أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / عدن : قبل فوات الأوان ..

عدن : قبل فوات الأوان ..

✍️ عبدالحفيظ الحطامي
مجروحة عدن .. تدفع فاتورة تضحيات ابنائها الاحرار .. جهات متعددة يروق لها مايحدث ، وتقف خلف تلك الدماء والفوضى ، اجندة خارجية طامعة بعدن ، كموقع تجاري دولي يراد لها ان لا تجنح للسلم والسلام والاستقرار والبناء والتنمية حتى لا تصير عدن قبلة لاقتصاد عالمي .
اجندة ايرانية ، تريد القصاص من عدن وابنائها ، من دحروا مليشياتها وقطعوا دراع تواجدها هناك ، والمستفيد الثالث المخلوع وتحالفه من يسكب حرائق حقده نارا ودم ، اما حكايات داعش والعمليات الارهابية التي تتسارع وتأخذ شكل دم واشلاء ودمار ، فهي مجرد اغطية بلاستيكية مصنوعة ، لتمرير وتبرير هذه الافعال الاجرامية التي يدفع قيمتها كل هذه الجهات ، في تحالف بيع عدن في مزاد علني ، بين كل هذه الاجندات الحمقاء ، ليحصد ثمن ذلك ، اليمنيون عموما ، وابناء عدن على وجه الخصوص ..
مدينة الفن والتسامح ، طاعنة في الحزن اذا ، ورائحة القهوة الصباحية الملبن ، تبدو منقوعة بالدم والنار ، يتحول الناس فيها بفعل شرذمة ارهابية واطماع وحشية ، ونزواة ساسة وكيانات بلا هدف نبيل ، الى اوجاع وآلام تمتد في مشاهد عدن اليومية ، في حدقات شوارعها وارصفتها واسواقها وانسانها المفعم بالسلام ورائحة القهوة والبخور .
يقف سلام عبد الحق من قارئ للصحافة اليومية ، يلاحق عدن لعلها تخلد للراحة هذا الصباح ، يحدث انفجار يوقضه على مشهد الفاجعة ، يقتل صديقه بائع الخضار في الشارع المقابل لمكتب وزارة المالية ، تغفو الصحيفة في يديه ، وتندلق القهوة على اطماره ، يحاول ان يقف على قدميه لينهض معفرا بالغبار والدخان ودم صديقه مراق في الرصيف المقابل ، يقول له في حشرجة أخيرة ، عدن امانة في اعناقكم ؟ .
وماذا بعد يا عدن الحبيبة ؟ يعود سلام عبد الحق ، مثقلا بعدن كأمانة القاها صديقه بائع الخضار في وداعه الاخير ، يغادر سلام المكان ومعه اشلاء هذا الصباح الدامي ، لعله يعثر على رصيف آخر أكثر أمنا ، وقهوة ملبن وخبز طاوة ، وصباح يشبه عدن ، يقرأ معها تفاصيل هذه المدينة الموجوعة ؟ يتابع جنون المجلس الانتقالي ، وصراخ قادته ، وخطابات باعوم واجندته ، ويخاف ان يختطفه الحزام الامني ، او يغتاله حزام ناسف في خصر العهر الارهابي ، يسند ظهره الستيني قائلا ، ما اسهل ان نكون عقلاء لكن بعد فوات الآوان ، بعد ان تصير عدن فخاخ ومصائد وخطابات تحريض واحقاد لقتلة الحياة والتسامح فيها .
تسرق ابتسامة عدن وتصاب بمقتل متغولوا السياسة والمال ، سيبكي الجميع ، حين لا ينفع الندم .
للحكومة الشرعية ، لأبناء عدن لمقاومتها الحرة لرجالها لقادتها لأعلامها وإعلامييها ، حافظوا على عدن ، على ثغر اليمن الباسم ، تخلوا عن كل خطابات الحقد والتخوين والتحريض ، ولا تنساقوا خلف من باعوا عدن ومستقبلها لصالح كروشهم وامنيات عروشهم الرخوة ، هؤلاء سيتخلون عنها ، وسيذهبون بالاموال التي قبضوها ، الى اندية الروتاري ومتنزهات البذخ ومواطن السرف والشواء ، تاركين عدن جرحا نازفا على صفيح مقامرات حفنة من المأجورين ً لإضاعة عدن ودفن مستقبلها لحساب اجندة الموت والمال والخراب ، لأبناء عدن ضعوا ايديكم مع بعض ، حافظوا على عدن وسواحلها الجميلة ومآدنها وتاريخها وآناقتها وانسانها المسالم ، لا تتركوا حفنة سماسرة يتاجروا بقضاياكم ليستعيدوا تاريخ من الاحتراب والصراعات البروليتاري ، التي ودعته عدن ، ويجعلونه اليوم قتالا برجوازيا برجماتيا ، يقتتل فيه هؤلاء من اجل مصالح ومال ، تدور طواحين خرابه على رؤسكم .
لا تقتلوا من انتصرت على يديه عدن ، وتتخلو عن من اعاد انفاس الحرية والسلام لكم ، من على يديه عادة الايام ، وعادة الدولة وعادة عدن ، وتشكلت حروف الادب والفن والاحلام والامنيات اللذيذة لعدن ، كثغر لا يفتر اليوم عن ابتسامة موغلة في الحزن ، حزن الاحرار فيها ، حين تحدثت مع عدد من قادة مقاومتها وشبابها الاحرار
كنت أعرف وهم يحتضنون الراية والاعلام من شارع الى شارع يطاردون خفافيش الموت والظلام ، وفي بريق عيونهم ترتسم مقولة شامخة إنهم إن قتلونا مرة ، سنولد في عينيك مشاتل حياة يا عدن ..
انصتوا جيدا لكريم العراقي ، الشاعر الذي افصح عن حزنه ، بعد ان صارت العراق برمتها مشنوقة بحرائق التحريض ..

” أرأيت حياً ميتاً متماسكاً متفائلاً وله الأماني قوت
هذا أنا سرقت شبابي غُربتي
وتنكّرت لي أعين وبيوت
يا صاحبي أنا كالعراق ممزّق أنا كالعراق بلا معين غدوت
عَجِّل فإن الصمت أخرس ضحكتي
واضيعتاه إذا الأوان يفوت .. ”

اخاف على عدن من فوات الأوان .. واخاف على قلوب فيها .. قبل الشروق تموت .

شاهد أيضاً

ستشرق شمس صنعاء من أرض غزة

اقليم تهامة ـ ياسر ضبر تتحكم المخابرات الأمريكية والبريطانية بنظام الحكم الايراني، بل وتتربع عناصرها …