أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / نكافح من أجل البقاء

نكافح من أجل البقاء

اقليم تهامة – كتابات / مصلح الأحمدي

تلك العبارة كانت رداً على سؤال أحد المتصلين بزميلٍ له في إحدى المحافظات التي ترزح تحت الاحتلال الحوثي ـ عن حاله وكيف الأوضاع..؟
نكافح من أجل البقاء.. قالها بمرارة بالغة، فالكفاح من أجل البقاء هو سمت كبرى الغابات التي يكون فيها قانون القوة هو سيد الموقف، فأكابر مجرمي الحيوانات لا همّ لهم سوى الافتراس ومصادرة حق الآخرين في الحياة! ذلك هو ما ينطبق تماماً على العصابات المتوحشة التابعة لقائد المسيرة القرآنية، عصابات.. لا تفقه شيئاً سوى القتل ولا تجيد إلا الغدر، تخلّت عن الأخلاق وتجرّدت من القيم وانسلخت ـ كلياً ـ من الأعراف والأسلاف والعادات والتقاليد الحميدة التي عرفها الشعب اليمني والتزمها.

المواطنون هناك ـ فعلاً ـ يكافحون من أجل البقاء، فالعصابات المفترسة تطارد الشباب للزج بهم في الجبهات ومن رفض تم إيداعه في غياهب السجون ولا يرجى له حياة بعد أن (يوارى) خلف قضبان المعتقل، ومن ذهب للقتال معهم مكرهاً إذا تقدّم قتله الجيش الوطني وإذا تأخر ـ أملاً في الفرار ـ قتله (قناديل) المسيرة القرآنية، وأطلقوا عليه ـ في الحالتين ـ شهيد المسيرة، لتبقى أسرته لا عائل ولا راتب ولا كفالة، سوى توجيه من أحد (القناديل) لأحد تجار الحي أو القرية بمواساة الأسرة (المجاهدة)، ومن أفلت من أيديهم دفع والده (تعويضات) ومن ليس له اولاد يدفع (مجهود حربي).

نكافح من أجل البقاء.. فقد تبخرت كل الأماني الطموحة والآمال المشروعة.. أماني بناء المستقبل بالعلم والابداع والتميّز، البعض كان يفكر في الالتحاق بالجامعات التطبيقية والعلوم الحديثة في الخارج، وآخر كان يتطلّع للبحوث والدراسات، ومنهم ـ والحديث دائماً عن شباب اليمن المكلوم ـ من كان يهوى الاختراع والتصنيع.. إلخ، كان الكل يكافح من أجل تحقيق آماله الكبيرة وطموحاته العظيمة ـ خدمة لشعبه العظيم ووفاءً لوطنه المعطاء ـ لكنه لم يتمكن من ذلك، وأصبح الكل يكافح من أجل البقاء!
البقاء المجرد من كل معاني الحياة الإنسانية اللائقة ببني آدم، بقاءً مجرداً من الخدمات الإنسانية والرعاية الصحية والكفالة الاجتماعية والحقوق العامة وحرية التعبير والرأي..
بقاءً مجرداً من العدالة والمساواة والنظام والقانون، حياة خالية من الصحافة المعارضة والقنوات المستقلة والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.

الكفاح من أجل البقاء.. فسلطة الانقلاب لا توفراً شيئاً من أجل البقاء، وفّرت كل الأشياء من أجل الموت، ابتداءً بالصرخة وانتهاءً بالتابوت، فالمطالبون بالمرتبات ـ في نظر سلطة الانقلاب ـ (خونة)، والرافضون للقتال إلى جانبها (دواعش) والمهاجرون بحثاً عن أقواتهم (مرتزقة).

نكافح من أجل البقاء.. فلم يبقَ شيئٌ ـ في المحافظات المحتلة ـ غير المكافحين.. فقد انهار الاقتصاد وتوقف التعليم وضُربت البنية التحتية ونُهبت الممتلكات العامة والخاصة ودُمّرت الجوامع ودور القرآن الكريم، وتلاشت مظاهر الحياة الكريمة التي كان يعيشها اليمنيون قبل (كرامة) المسيرة القرآنية لتحل محلها الحياة البدائية بكل معانيها وتفاصيلها مصحوبة بالمنّ والأذى.

نكافح.. كفاحاً مريراً ـ بطبيعة الحال ـ ولا أمر من أن يستجدي الإنسان حياته من مخلوقٍ أسوأ منه أو يسلبه كل ما يملك ويحرمه من كل ما يحب ويمنعه من قول ما تريد..
كفاحاً صعباً أمام جماعة لا تؤمن بحوار ولا تصغى لناصح ولا ترضى بمعارض.. تنتهك القانون وترفض النظام وتحارب العلماء وتكره المتعلمين، جماعة تعتقد أنّ الله اصطفاها والرسول أوصى بها، فهي صاحبة الحق ولها القول الفصل.. (كبرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)

نكافح من أجل البقاء.. شعار مجتمعٍ يرفعه أمام جماعة انقلبت على الشرعية الدستورية والإجماع الوطني تحت شعار: لا للجرعة.. حيث زعمت أنها (تكافح) من أجل هذا المجتمع، وإذا بهذا المجتمع (يكافح) من أجل البقاء!

شاهد أيضاً

مأرب.. 30 طالبة جامعية يختتمن دورة في ثقافة السلام

اقليم تهامة ـ مارب: خاص اختتمت اليوم في محافظة مأرب دورة تدريبية لـ 30 طالبة …