مشروع الحوثي الأبتر

أرسل عبدالملك الحوثي مقاتليه إلى  عدن  وتعز ومأرب  والجوف وشبوة والحديدة  فعاد منهم القليل وهلك الكثير وخلق جراحا عميقة جدا وصنع مآسي وفواجع فأدخل الحزن إلى بيوت أنصاره قبل خصومه ..

في كثير من المعارك كانت الشعاب  والاودية تمتليء بالقتلى ، وفي أحيان كثيرة يتوه المقاتلين في شعاب وأودية لا يعرفون طبيعتها فيقعون في الاسر او يهلكون ، أطفال انتزعوا من مدارسهم  ليكونوا وقود حرب أفتقد فيها من أرسلهم لأبسط أخلاقيات  الصراع وصنع نموذجا سيئا للقائد الذي يبني اوهام ملكه على جماجم أتباعه وأوجاع شعب انتسب اليه ..

يدرك عبدالملك الحوثي أنه لا يملك مشروعا يمكن أن يتقبله اليمنيون ولذا يريد فرضه ولو بالتضحية بكل شيء ، مع الطول  النسبي للصراع تكشفت الحقائق وبان حجم القبح والسوء الذي يختزنه هذا المشروع الأبتر ..

كل يوم يفقد الإنقلابيون أرضا ويخسرون مقاتلين ويضاعفون الغضب عليهم ..

في يوم ما وقبل أن تشتعل هذه الحرائق وقف بعض حكماء اليمن وساسته أمام طيش وحماقة عبدالملك يدعونه للتوقف عن إحراق اليمن فأبى وقبلها قيل لعلي صالح توقف وغادر بسلام فقال سأهدم المعبد على رؤوس الجميع فما الذي حدث ..

الكبر والغرور يعمي صاحبه عن إدراك الحقائق والحقيقة هنا بوضوح : أن أمام عبدالملك الحوثي طريق قصير ليخفض  التكلفة فيعلن ايقاف الحرب وإطلاق المختطفين والانسحاب من المدن وتسليم السلاح ويسحب مقاتليه ويعيدهم الى ذويهم ليتم تأهليهم ليكونوا جزء من المجتمع وأما الاستمرار في حرب سيخسرها بكلفة كبيرة ..