أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / مصلح الاحمدي يكتب عن عظمة شعبٍ وحقارة قادة

مصلح الاحمدي يكتب عن عظمة شعبٍ وحقارة قادة

اقليم تهامة / ✍ / مصلح الأحمدي

كم أنت عظيم أيها الشعب اليمني، حليم.. صبور.. متجلّد. وقعت ضحية الحسابات الحزبية الضيقة ودوافع الانتقام البغيض ـ فريسة بين مخالب مليشيات متخلفة وعصابات متوحشة تدّعي قربها من الرسول وتمارس أعمال وجرائم آل سلول.. ناضلت ـ أيها الشعب العظيم ـ كثيراً وصبرت أكثر ودفعت من قوت يومك لبناء جيشٍ وطني كي يحمي حدودك ويدافع عن سيادتك ويقدّس رايتك؛ وما إن تماثل للعيان وانتشر في الميدان.. سُلّم بين عشية أو ضحاها ـ أفراداً ومؤسساتٍ.. أسلحة ومعدات ـ لجماعة تناصبك العداء في العقيدة والفكر والخُلق والنسب.. فعاثوا في الأرض فساداً وجاسوا خلال الديار ومارسوا كل الجرائم بحق أبنائك بتوجيهات من (قائد الثورة) الذي أصبح القائد الأعلى للجيش وهو لم يدخل مدرسة ولم يتخرج من جامعة.. حيث وجّه (المسيرة القرآنية) لهدم دور القرآن الكريم، وأمر (الشباب المؤمن) بهدم جامعة الإيمان، وكلّف (المشرفين التربويين) بالإشراف على اغلاق أو احتلال المدارس العامة، واختار أكابر اللصوص لابتزاز أموال الناس تحت مسمّى (المجهود الحربي).

شعبنا المرابط.. لقد فجّرت المليشيا مساجدك التي بنيتها إما متبرعاً بالمال أو مساهماً بالجهد والعمل أو مشاركاً بالحث والتوعية؛ قيّماً.. خطيباً.. معلماً.. واعظاً، حوّلوا معظم المدارس إلى متارس وما بقي منها فللتوعية الحصرية (بكرامات) القائد وانجازات (الجماعة)، وعلى الرغم من نشاطهم المحموم في التوعية الطائفية في المدارس إلا أنّ النتيجة تكون عكسية في بعض الأحيان فعندما يسألون الطلاب: من هم أعداء الله؟ فيكون الجواب: الحوثيّون! وقد تكرر ذلك في أكثر من مدرسة، وهذا تجسيد لأصالة ثقافتك وصلابة إرادتك.

شعب صابر محتسب.. وهل هناك أعظم من صبر ما يزيد على ثلاث سنوات بدون مرتبات ولا أجور ولا دخول معيشية.. نصف راتب كل ستة أشهر بتوجيه مباشر من سيد الكهف الذي أنفق على إحدى مناسبات الاحتفاء بالمولد ما يقارب المليار ريال (من ماله الخاص) كما أكد إعلام مليشياته!

ما أعظم صبرك وأنت ترصد الكثير من الشخصيات الأكاديمية والقيادات الحزبية والوجاهات الاجتماعية وقد تماهت مع دعاة الفكر المتخلّف وأدعياء الحق الإلهي في قيادة الشعب وحكمه كابر عن كابر، وضربت بالإرادة الشعبية والإجماع الوطني عرض الحائط.

صبرت وتحمّلت كما صبر وتحمّل آلاف المختطفين من أبنائك في غياهب معتقلات عصابات الانقلاب، وآلاف الجرحى والمعاقين في المشافي والمساكن، وعشرات اﻵلاف المرابطين في المتارس والجبهات دفاعاً عن مكتسباتك الوطنية وترابك الطاهر بغير مرتبات أو حوافز أو مكافآت. مقاتلون أوفياء.. يهبون الوطن أرواحهم ويُمنعون أقواتهم، ضربوا أروع الأمثلة في الولاء للوطن والدفاع عن الشعب.

هناك الكثير من القصص المأساوية عن أحوال دروع الوطن المعطاء في الجبهات وساحات الوغى، فقد روى أحد المرابطين أنه نتيجة لكثرة اعتذاره لأحد أبنائه عن وصول الرواتب بعد مضي بضعة أشهر، اقترض الولد مبلغاً بسيطاً وأرسله إلى والده الضابط في صفوف الشرعية! وسُئل مقاتل آخر عن حاله وأسرته فأجاب بالحرف: لقد أقنعت أسرتي أن يعتبروني شهيداً وينسوني تماماً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، وتمنّى آخر لو يأتي الراتب فيطعم عائلته قبل أن يُستشهد! إلا أنه نال الشهادة قبل أن يناله الراتب!! لتستمر عائلته في طعم المرارة والحرمان. لسان حال المقاتلين الأبطال: نقدّم أرواحنا دفاعاً عن الوطن والشعب ومن أجل أن تستمرون في مناصبكم، ولسان حال المعنيين في الحكومة الشرعية: ونحن نؤخر مرتباتكم من أجل (…)، طبعاً لا ندري من أجل ماذا.

أيها الشعب العظيم.. لعلك استأت كثيراً عندما أقالت حكومتك الشرعية أحد المتهمين بانتهاكات حقوق الإنسان، إلا أنّ وزارة حقوق الإنسان ـ في ذات الحكومة ـ كرّمت هذا المتهم، وبين الإقالة والتكريم يصبح الحليم حيران، فتكريم هينٍ إهانة لكرامة شعب، ويبقى التساؤل: هل حكومة الشرعية تقيل ذوي الكفاءات أم الوزير يكرّم من لا يستحق، لا بل من يجب محاسبته ومعاقبته وفقاً للقانون.. ولعلّك تذمّرت ـ أيها الشعب الأبي ـ وأنت تتابع أحوال الجرحى والمعاقين الذين أُصيبوا وهو يؤدون واجبهم الوطني المقدّس.. بينما يعيش المسؤولون عن قضاياهم أوضاعاً استثنائية من رغد العيش وبذخه ولا يفكرون فيمن فقد عينيه فأصبح كفيفاً أو من فقد أطرافه فصار مقعداً أو من أٌصيب بشلل كلي أو جزئي فأصبح أسير الفراش.. وحزنت كثيراً ـ أيها الشعب العظيم ـ عندما ضرب الطيران الإماراتي ـ من يدعي حماية الشرعية ـ جنودك الأبطال وهم على مشارف مدينة عدن، فأحجم فريق عن الإدانة وتردّد آخر وتلعثم ثالث، والأسوأ من هؤلاء وأولئك من ذهب يبحث عن مبررات ويتماهى مع منفذي الجريمة الشنعاء.

شعبنا الثائر: أعرف ـ والجميع كذلك ـ أن صبرك لن يدوم وتحمّلك لن يستمر، وهذه المآسي من شأنها أن تميّز بين أبنائك على أساس صدق الولاء الوطني من عدمه ليصطف المخلصون في وجوه المخاتلين فيعضون أصابع الندم، ولات حين مندم.

شاهد أيضاً

مأرب.. 30 طالبة جامعية يختتمن دورة في ثقافة السلام

اقليم تهامة ـ مارب: خاص اختتمت اليوم في محافظة مأرب دورة تدريبية لـ 30 طالبة …