ثالثا: قاعدة عَمَّار
**

چون برينان، أصبح أهم شخص في اليمن.
چون برينان، المسؤول عن مكافحة الإرهاب العالمي في البيت الأبيض أعطى الرئيس صالح أسلحة نوعية من الأباتشي والصواريخ الحرارية وبنادق القنص والرؤية الليلية بقيمة ٤٠٠ مليون دولار.
جون برينان، درب حرس الرئيس الخاص وكتيبة مكافحة الإرهاب في الأمن المركزي والقوات الخاصة في الحرس الجمهوري وصمم على إلغاء الأمن السياسي الذي يحفرون تحت مبانيه أنفاق هروب إرهابيي القاعدة.
لكنهم اتفقوا بعد ذلك أن ينشئ چون برينان جهازا كاملا تصرف مرتبات القادة والعملاء والسجانين فيه بالدولارات الأمريكية تحت إسم جهاز “الأمن القومي”.

لكن الرئيس صالح كان غريزيا يعرف ألعاب القوة والدسائس، فصمم على أن تكون كل هذه الأجهزة الأمنية والكتائب العسكرية تحت إمرة وقيادة إبنه وأبناء أخيه.

وكان جهاز الأمن القومي من نصيب إبن أخ الرئيس وهو العميد عمار محمد عبد الله صالح.

وهنا أصبح جزء من “رجال صالح الملتحين”، هم “قاعدة عمار”.

وانتهى عهد الرئيس صالح وقتل الحوثيون الرئيس صالح ورجمت عواصف ودسائس اليمن بالعميد عمار صالح إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وانتقلت معه شرائح المعلومات وقواعد البيانات وكل ما كان مخزونا في كومبيوترات وحواسيب الأمن القومي في صنعاء إلى أبو ظبي.

والأهم من هذا كله هو أن صلات العميد عمّار صالح بقاعدة عمار وبرجال صالح الملتحين أصبحت في خدمة دولة الإمارات داخل اليمن.

**
رابعا: رجال الإمارات الملتحون
**

الإمارات، اشترت ما يسمى بالقاعدة في اليمن وهي التي تدفع لهم مرتبات شهرية وهي التي نقلتهم من حضرموت إلى شبوة وهي التي سكنتهم في شعاب وتلال أبين.

الإمارات، هي المالك الحصري الحالي للقاعدة في اليمن.
وتديرهم بنفس الطريقة التي كان يديرهم بها العميد عمار والرئيس صالح.

وتستعمل الإمارات رجالها الملتحون لنفس الأغراض ونفس الاستعمالات.

الإمارت تعمل في الجنوب- هذه الأيام- ما كان الرئيس صالح العميد عمار يعملونه ب “القاعدة” في الشمال والجنوب”.

استعمالات القاعدة
*
١- يستعملون القاعدة لأغراضهم،
٢- يسيئون استعمال “القاعدة” ضد خصومهم،
٣- يضحون بهم ككباش فداء لإرضاء واستغفال أمريكا.
(Use, Misuse & Abuse)
٤- ولا يهم التضحية بالمدنيين ولا بقوات الأمن ولا بقوات الجيش ولا بسمعة اليمن لأن هذا يجسم تأثير استعمال القاعدة.

**
خامسا: مجزرة في أبين يوم أمس
**

مقتل ٢٨ عنصر أمني و ٨ انتحاريين إرهابيين.

بيان المركز الأمني للحزام الأمني:
ستة من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي لقوا مصرعهم، أثناء التصدي لهجوم إرهابي مسلّح شنَّته تلك العناصر على نقطة أمنية تابعة لقوات الحزام الأمني بمديرية أحور في محافظة أبين».
“شنَّ المسلحون الهجوم وقت الفجر، مستهدفين إحدى النقاط الأمنية في منطقة مقاطين الواقعة على الخط الدولي بين حصن سعيد ومدينة أحور.”

(الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي التابع لدولة الإمارات)
هذا حادث كلاسيكي لاستعمالات القاعدة في اليمن سواء كان من أيام “رجال صالح الملتحون” أم أيام “قاعدة عمار” أم قاعدة هذه الأيام “رجال الإمارات الملتحون” أو كما يطلقون عليهم “أنصار الشريعة”.

استعمال القاعدة- إساءة استعمال القاعدة- قتل القاعدة ككبش فداء- ولا يهم التضحية بالمدنيين ولا بقوات الأمن ولا بقوات الجيش ولا بسمعة اليمن.

**
سادسا: ما الذي يريدونه من اليمن، الآن؟
**

هذه كانت هي هموم اليمن التي كانت غارقة فيها:
١- احتمال انتهاء مسمى الشرعية.
٢- احتمال شرذمة اليمن إلى خمسة كانتونات.
٣- احتمال انفصال الجنوب عن الشمال.
٤- احتمال القتل الرحيم لمجلس الرئاسة القيادي اليمني.
٥- بروز حظوظ الحوثي وترويضه لكل من جروندبيرج وليندركنج.

أنا شخصيا، احتجت إلى ونش وغرافة لأخرج من خزق وحفرات هذه الهموم لأعطي شيئا من الاهتمام لهذه المجزرة المرعبة.

وهو اهتمام مستحق ليس فقط لوحشيته ولإهداره للأرواح والدماء البريئة ولكن أيضا لأغراضه وهو صرفنا عن الاهتمام بالحوثيين والانفصاليين والخمسة كانتونات ولوردات الحرب وانتهاء المجلس الرئاسي القيادي اليمني حديث الولادة.

**
سابعا: تعز وحضرموت وحزب الإصلاح واستغفال أمريكا
**

في نفس لحظات القيام بالمجزرة، ابتدأت مطابخ إعلام الانفصال الجنوبي حملة شعواء على تعز ومحاولة ربطها بمجزرة أبين.

وزاد ربط الانفلاتات الأمنية ولصوص الأراضي ومزوري البصائر وفارضي الإتاوات الذين نكرههم كلنا بمرتكبي مجزرة أبين من رجال صالح الملتحين وقاعدة عمار ورجال الإمارات الملتحين.

لصوص الأراضي ومزوروا البصائر وفارضوا الإتاوات، يشوهون حلاوة وبراءة وضعف وقضية تعز ويجب أن تتخلص منهم تعز بنفسها.

وزاد تسخين حملة مطابخ إعلام الانفصال بضرورة أن يحدث في حضرموت نفس ما حدث في شبوة وأبين للتخلص من أي تواجد عسكري شمالي في الجنوب.

وزاد لصق التهم والوصمات بحزب الإصلاح ومحاولة تلطيخ سمعته بالقاعدة والإرهاب.

وزادت حذاقات محاولات استغفال أمريكا بأن تنضم للإمارات وتتبنى لوردات الحرب الانفصاليين لأنهم كلهم شركاءها في الحرب العالمية على الإرهاب.

**
ثامنا: ودارت الأيام بين اليمن والسعودية
**

ودارت الأيام وأصبحت السعودية حليفتنا.

وأصبحت أنا من المؤيدين لتحالف اليمن مع السعودية لأنه علينا أن نواجه خطرا مشتركا وهو الحركة الحوثية وفيلق القدس وجمهورية إيران الإسلامية.

ولكن لن نتمكن من الانتصار معا بدون نوع من الاهتمام بمحاذير اليمنيين وبدون أن تهتم السعودية بمصالح اليمن العليا كما يجب أن تهتم اليمن بمصالح السعودية العليا.

١- نحن لا نقدر على ألعاب السيرك الإماراتية ولا على منعها من استعمال “رجال الإمارات الملتحين” في اليمن.
(الذي يستطيع كبح الإمارات، هو السعودية)

٢- انفصال الجنوب، لا يمكن أن يحدث بدون موافقة السعودية.
(نحتاج لموقف واضح وخطوات عملية بشأن الانفصال)

٣- الموت السريري للمجلس الرئاسي القيادي في الرياض، يجب أن يتوقف.
(من غير المعقول أن يتم وأد كل رئيس للشرعية اليمنية هكذا في الرياض)

٤- المرجعيات الثلاث، هي الممكن الوحيد لاستقرار اليمن.
(السعودية تعرف هذا ونتوقع منها أن تحرص على استقرار اليمن)

عبدالقادر الجنيد
٧ سبتمبر ٢٠٢٢

شاهد أيضاً

اصلاح المحويت ينعي القيادي والمربي الاستاذ / محمد عثمان الداعري

اقليم تهامة ـ خاص نعي التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة المحويت الأستاذ/ محمد عثمان الداعري أحد …