الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / من الدين إلى السياسة .. المفهوم الجديد للشيعة الخمينية المعاصرة

من الدين إلى السياسة .. المفهوم الجديد للشيعة الخمينية المعاصرة

اقليم تهامة ـ د . ثابت الاحمدي

في ظلّ المتغيراتِ الجديدة لم يعد مفهوما: “سُنة وشِيعة” من المفاهيم الدينيّة/ المذهبيّة البحتة اليوم؛ بل من المفاهيمِ السّياسيّة والثقافيّة أيضا.
صار كلٌ منهما يعبرُ عن هُوُيّةٍ ثقافيّة، واتجاهٍ سياسي، وملمحٍ حضاري؛ ذلك لأنّ الانتماء لأيٍّ من المذهبين هو انتماءٌ للمجتمع أيضا، وهو انتماءٌ للدولة، وانتماءٌ لهُوُيّةٍ مغايرةٍ للهويّة الأخرى.
بمعنى أوضح.. لا يستطيع الشّيعي في الدولة السُّنية اليوم أن يجمعَ بين ولائه لدولته ومحبته لإيران إلا أن يكونَ ذا وجهين؛ لأنّ قلبه مع إيران، وإن قالَ بغير ذلك.
ثمة أزمة معرفيّة داخل بنية الفكر الشّيعي، هي أزمة “المرجعيّة”، بمعناها الروحي والسّياسي معًا، والتي نفخت فيها الخمينيّة كثيرًا، وحولتها من طقسٍ روحيٍ إلى موقفٍ سياسي. لا يوجد شيعي واحد بلا مرجعيّةٍ محليّة، في أفريقيا أو آسيا أو أوروبا ترتبط هذه المرجعيّة العنقوديّة بمرجعيّةٍ أكبر في إيران. وهذا ما يُعقّدُ الصّراعَ أكثر، ويجعلُ المكوّن السّني أمام تحدٍ مستقبلي خطير، تحدي الحفاظ على الذات، وعلى الهُويّة؛ لا سيّما مع امتلاكِ الطرفِ الآخر قطيعًا من الأتباع يدعي المظلوميّة التاريخيّة، وبالتالي الأخذ بالثأر.
(السُّنيّة) اليوم هُويّة سياسيّة تقتضي حتى من غيرِ المتدينِ أن يكونَ صاحبَ موقفٍ وطنيٍ صلبٍ ضد موجة الوباء المتصاعد اليوم بضوء أخضر خارجي، وباء “آل البيت”، بما يحمله المصطلح من فيروساتٍ قاتلةٍ.
أظنُّ الآن وضحت الفكرة، فهل سيلتقطها (الكبار) قبل أن يقعَ الفأسُ في الرأس؟!

شاهد أيضاً

كيف حولت الألغام مواسم الأمطار إلى إخطار ؟

اقليم تهامة ـ إعلام مشروع مسام: لم تعد حقول اليمن ومزارعها وزراعها وفلاحوها ودوابها يستبشرون …