اقليم تهامة – ✒️: توفيق الحاج
وحدهم العظماء من يحلقون بشجاعة في سماء المعالي ويقومون بصناعة التاريخ وتسطير صفحاته وحدهم من يزمجرون من على الهضاب بعزم لاهب ويموتون واقفين يشربون كأس الشهادة باعتزاز.
الشهيد العميد معين الواري واحد من اولئك القادة الذين وثبوا بعزم وإقدام وقضوا على أوهام مسيرة الخراب التي أرادت تركيع شعب ذاع مجده بين العرب.
لقد كان رحمه الله اسما خالدا، و رمزا من رموز الثبات، ورقما محوريا في معادلة النصر والصمود والكفاح وحاجز صد منيع أمام جحافل مليشيا الإرهاب الحوثية التى تحاول التقدم بالتجاه مأرب الأبية.
من أين نبدأ الكتابة عنك أيها العميد وماعسى من أراد القول أن يقول للأجيال القادمة أيها القائد الاستثنائي لقد فجعنا باستشهادك خصوصا والوطن لا زال بحاجة إلى أمثالك لحمايته والذود عنه وتأديب عيال الحرام الذين يحاولون أفساده.
نعم لم تجد صعوبة أيها البطل في شق طريقك نحو المجد والخلود والعلو لكننا نجد صعوبة في الكتابة عنك نجد صعوبة في ذكر مأثرك وبطولاتك وملاحمك الأسطورية فهي كثيرة ومثقلة بالدروس والعبر ومحاولاتنا قاصرة كمن يحاول خوض بحر خضم ومحيط كبير.
لقد رحلت أيها الثائر البطل متوشحا بندقيتك التي عزفت ألحان التحرير في كل مكان، رحلت بعد أن صلت وجلت، و كتبت بدمك على جبال مارب قصة الريمي الشامخ واليمني الثائر والحميري الصلب ترجلت أيها الفارس والقيت بندقيتك وجهازك الاسلكي وخلعت لامتك بعد سبع سنوات من الكر خضت فيها عشرات المعارك والمواجهات كنت فيها فارس من الطراز العجيب لم تكل من روتين الحرب المرهق ولم تمل من المواجهات ودوي المدافع وأزيز الرصاص حتى أخر لحظة من عمرك.
رحلت أيها العميد بعد سنوات من الرباط على عتبات الحلم الجميل لشعبنا العظيم رحلت موقنا بانقشاع الظلام وبزوغ الفجر ولو طال الأمد.
رحلت يا معين بعد أن صببت عرقك ودمك وعزيمتك وإصرارك في أوردة الجمهورية معينا لا ينضب ونهرا دفاقا لا يجف من أجل تبقى اليمن نقية من رجس السلالة والكهنوت وتبقى الجمهورية بهية زاهية متألقة.
استشهدت أنت ورفاقك لكن نضالكم وتضحياتكم ستظل بوبة للحرية ورافعة للكرامة ودماءكم ستظل مشعل نور يستضيء بها الاحرار والفرسان.
موقع إقليم تهامة الحدث والحقيقة