أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / الاصلاح : من لحظة الميلاد الى شرف الصمود ..

الاصلاح : من لحظة الميلاد الى شرف الصمود ..


✍ عبدالحفيظ الحطامي

يكون التجمع اليمني للاصلاح ، حتى اللحظة الماثلة في حضوره الوطني الكبير ، قد بلغ مشروعه الوطني 27 عاما ، منذ استئناف مشروعه النضالي ، وقرابة قرن من الزمن ، ضربا في تخوم التاريخ ، واقاصي الجغرافيا اليمنية ، كامتداد لميلاده من حركة التحرر والاصلاح اليمني ، التي واجهت جواذب التخلف وماضوية الانحطاط ، وكهنوت الزيف المقدس ، تعددت محن اليمنيين في مسار تاريخهم المعاصر ، فكان رجال الاصلاح والتغيير اكثر عمقا وتجذرا بقضايا الوطن والانسان ، معززين لثقافة وفكر الانسان اليمني وهويته وتلبية لتطعاته واشواقه واوجاعه ، 

فسلام لروح الاصلاح الممتدة في اعماق اصالة الفكر وسمو الفكرة الآتية من فكر الشوكاني والصنعاني والبيحاني وابن الديبع وابن الامير والنعمان والزبيري والموشكي والمخلافي ولبوزة وعشال ورجالات الاصلاح والتغيير والفكر والادب شموسا تعانق شموسا ولا تغييب ..

 سلام على اشراقة النضال في مشروعك الوطني ، لسفر عطائك وتضحيات ابنائك ورجالك . سلام على يوم ميلادك كمشروع تغيير وربيع سلام وتسامح ، وانداء حرية وكرامة ، وحقول تنمية وبناء .. 

سلام على ميلاد مشروعك الآتي من زخم التاريخ اقمارا تعانق اخرى ولا تموت 

سلام على مشروعك الوطني المنبثق من عمق الوجع اليمني ، ، ومن امشاج تاريخه الحضاري ، لتكون رؤاه وافكاره مشاتل اخضرار ومواجيد حياة ، باعثة على الحرية والحوار والتسامح والعدالة وقيم المواطنة التي ينشدها الاصلاح منهجا وممارسة وسلوكا وعبادة ..

سلام عليكم ايها الاصلاحيون قاطبة ، ايها الاتون بأهدافكم من ينابيع الفكر الوسطي ، ومشارب الوطنية والتراث والعلم ، من جديد المعرفة ازهرتم كل هذا التنوع والجمال والاخلاق .

من اشواق واوجاع شعب ، كان ميلاد اهدافكم الوطنية ، باعثين للحياة الراكدة ، وصناع ابتسامة ، بعد ان حاول عبثا مشروع التخلف والاستبداد ان يدفنها في ارجاء السعيدة ..

كنتم مشاريع ابتسامة وصناع فرحة على امتداد خارطة الوطن .. ما اقوله ليس تعابير نشوة ، ولا حماسة فجه ، او فائض مشاعر مديح وغرور .

اقول ذلك لمن لا يزال فارا من وجه الحقيقة ، او متعاميا عنها ، او فاقدا للانصاف والمهنية ، من لا يزال مواربا للحقيقة ، طاعنا في الخصومة حد الحمق ، متسولا بموقف خصومته ليقتات ، وبداخله اعتذار اسيف للاصلاح ، ولسان حاله احملوا مرورنا قليلا على كاهلكم وسامحونا هذه المرة ، نعرف انكم ستقابلوننا ببتسامة عفو وصفح كما عهدكم ، نعرف انكم لن ولم تفجروا بخصومتكم وستبذلون ما بوسعكم من الصبر ومداواة الجراح ورأب الصدع محتسبين ذلك في سبيل الله وفداء للوطن ، نحن نعرفكم تماما كحقيقة هذا الصباح ، تقفون حيث يكون الوطن ، ويكون التسامح والاخاء والمصالح العليا ، نعرف جيدا تجاربكم كساسة ، لن تنتقموا من احد ، وسنجد صفحات نقاء سريرتكم مفتوحة للجميع .

تاريخكم مشهود في الوعي بقضايا الوطن ، ونضالكم لاجل الانسان اليمني يمتد كضوء النهار ، يعرفه سكان ريف اليمن واوديته وجباله وسهوله ، كم مشروع تضامن وانقاذ وتعاون وتكافل ورحمة وبناء وتنمية كان الاصلاحيون يفتتحونه على امتداد خارطة الوطن ، كمشاتل حياة ومشاريع فرحة ، الالاف المؤلفة من الايتام والارامل والمعوزين والعاطلين ، رصيدكم في مشروع صناعة الابتسامة كان يصل دون من او ادى لكل الناس ، ستشهد لكم الاكباد الضامئة والقرى العاطشة كم مشروع مياه جرت مياهه العذبة في قراكم ، كان الاصلاحيون روادها ، يوم ان كان الفقر ونظام البؤوس يتسول باليمنيين كعاهة مشرعة للارهاب ، ان لم تباذر الدول الشقيقة والصديقة لانقاذ اليمنيين بالمساعدات ، والحقيقة حينها كان النظام البائس يلتهم كل المساعدات ليبقى الفقراء ورقة تهديد يطلقها حين يريد الحاكم ، ملأ ارصدته التي لا تشبع ، كان الاصلاحيون ، يتوجهون بمشاريع التكافل والتعاون والتنمية ، يطعمون البائس والمعتر الفقير ، ويغيثون الملهوف ، ليقضون على مسببات وبواعث الارهاب والجريمة والتطرف ، وحين انقلب الحاكم البائس متحالفا مع مشروع التخلف والهمجية والارهاب والعنصرية والسلالة الزائفة ، وصنع الانقلابيون كل هذا الوجع والنزيف الدامي في الجسد اليمني ، وهدد الانقلابيون الوطن بالموت ، حاولوا عبثا اغتيال ارادة الاصلاح ، واغلقوا ابواب الخير التي اطل الاصلاح من خلالها بمشاريع الحياة ، ونهبوا ماوفره رجال الاصلاح في مؤسساتهم من مرتبات لمئات الالاف من الايتام والارامل ومساعدات المرضى والفقراء ، سرق الانقلابيون كل المشاريع الخاصة التي بناها الاصلاحيون لاجل الوطن المواطن ، واغلقوا الحياة التي كانت تورق وتزهر تنمية ومشاريع حياة ، ولم يكتفوا بذلك ، بل اختطفوا واقتحموا منازل قادة تلكم المشاريع ، قتلوا وعذبوا وداهموا وروعوا الاطفال والنساء ، كل ذلك فعله الانقلابيون ، والاصلاحيون شامخون صامدون صابرون ، اختاروا الوطن دفعة واحدة من اول صوت رافض للظلم وحتى آ

خر شهقة شهيد ، وحين كانوا الى جوار اخوانهم في المحيط العربي ضد المشروع الايراني السلالي التدميري الفوضي المهدد لهوية اليمن واشقائه ، دفع الاصلاحيون ثمن موقفهم التاريخي ، استشهد العشرات من انصارهم تحت التعذيب ً سجن الالاف بتهمة الحرية والدفاع عن الهوية ، شرد عشرات الالاف منهم ، بسبب تحالف الاصلاح مع كل الاحرار في اليمن واشقائه في الخليج العربي ، دفع الاصلاحيون الثمن غاليا ازاء موقفهم الوطني والعربي .

 رفض الاصلاح المد الايراني وبادر رجاله وشبابه للدفاع عن الوطن ، ووضع دماء ابنائه مع دماء كل الاحرار في اليمن وامتزجت دماؤهم مع ابناء عروبتهم في دول التحالف العربي ، لم يوارب الاصلاح في مواقفه كان واضحا ناصعا كشمس اغسطس .

 لذا اختار اليمنيون الاصلاح ويعولون عليه كملاذ بديل عن مشاريع العنصرية والارهاب والتخلف والتمزق والغدر والخيانة ، ولا يزال موقفه معمدا بالدم مكدودا بأشواق الوطن واوجاعه .

قد يكون الامتحان الذي مر به الاصلاح بسبب مواقفه الثابته قاسية عليه ، لكن كفيلة بهذه المرحلة أن تزيده نضجا ورشدا يمنحه شرف البقاء صامدا على مبادئه العصية عن الانكسار .

شاهد أيضاً

ستشرق شمس صنعاء من أرض غزة

اقليم تهامة ـ ياسر ضبر تتحكم المخابرات الأمريكية والبريطانية بنظام الحكم الايراني، بل وتتربع عناصرها …