مهنة الصحافة في اليمن الخطر الأبرز في المشهد السياسي اليمني 

اقليم تهامة – عبدالفتاح الشوكاني

اصبحت الصحافة في اليمن في أسوء مراحلها منذ سيطرة مليشيات الحوثي الإيرانية على العاصمة صنعاء , والتي يترافق معها إنتهاكات غير مسبوقة وممارسات قد تبدو تعسفية بحق العاملين في المجال الإعلامي , وجرائم ترقى كجرائم ضد الإنسانية , كالقتل ,الإخفاء القسري ,التعذيب والإعتداء الجسدي , بما يتنافى مع الحريات الإعلامية ومبادئ حرية الصحافة .

ارقام مذهلة في سجون المليشيا بحق الصحفيين .

لا شك أن للإعلام دورا رياديا في تشكيل الرأي الجمعي وصناعة الفكر والرأي , ولذلك لجأت المليشيات الإنقلابية بالتضييق على الصحافة والصحفيين , إدراكا منها للدور الذي ستقوم به , حيث لجأت الى الإختطاف والإعتقال وغيره .

نقابة الصحفيين اليمنيين أفادت بأنها وثقت 28 حالة إنتهاك ضد الصحفيين خلال الثلاثة الأشهر الأولى من العام 2019م

وأكدت أن الوسط الإعلامي يعيش ظروف سيئة وخطيرة مؤكدة أن هناك 15 صحفيا مختطفا , منهم 14 صحفيا لدى الحوثيين وآخر لدى تنظيم القاعدة , منذ بدء العمليات العسكرية في اليمن ضد المليشيات الإنقلابية .

ورصد التقرير أن 11 حالة محاكمة وتحقيق و3 حجب مواقع الكترونية وحالتين منع من السفر .

يذكر أن عدد الإنتهاكات ضد الصحفيين لعام 2018م بلغت 144حالة انتهاك منها 12 حالة قتل تعرض لها الإعلاميين .
وفي سياق متصل أفاد المرصد التابع لمركز الدراسات والإعلام الإقتصادي أن 42 صحفيا قد قتلوا منذو بدلية الحرب وحتى نهاية 2018م .

وقفات إحتجاجية 

نظمت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين أمام مقر المفوضية السامية لحقوق الإنسان بصنعاء في شهر أبريل الماضي وذلك لإنقاذ أبنائهن المختطفين والمخفيين قسرا لدى مليشيا الحوثي الإنقلابية , وتحدثت أمهات المختطفين بأن أبنائهن يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي والإهانة , كما نددت بالمحاكمات الباطلة التي يتعرض لها أبنائهن , وناشدت أصحاب الضمائر الحية والمنظمات الحقوقية للوقوف مع قضيتهن العادلة .

التعذيب داخل السجون 

يتعرض المختطفون في سجون المليشيا الإنقلابية لتعذيب ممنهج والتي قد تصل أحيانا , حد الموت , وبأبشع الطرق اللإنسانية والمهينة بحقهم , بما يتعارض مع قانون الحريات الشخصية وجرائم العقوبات والمحاكمات الباطلة , وقد ذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنه يتابع إجراءت محاكمة 36 صحفيا وناشطا حقوقيا بقضايا ملفقة , وأكد المرصد أن جميع المختطفين يتعرضون للتعذيب والمعاملة اللإنسانية , لافتا أنه تلقى إفادات تؤكد أن عناصر المليشيا الإنقلابيه يتناوبون على ضربهم بالعصي والهروات والسلاسل الحديدية , وأضاف المرصد أن معظم المختطفين يقبعون في زنازين إنفرادية ويمنعون من تناول الطعام والدواء .

وهذا ودعا المرصد المؤسسات الدولية , والأمم المتحدة والدول الفاعلة في اللملف اليمني إلى التدخل الفوري والضغط على أطراف النزاع في اليمن لوضع حد لمعاناة الالاف المختطفين في سجون المليشيا والعمل على ضمان سلامتهم ووقف الإنتهاكات بحقهم .

ستوكهولم والمختطفين 

بصيص أمل شخصت إليه قلوب اليمنيين في إيجاد حل في إتفاقية ستوكهولم التي أنعقدت في السويد والتي ستناقش العديد من القضايا منها إتفاق تبادل الأسرى , حيث قدمت الحكومة الشرعية ملفا باسماء المختطفيين والبالغ عددهم 8576 من بينهم إعلاميين وناشطين سياسيين .

وبحسب آلية التنفيذ المتفق عليها فإن عملية التبادل ستتم في وقت واحد تحديدا في مدينة سيئون ومطار صنعاء الدولي وبإشراف الإمم المتحدة وبدعم لوجستي من لجنة الصليب الأحمر الدولية , لتكن علامة فارقة في حياة اليمنين لمحطات فاشلة في مؤتمرات سابقة , ناقشت القضايا نفسها , لكن تتعنت المليشيا الإنقلابية ورفضها في أي حل في ذلك منتهكين قوانين حقوق الإنسان .

خرق واضح لحرية الرأي والتعبير 

أن تكن صحفيا ليس جريمة , ولكن الأبشع أن تحارب كصحفي في إيصال الحقيقة للرأي العام , هذا ماحدث فعلا مع المليشيا الإنقلابية منذو بداية الأحداث في اليمن منذ مطلع 2015م مع الصحفيين اليمنيين رعبا من الحقيقة التي يظهرونها, لتعرية الحوثيين بجرائمهم التي تنتهك ضد أبناء الشعب اليمني ,وقد تجلت أفعالهم واضحة بمضايقة الصحافة وإعتقال المهنيين العاملين في مجال الإعلام , وإغلاق القنوات والإذاعات ونهب محتواياتها وحجب للمواقع الإلكترونية ,ناهيك عن توقف أداء المؤسسات الصحفية, ولذلك ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤلياتة الأخلاقية والقانونية في مواجهة الإنتهاكات الصارخة التي يتعرض لها الصحفيين اليمنيين .