أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار الإقليم / نازحو “شليلة” و”بني الحداد” في حجة.. نموذج لما يفعله الحوثيون باليمنيين

نازحو “شليلة” و”بني الحداد” في حجة.. نموذج لما يفعله الحوثيون باليمنيين

اقليم تهامة – هشام الشبيلي

هنا، وفي أرض صحراوية قاحلة، بعيداً عن مظاهر الطبيعة والأراضي الزراعية التي اعتادوا العيش في أرجائها، يعيش نازحو قرى شليلة وبني الحداد، في محافظة حجة شمال غرب اليمن، والذين هُجِّروا جراء قصف شنه مسلحو جماعة الحوثيين على قراهم الخميس الماضي.

تقع قرى شليلة في عزلة بني الحداد بمديرية حرض، وقد نزح أهلها من ديارهم إجباريا بعد أجواء مرعبة عاشوها لأكثر من يومين، جراء القصف الحوثي الذي طال منازلهم. وراح ضحيته عشرة من سكان المنطقة جلهم من النساء والأطفال. 

يعمل أهالي المنطقة في زراعة الدخن والذرة، وتربية الماشية، لكن وتحت وطأة القصف اضطروا الى الرحيل تاركين وراءهم أرضهم وكل ما يملكون ليفروا بأجسادهم من الموت، ويلجؤون إلى خيام لا تكاد تقيهم حرارة الشمس، فكيف ببرد الشتاء القارس!

يسكن في المخيم الذي يقع بالقرب من الحدود اليمنية السعودية، أكثر من 210 نازح جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

على بوابة الدخول إلى المخيم يتكئ مسن سبعيني على أطراف خيمته التي صارت منزله، وعلى قسمات وجهه يتبدى الحزن الذي تملَّكه جراء فقد ابنه بقصف الحوثيين منزله.

وآخر يجر ولده المعاق على كرسي متحرك نحو الخيمة بعد تدفئته في الشمس. هذه المشاهد التي تستقبلك في المخيم، الى جوار مشاهد الأطفال الذين يملؤون ساحات المخيم ضجيجا.

مغامرة النزوح

يروي الحاج “أحمد بن أحمد” وهو أحد المهجرين، قصة نزوحهم الأليمة، والتي حدثت ليلة الخميس الماضي.

يقول: كنا راقدين في منازلنا احنا وأولادنا ونساءنا ومواشينا، في أمان الله، فجأة صحينا على ضرب في القرية ولم نستطع الخروج من منازلنا.

ويضيف: كنت تسمع صياح النساء والأطفال من كل بيت، كان يرتفع مع شدة القصف، تحركنا الى بيت مبني من الحجارة، كون جميع منازلنا مبنية من الطين، ووجدنا جميع الأهالي قد خرجوا جميعا، وبيوتهم فاضية.

يقول الحاج أحمد انهم في تلك الأثناء سمعوا انفجارين باتجاه وسط القرية على بعد عشرات الأمتار تعقبها صياح وصراخ، “رحنا نشوف المكان وجدنا أن الضربة استهدفت أسرة “بيت حجر” أثناء محاولة فرارهم من منزلهم الى خارج القرية باتجاه الوادي، وكان كل الضحايا من النساء والأطفال، أربعة أطفال وأربع نساء إحداهن حامل، وتعرض اثنين لإصابات خطيرة وإلى جانبهم خمسة جرحى وكلهم من اسرة واحدة”.

هرعت سيارات الإسعاف الى المكان وأخذوا الجرحى والقتلى الى المستشفى، يقول الحاج: غادرنا قرانا منتصف الليل والقذائف في كل مكان الى الوادي بعدها أرسلوا الينا من قيادة الجيش سيارات لنقل عائلاتنا “تركنا بيوتنا ومواشينا وكل ما نملك وهربنا بأرواحنا”.

ويتابع: في اليوم التالي أرسلت ولدي، كي يأتي ببعض ملابس الأطفال ويأتينا بالماشية والأغنام التي تركناها في الحوش؛ وصل في الصباح الى البيت وكان القصف قد توقف؛ والأغنام كلها قد كانت ميته، قتلت بالقصف الذي استمر الليلة الماضية، “قلنا حسبي الله عليهم ايش بانقول الحمد لله نجونا من الموت”.

من جانبه يحكي “عبد المغني الحدادي”، معاناته مع ليلة القصف، قائلا: كنا مستقرين في بيتنا وارضنا ومزارعنا حتى نزلت هذه الشرذمة الفاسدة، شردتنا ونسفت دورنا وزراعتنا، منا من هرب إلى عبس ومنا من استقر هنا.

ويضيف الحدادي: الحمد لله نحن الآن في اتم الصحة، ولكن نشكو إلى الله نسف بيوتنا وارضنا التي نزرع فيها، ونسأل الله أن يسخط بهم كما سخطونا من بيوتنا وارضنا وزراعتنا.

ويستطرد الشيخ المسن، في سرد قصته بحرقة قائلا: جرفوا مزارعنا بالدركتلات، وانا قلت لهم زراعتي يا خبرة اتقوا الله، ليش تفتحوها طريق؟ قالوا: يا حاج نحن نأتي في طريق ونرجع من طريق. قاتلهم الله، لا معي بندق ارمي عليهم ولا شيء، فاضطرينا للنزوح وأكرمونا الشرعية والسعودية بالبيوت والأدوية. ونسأل الله يأمن بلادنا من كل سوء ويردنا اليها.

الطفل “محمد صالح” ذو العشرة أعوام من مدينة “حرض” يقول انهم اضطروا لمغادرة منطقتهم في بداية المواجهات في حرض الى قرى شليلة وبني الحداد، وكانت تلك رحلة نزوحهم الأولى قبل أن يقصف الحوثيون القرى التي استقروا فيها وينزحون مرة أخرى.

ويضيف، وهو يشير الى دراجته الهوائية التي شاركته رحلتا النزوح: لم نتمكن من أخذ شيء من منزلنا في حرض ، ما أخذت الا هذه.

أمل رغم الظروف

تظل الظروف في مخيمات النزوح قاسية رغم المعالجات التي قام بها الجيش الوطني ومركز الملك سلمان للإغاثة، فالأطفال والسكان معزولون عن الحياة الطبيعية ويعيشون وضعا استثنائيا الى أجل غير مسمى على أمل أن تتبدل الاحوال ويعودوا الى منازلهم.

لكن ورغم الظروف القاسية التي يعيشها النازحون، لا تزال الابتسامة لا تفارق مُحيّا ساكني هذه المخيمات وبراءة الأطفال تبعث البهجة في ارجاء المخيم الكبير.

ولا يزال من هنا يحلمون ويترقبون فرجاً قريبا، آملين ألا يطول الغياب.

شاهد أيضاً

وكيل محافظة مأرب يتفقد نقطة الفلج على طريق مأرب- البيضاء ويؤكّد جاهزيتها لتسهيل العبور منذ 3 أشهر

اقليم تهامة ـ مارب تفقد وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، اليوم، ومعه مدير عام …