أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات /  آخرة المحنش للحنش

 آخرة المحنش للحنش

✍فؤاد العلوي
• يدرك الحوثيون أن علي عبدالله صالح (غير صالح) لأن يكون حليفاً، فتاريخ تحالفاته المثخن بالخيانات كافٍ لأن يجعلهم يفكرون ألف مرة في كيفية التخلص منه ومن تحالفه.
• في 1990 تحالف صالح مع الحزب الاشتراكي اليمني وكان شعاره الظاهر (الوحدة اليمنية)، وعندما وجد أن الفرصة حانت لإنهاء هذا التحالف، شن حرب صيف 94 التي قضى فيها على حليفه الأقوى حينها، وأقصى كوادر الحزب الاشتراكي من كل مؤسسات الدولة، وأحال الآلاف منهم إلى مقعدين وملاحقين.
• تحالف صالح مع التجمع اليمني للإصلاح في 94، متسترا بثوب الدفاع عن الوحدة والثوابت الوطنية، وعندما وجد أن الإصلاح بات عقبةً كأداء أمام مشروع التفرد بالسلطة وتوريثها، قام بإقصاء الحزب عبر انتخابات استخدم فيها كل الأساليب لتزويرها، ليصبح الإصلاح بعد ذلك خارج السلطة.
• لم يكتف صالح بذلك بل قام بإلغاء المعاهد العلمية، وأقصى كوادر الإصلاح من كل مؤسسات الدولة، حتى وصل الأمر إلى إقصاء أعضاء الحزب من مجرد التعيين في منصب مدير مدرسة.
• في العام 2012 دخل صالح في ائتلاف حكومي استأثر فيها بالأغلبية في الحكومة وفي الوظيفة، ولأنه وجد نفسه ليس رئيساً لها، وأن مشروعه التوريثي أصبح في مهب الريح، مارس كل أساليب التحريض على هذه الحكومة التي حققت ما لم يحققه صالح، وتمكنت من تحقيق استقرار إقتصادي لم تشهده البلاد طيلة أكثر من 30 عاماً.
• صالح وإضافة إلى ممارسته كل أساليب التحريض والتشنيع بحكومة الوفاق، لم يتوقف عند ذلك، بل استدعى الحوثيين ومهد الطريق أمامهم، وسلم لهم اليمن على طبق من ذهب، على أمل أنه سيمارس لعبته القديمة الجديدة في الانقلاب على الحلفاء.
• لكن أنى له ذلك، فحلفائه الحوثيين ليسوا كسابقيهم من (حلفاء الورق والتوقيعات) .. صالح أمام جماعة دموية بدأت مسيرتها بالقتل ووصلت إلى صنعاء تحت ركام الأشلاء ولها ملف سيء من الخيانات والنكث بالعهود، لذا فهي تدرك مؤامرات صالح عليها، وعندما قامت بكشف تلك المؤامرات مطلع هذا الأسبوع عبر خطاب متلفز لزعيم الجماعة، وجد صالح نفسه مضطراً للانحناء أمام التصعيد الحوثي القوي، فأظهر حرصه على التهدئة وتمسكه بحلفائه، لأنه يدرك فعلاً أن واقعه لم يعد يمكنه من مواجهة ومصادمة هذا الحليف المسلح الذي بات يتحكم في مؤسسات الجيش والأمن.
• صالح بات أسيراً، وليس لديه من القوة ما تجعله يصمد أمام الممارسات الاقصائية التي تمارسها جماعة الحوثي ضده في كل المؤسسات، لكنه مايزال يلعب في المتاح أمامه (ورقة الجماهير) بهدف لفت انتباه المجتمع الإقليمي والدولي بأنه موجود، وأنه لايجب أن يصبح بلا دور في المستقبل، لكن ووفق المثل اليمني الحكيم (آخرة المحنش للحنش).
 

شاهد أيضاً

ستشرق شمس صنعاء من أرض غزة

اقليم تهامة ـ ياسر ضبر تتحكم المخابرات الأمريكية والبريطانية بنظام الحكم الايراني، بل وتتربع عناصرها …