أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / إلى محراب النبوة

إلى محراب النبوة


مصلح الأحمدي
إليك يا رسول السلام في ذكرى ميلادك العطرة التي أضاءت جنبات الكون وسرت في وجدان الكائنات. ..

إليك يا رسول المحبة والوئام في ذكرى ميلاد القيم الراقية والمثل الرائدة والمبادئ الراشدة ..
إليك يا رسول الإنسانية في ذكرى تجديد معانيها النبيلة وإحياء شمائلها القويمة وترسيخ أخلاقها السوية ..
إليك يا رسول العدل والمساواة والحرية في ذكرى التحرر والانعتاق وبزوغ فجر جديد على أنقاض ليل بهيم ..
إليك يا رسول العزة والإباء..

إليك أيها المنقذ العظيم والمرشد الحكيم .. إليك أيها المربي القدوة والقاضي العادل والقائد الحكيم ..

إليك .. يا من سموت حتى كنت ( قاب قوسين أو أدنى) ثم علوت. . فكنت عند (سدرة المنتهى) ..

نلت ما لم ينله أحد من الأنبياء قبلك حين خاطبك العزيز الجبار بقوله (فإنك بأعيننا) ومن الرفعة والسمو ( ورفعنا لك ذكرك). زكى الله لسانك فقال: (وما ينطق عن الهوى) وزكى فؤادك فقال: (ما كذب الفؤاد ما رأى) وزكى بصرك فقال: (ما زاغ البصر وما طغى) وزكاك كلك فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)
بعثك الله في أمة ممزقة .. فوحدتها، متخلفة .. فزكيتها، جاهلة فعلمتها، متحاربة متناحرة فألفت بينها، على شفا حفرة من النار .. فأنقذتها.

كانت أمة تابعة .. فأصبحت غازية فاتحة، نشرت الإسلام وفتحت الأمصار .. رعاة غنم .. فصاروا قادة أمم، أسوأ أمة .. فغدت (خير أمة) .. أذلاء عند الناس، فأضحوا (شهداء على الناس )

كان شعارهم:

وأحياناً على بكر أخينا .. فتحول إلى (سلمان منا آل البيت).

إليك نعتذر عما آل إليه أمرنا وحال إليه حالنا .. فقد ارتدت إلينا سهامنا ونالت منا نبالنا ولم يعد السيف للغمد إلا أمام اعدائنا. . فحربنا علينا ومعاركنا فينا وغزوات بعضنا على البعض الآخر .. وادعى الغازي والمستهدف والظالم والمظلوم والجاني والضحية أن قتلاهم شهداء وجرحاهم نبلاء والمفقودين أسرى !
إليك نعتذر يا خير خلق الله ..

فقد أردت أن نكون (شهداء على الناس ) إلا أننا (نستشهد) الناس على قضايانا ومشاكلنا وحروبنا .. فقد خولنا اعداءنا بالفصل في نزاعاتنا التي زرعها أولئك الأعداء ..

نعتذر لجهدك الذي بذلته لنكون (خير أمة) كما كان أجدادنا السابقون .. إلا أننا لم نكن كذلك ..

فأين الخير في أمة تتعالى فيها أصوات الأسلحة من فوهات الآليات جنباً إلى جنب أصوات المآذن من المساجد في ضفتي المعركة .. في كل معركة!
وأين الخير في أمة تنفق ثرواتها لشراء الأسلحة من أعدائها لقتل شبابها!
أين الخير في أمة يعبث الصهاينة بمقدساتها وبعضها منشغل بتحرير ضواحي القرى والأحياء من البعض الآخر القادم من الجبال المطلة!
وما يؤسف له أكثر يا رسولنا الكريم إدعاء البعض أنهم أبناؤك وحفدتك .. ليس لهم ما لنا ولا عليهم ما علينا .. فهم (قناديل) وغيرهم(زنابيل) يفعلون ما يشاؤون .. ولا يسألون عما يفعلون..
عندما وصلت المدينة المنورة- يا رسول الله قادماً من مكة المكرمة :

آخيت بين المهاجرين والأنصار .. بنيت المسجد .. نشرت العلم وأقمت العدل.. شجعت على العمل والتجارة.. أسست الجيش الإسلامي .. ووضعت مداميك الدولة الإسلامية..
وعندما دخل أبناؤك – حسب زعمهم – صنعاء قادمون من الكهوف المظلمة في صعدة:

فجروا المساجد.. وزرعوا الفرقة بين صفوف المجتمع بادعائهم أنهم سادة وأبناء الرسول.. هدموا المدارس .. انتهكوا الحرمات وسرقوا الممتلكات ومارسوا القتل والاختطاف والتعذيب.. صادروا أسلحة الجيش ونهبوا مؤسسات الدولة.
سيدي يا رسول الله :

لقد توفاك الله ودرعك مرهون عند يهودي ..فيما يؤكد (أبناء فاطمة ) أن (ابنك الأرشد) عبدالملك الحوثي قد تحمل كلفة الاحتفاء بالذكرى الخالدة لميلادك العظيم 800 مليون ريال وهو لم يتعرض ﻷشعة الشمس والهواء الطلق حيث يقبع في غياهب الكهوف منذ سنوات، فمن أين له هذا؟
في ذكرى ميلادك العظيم:

احتفلوا بالذكرى .. ولم يقرأوا السيرة.

أنفقوا الأموال في الزينة واللافتات والشعارات الكاذبة .. ولم ينفقوها على البطون الخاوية ..

قتلوا أشخاصاً واعتقلوا آخرين واقتحموا مساجد .. لتأمين ساحة الاحتفاء بمولدك!

رددوا شعار الصرخة أكثر من الصلاة عليك.

وإجمالا فقد حولوا ذكرى مولدك الشريف إلى محطة جباية ومناسبة استرزاق بالنسبة لهم، وأعباء مؤرقة على الفقراء من أمتك!

فما أحوجنا لنسيان (أبنائك) ذكرى مولدك!

شاهد أيضاً

ستشرق شمس صنعاء من أرض غزة

اقليم تهامة ـ ياسر ضبر تتحكم المخابرات الأمريكية والبريطانية بنظام الحكم الايراني، بل وتتربع عناصرها …