أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار الإقليم / كيف دفع الإصلاح في المحويت ثمناً باهضاً في مواجهة الانقلاب ( أبرز الانتهاكات )

كيف دفع الإصلاح في المحويت ثمناً باهضاً في مواجهة الانقلاب ( أبرز الانتهاكات )

اقليم تهامة – علي العقبي

في أكتوبر من العام 2014، اجتاحت مليشيا عبد الملك الحوثي -القادمة من كهوف صعدة- محافظة المحويت السلمية المسالمة وبقوة السلاح والعنف ومساعدة الموالين لهم، وتمكنوا من بسط سيطرتهم على كل مؤسسات الدولة في المحافظة حتى الوصول لرأس الهرم الإداري، عبر تعيين وكلاء ومشرفين تابعين لهم في كل المكاتب.

وبدأت المليشيا تدشن أعمالها الإجرامية بزعزعة الأمن والاستقرار واستهداف الخصوم من خلال حملات اعتقالات ومداهمة المنازل وترويع النساء والأطفال، ومصادرة الممتلكات، وتشريد الأسر، وطال ذلك العشرات من قيادات حزب الإصلاح، فضلاً عن الانتهاكات الأخرى التي طالت جمعيات ومؤسسات تابعة للحزب، في عملية انتقام شاملة ضده، حيث يعتبر الانقلابيون حزب الإصلاح عدوهم الأول الذي وقف ضد المشاريع العبثية وأحلامهم التدميرية.

استهداف إصلاح المحويت

بعد سيطرة مليشيات الحوثيين على محافظة المحويت، نصبت نقاط تفتيش مكثفة في مداخل المحافظة ومديرياتها، وشنت حملة اعتقالات واسعة ضد قيادات وأعضاء الحزب، كونهم أبرز رافضي الانقلاب على الشرعية.

في المقابل، أدان الإصلاح – في أول بيان صادر عن مكتبه في المحويت – تلك الحملة التي وصفها بأنها “تذهب بالمحافظة نحو الفوضى الناتجة عن انقلاب الحوثي على الشرعية في البلاد”، محذراً مما أسماه “الاستمرار والتمادي في تلك الحماقات”.

وفي البيان، حمّل إصلاح المحويت قيادات مليشيات الحوثي بالمحافظة كل ما سيترتب على تلك الأعمال، رغم أنه دعا للحفاظ على السلم الاجتماعي لتجنيب المحافظة الفوضى.

واقتحمت المليشيا منازل القيادات والمقرات ونهبت المؤسسات ولوحقت قيادات الحزب، ومنهم من تشرد ومنهم اختطف وتعرض للتعذيب والبعض لا زال مخفيا حتى اليوم.

الصحفي فؤاد العلوي اعتبر استهداف الحوثيين لحزب الإصلاح من أول لحظة كان بسبب دفاعه عن الجمهورية، وقال: “لا يخفى على الجميع أن الإصلاح يأتي على رأس القوى الوطنية دفاعاً عن اليمن الجمهوري، ودفاعاً عن ثورة 26 سبتمبر ومكتسباتها، بل كان وما زال حزب الإصلاح الأكثر صدقاً بين ما يقول وما يفعل، والأكثر وضوحاً في الجوهر والمظهر، لذا فقد استعصى الإصلاح على حاملي مشاريع التطييف والتقسيم، ودفع في سبيل ذلك ثمناً باهضاً سواء في محافظة المحويت أو غيرها من المحافظات”.

انتهاكات الحوثي بحق إصلاح المحويت

كغيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، عمدت مليشيا الحوثي في محافظة المحويت إلى ممارسة سياسة النهب والسيطرة على مقرات ومنازل خصومها ومناوئيها، كنوع من الانتقام والإرهاب وتصفية حسابات في عملية انتقام شاملة ضد حزب الإصلاح، حيث أقدمت تلك المليشيات على اقتحام العديد من مقرات الإصلاح ودورٍ للقرآن الكريم والجمعيات والمؤسسات، هذه الأعمال أثارت قلق الأوساط السياسية حينها، والتي أعربت عن إدانتها لهذه الإجراءات القمعية، وأدانت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة المحويت عملية اقتحام مقر المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة من قبل مليشيات الحوثي.

وأقدمت مليشيات الحوثي على اقتحام وتفتيش 81 منزلا من منازل الإصلاحيين، وتعرضت منازلهم للنهب والسيطرة، بينها منزل رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح في المحافظة الأستاذ أحمد علي صلح، ومنزل الحاج حسين معوضة، ومنزل الشيخ محسن ثامر، كما قامت المليشيا بنهب ممتلكات منها أربع سيارات تابعة لقيادات الحزب، ونهب وثائق وبصائر وعقارات خاصة، ونهب ذهب ومجوهرات ورهانات وسلاح خاص بالتحكيم من منازل 10 من قادة وأعضاء الإصلاح.

وبلغ عدد الأسر النازحة والمشردة من أسر قيادات وأعضاء في إصلاح المحويت حوالي ألف أسرة نازحة في مأرب، تعز، عدن، سيئون المكلا، المهرة، وخارج البلاد.

وعن الانتهاكات التي طالت النساء، فقد عملت مليشيا الحوثي على ترويع الأطفال والنساء وإهانة نحو مئة امرأة إصلاحية وترويع أولادهن سواء في المنازل أو الطُرقات.

مقرات الحزب في المحويت

وبلغ عدد المقرات التي تم اقتحامها في المحويت 13 مقرا، بينها المكتب التنفيذي الرئيسي للإصلاح بالمحافظة ومقرات الحزب في كل المديريات. 

كما طال عبث الحوثي عددا من المؤسسات ومقار الجمعيات الخيرية العاملة في المجال الإنساني والإغاثي، بالإضافة إلى إغلاق حوالي 32 مدرسة و80 مسجداًً، وتم السطو على كل المساجد التي كان يخطب فيها إصلاحيون وحل مكانهم خطباء حوثيون.

كما اقتحم الحوثيون ونهبوا جمعيات ومؤسسات ومنظمات ونقابات بلغ عددها حوالي 40 مؤسسة، بينها مؤسسة طيبة التي نهبت المليشيا كل ما فيها، ومؤسسة ماضون للتنمية المجتمعية، ونقابة المعلمين، وتم إيقاف ومصادرة أملاك كل الجمعيات الخيرية التي كان يديرها إصلاحيون.

كما اقتحمت المليشيا ثلاث مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في المحويت ونهبت محتوياتها من أثاث وأجهزة كمبيوتر، ونهبت المواد الغذائية، حيث أغلقت دار القرآن الكريم بالرجم (دار البنين ودار البنات)، ودار القرآن الكريم في مديرية شبام، ومدرسة لتحفيظ القرآن، واقتحام مركز النساء في مديرية شبام، واقتحام مقرات جمعية الإصلاح وجمعية تعليم القرآن الكريم وجمعية الأقصى في المحافظة.

إصلاحيون مختطفون

وعن جرائم الاختطاف، فقد تم اختطاف المئات من الأعضاء والقيادات البارزة في إصلاح المحويت، وأبرز من تعرضوا للاختطاف من القيادات الأستاذ أحمد الليث، والأستاذ محمد الربع، رئيس الفرع في مديرية شبام، وخالد الرباط، ويحيى التاج، وعبد الرحمن العقبي، بالإضافة إلى ملاحقة ناشطين وسياسيين وتشريدهم.

وبلغ عدد المختطفين من أعضاء وقيادات الحزب في المحافظة: إخفاء قسري حوالي 40 إصلاحيا، 
واختطاف (اعتقال تعسفي) حوالي 400 إصلاحي، والبعض منهم ما زالوا في غياهب السجون، وبعضهم لم تستطع أسرهم معرفة أماكنهم واختفوا قسريا، وكان مصير الكثير إما الاعتقال أو النجاة بالنفس والهروب والتشرد.

إصلاحيون في السجون ووحشية التعذيب

تعرض عدد من قيادات وأعضاء وكوادر وناشطي الإصلاح في المحويت للاختطاف والتعذيب وغيبوا في معتقلات الانقلاب الحوثي، وأبرز جريمة حدثت هي اختطاف عضو الإصلاح الدكتور علي عوضة وتعذيبه حتى الموت في أحد سجونهم السرية في شبام.

وبحسب شهادات لمختطفين من إصلاح المحويت تم الإفراج عنهم، فإن المليشيات في السجون تحقق مع المختطفين عدة أيام متواصلة مع بقاء المختطف واقفا على رجل واحدة لعدة ساعات.

ويضيف الشهود أن التعذيب متنوع ويشمل الضرب بالأيدي على الوجه، وبالخبطات الكهربائية والعصي والأسلاك على الظهر وفي مناطق حساسة في الجسم.

كما يتم التعذيب بربط الأيدي إلى الخلف والركل بالأرجل، والربط على الأعين وإجبارهم على التوقيع (البصم) على أوراق لا يعرفون ما هو مكتوب فيها، كل ذلك لإجبارهم للإدلاء باعترافات غير صحيحة واتهامهم بالعمالة.

إصلاح المحويت في معركة استعادة الدولة

لإصلاح المحويت دور بارز في معركة استعادة الدولة في مواجهة التمرد الحوثي، وكان حاضراً في الدفاع عن الدولة منذ بداية الانقلاب، وقدم نموذجا للتضحية ومواقف بطولية واستشعار للمسؤولية الوطنية، فعندما اجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء هبت حشود كبيرة من إصلاح المحويت دعما للاصطفاف الوطني وتأكيدا على الحفاظ على الجمهورية والوحدة والديمقراطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

وتقدم الإصلاحيون في المحويت صفوف النضال المقاوم للمليشيات في المحافظة، واندفعوا ليكونوا في طليعة المقاومة منذ أول يوم، بداية من الدفاع عن عمران، ووقفوا ضد إسقاط العاصمة، وتوافد المئات للدفاع عنها من المليشيا، وقدموا أكبر التضحيات وأروع صور الفداء للدفاع عن الجمهورية.

وفي أكتوبر 2015م، أشهرت المقاومة الشعبية في مأرب، وفي 17 مايو/أيار 2015، تشكلت قيادة مقاومة موحدة لإقليم تهامة بينها المحويت وريمة وحجة والحديدة، وتتألف من عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية.

وبعد انطلاق المقاومة في مأرب، انظم الآلاف من أبناء المحافظة أغلبهم من أعضاء الإصلاح إلى صفوف المقاومة الشعبية منذ انطلاقتها في مواجهة الاجتياح الحوثي، وانخرطوا بعد ذلك في صفوف الجيش الوطني في مختلف جبهات القتال، من ميدي وحرض ومأرب نهم إلى صرواح والبقع والضالع وتعز، وقدموا تضحيات كبيرة في معركة استرداد الدولة وتحرير اليمن من المليشيا الانقلابية.

وفي سبتمبر 2018، دعا أمين عام حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة المحويت الأستاذ إسماعيل مقبل المكونات السياسية في المحافظة إلى فتح صفحة جديدة، والوقوف إلى جانب الشرعية ومساندتها.

تضحيات في مواجهة الحوثيين

اندفع أبناء المحويت، وفي مقدمتهم قيادات وأعضاء الإصلاح، للمشاركة في معارك التحرير واستعادة الدولة 
من الانقلابيين، وبذلوا أرواحهم، وارتقى من أبناء المحويت 400 شهيد، و1500 جريح، بينهم 40 معاقا تحت الرعاية الصحية، ومعظم هؤلاء من أعضاء إصلاح المحويت.

وأبرز الشهداء من القيادات: الشهيد المحامي محمد الصياد، رئيس الدائرة القانونية في إصلاح المحويت، الذي استشهد وهو يقاوم عصابة الحوثي في مدخل مدينة مأرب. وفي 6 فبراير/شباط 2017م، نعى التجمع اليمني للإصلاح في محافظة المحويت استشهاد القائد حمود علي الحربي، رئيس الإصلاح في المدينة، والذي استشهد في مدينة ميدي وهو في مقدمة الصفوف مدافعاً عن الجمهورية.

وعن جرائم الاغتيال، ففي 4 يناير من العام 2017، نعى إصلاح المحويت ثلاثة من أعضائه استشهدوا في عملية اغتيال ضمن سلسلة جرائم الحوثي في محافظة المحويت بحق الإصلاح.

كما اغتالت المليشيات ثلاثة من أعضاء الإصلاح في مديرية الطويلة وهم: عبده محسن الأسد، وعبده راشد فارع، وعبده قائد شرقان، حيث أقدمت عصابة الحوثي في عزلة بني الخياط قرية لكمة صيعان على تفجير مبنى لحراسة القات مما أدى إلى استشهادهم، بالإضافة إلى استشهاد قيادات آخرى في مختلف الجبهات، بينهم الأستاذ ناصر أحمد علي، رئيس إصلاح مديرية الخبت، والقياديان في إصلاح مديرية حفاش الأستاذ عبد اللطيف العدن والأستاذ خالد الحاج، والصحفي نبيل الجرباني، والذين استشهدوا في جبهة ميدي، والأستاذ عبد الخالق القادري، أحد أبرز القيادات في مديرية بني سعد.

وما زال إصلاحيو المحويت يقدمون التضحيات في معركة استعادة الدولة من المليشيا حتى اللحظة.

حزب يضحي ليحيا الوطن

عندما اخترقت سوس الإمامة الجديدة المكونات السياسية، بقي حزب الإصلاح متماسكاً وقوياً مسانداً للدولة. ويثبت الإصلاح اليوم من خلال مسيرته السياسية بأنه أنموذجاً ناجحاً ورائداً. وفي ظل هذه الأحداث يثبت الإصلاح بأعضائه وفكره ومدنيته انحيازه للوطن والشعب، ويقدم تضحيات كبيرة من أجل اليمن واستعادة الشرعية والدولة.

وعن التضحيات التي يقدمها الإصلاح في مواجهة التمرد الحوثي واستهداف المليشيا له منذ بداية انقلابها على الشرعية، يعلق الصحفي همدان العليي بالقول: “يعتبر الإصلاح من أهم الأحزاب التي واجهت ولا زالت تواجه الجماعة الحوثية، وهذا واقع نلمسه منذ الانقلاب وحتى الآن، فهو الأكثر تضحية في مواجهة الحوثيين، ولذلك الحوثيون يحرصون على استهداف هذا الحزب، ويعتبرونه الهدف الأول، إضافة إلى التضحية الميدانية والعسكرية التي يقدمها الإصلاح في مواجهة الانقلاب الحوثي”.

ويضيف العليي: “للإصلاح دور كبير جدا في المعركة الفكرية وإزالة الفكر المغلوط الذي طالما توارثه كثير من اليمنيين منذ سنوات، وهو أحقية سلالة بحكم اليمن، وكان للإصلاح دور تنويري في مواجهة الفكر الإمامي والحفاظ على الهوية الوطنية”.

ويقول الصحفي فؤاد العلوي: “رغم التضحيات الجسيمة التي قدمها حزب الإصلاح، وحجم النقد الذي يتلقاه سواء كان منصفاً أو مجاف للحقيقة، فإن للحزب الفضل الأول في لملمة الصف الوطني من أجل تحقيق أهداف الوطن الكبرى ومواجهة أخطر المشاريع وأقذرها على اليمن، وهو المشروع الحوثي الإيراني، وكان له الدور الأبرز في التكتل الوطني الجديد، وعودة مجلس النواب، فضلاً عن تقديمه آلاف الشهداء والجرحى بدءًا من تحرير عدن وحتى ميدي ومأرب والجوف والبيضاء وشبوة وتعز والضالع”.

وتابع: “الإصلاح ببساطة أمل المغلوبين على أمرهم ، وحلم المقهورين ممن وجدوا أنفسهم بلا وطن وبلا يمن، وهو من تتجه إليه الأنظار للانتصار لليمن واليمنيين”.

ويضيف العلوي: “الإصلاح هو الأم الحانية على اليمن واليمنيين، والأب الكبير بقلبه وصفحه وحبه، والأخ القوي المساند لكل القوى الوطنية، يضحي ليحيا الوطن، ويتحمل الصعاب لتسير القافلة، ويتنازل لكي لا تخرق السفينة، لذا فقد ظل هدف الحوثيين في المحويت وغيرها من المحافظات، وسيظل كذلك ما دام يحمل المشروع الوطني”.

*الاصلاح نت

شاهد أيضاً

حجة.. قتيل وجريح من “المواطنين” برصاص مسلح حوثي يعمل “حارساً” لـ “دورة صيفية مغلقة”

اقليم تهامة ـ حجة سقط مواطن قتيلاً بينما أصيب آخر، برصاص مسلح حوثي يعمل حارساً …