أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / أوقفوا التصفيق ابدؤوا العمل

أوقفوا التصفيق ابدؤوا العمل

اقليم تهامة ـ مقالات

خلال سنوات طويلة واجهت مأرب حشوداً وكثافة نارية حوثية كانت كفيلة بسحق الجبال، لكن مأرب سحقت تلك الحشود والأنساق، وظلت تتحدى متكئة على تراث سبئي فيه الكثير من العنفوان والقوة والدفاع عن المظلوم ونجدة الملهوف، وعلى تراث ديني فيه الكثير من التضحية والفداء والاستبسال في مواجهة الظالمين.

يقف تاريخ المكاربة والأقيال في مأرب جنباً إلى جنب إزاء تاريخ الفاتحين اليمنيين العظام، يقف هذا التاريخ أمام اليمنيين اليوم وهم يدافعون عن عاصمة سبأ ضد هجمات وكلاء الإيرانيين في مهد العرب ومنبت أرومتهم.

نقول ذلك، ونحن نعلم أن مأرب باعتراف خصومها قد أكلت قيادات وعناصر لا تحصى من مليشيات الظلام، ونعرف أن دورها الذي تسطره اليوم سيكتب في صفحات مدن التاريخ الخالدة، ولن ينسى اليمنيون في صنعاء- قبل غيرها – دور مأرب التي يضعون أيديهم على قلوبهم حنيناً لنصرها على عصابة بدأت مظلومة – كما تدعي – وانتهت مارقة عن شيم اليمنيين ومشوهة سماحة ملتهم.

لا شك أن مأرب دفعت ثمناً باهظاً، وضريبة هي الأقسى، وأنها ودعت خيرة أبنائها، وخيرة من جاء للدفاع عنها من اليمنيين الذين أبوا السكوت على الضيم، وانضموا لمأرب في معركتها المفصلية ضد قوى التخلف والرجعية والكهنوت الديني.

ومع كل تلك التضحيات، فإنه لا ينبغي أن يكتفي الجمهوريون بالتصفيق لمأرب وبطولاتها، بل لابد من هبة منظمة لرد بعض الدين المستحق لهذه المحافظة في رقاب اليمنيين جميعاً.

وإذا كان مقبولاً من رجال الإعلام أن يشيدوا بنموذج مأرب في مقاومة الكهنة، فإن القادة العسكريين في المناطق المختلفة في الساحل وصعدة وحجة والضالع وشبوة وأبين ولحج وغيرها، هؤلاء القادة لا يجب أن يكتفوا بالإشادة بمأرب. مأرب تحتاج منهم ما هو أكثر، تحتاج المدد من جهة، وتحريك الجبهات لتخفيف الضغط من جهة أخرى. نعلم طبيعة الظروف الميدانية وإشكالية عدم واحدية القيادة ونقص التسليح والإشكاليات اللوجستية، لكن تلك الظروف التي قد تكون عائقاً يمكن أن تشكل حافزاً إذا وجدت الإرادة الصادقة لتخفيف الضغط عن مأرب، والقائد العظيم هو من يصنع النصر بأقل التكاليف.

الكاتب: محمد جميح

شاهد أيضاً

مأرب.. 30 طالبة جامعية يختتمن دورة في ثقافة السلام

اقليم تهامة ـ مارب: خاص اختتمت اليوم في محافظة مأرب دورة تدريبية لـ 30 طالبة …