أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / زعيم النزول

زعيم النزول

علي العمراني

انزل يا علي عبدالله صالح ، واحشد الجماهير ، واملأ ميدان السبعين ، ووزع الأعلام والصور ، ولكنك في نفسك تعرف أن الأمور انتهت ، ولم يعد هناك مجالا للزعامة ، ولا لغيرها ،
وأنا متأكد بانك كلما دخلت ميدان السبعين ، تتذكر حشودك عندما كنت رئيسا ، وسلطته تخضع لها كل اليمن.

كتبت عنك مقالا من قبل ، وقلت بأنك استطعت أن تمتص العاصفة ، واستمريت في المواجهة لعامين ونصف ، وقام كثيرون من أصحابك يثنون عليّ باعتباره مدحاً لك ، ولكنني لم أكذب أنك امتصيت حرب 12 دولة ، واستطعت أن تستمر في التقفز من مكان إلى مكان ، ومن بدروم إلى آخر ، ولكن اليوم أنت لست علي صالح ما قبل 2011 ولم تعد تمتلك حتى مطارا واحد !! ولا تستطيع أن تخرج لتلقي خطابا مدته تتجاوز فترة إقلاع الطيران الحربي ، ووصوله إلى أجواء صنعاء .

يقول البعض :
دعونا نؤيد المؤتمر ، بدلاً من أن نسلمه للحوثي لقمة سائغة !

فعن أي مؤتمر يتحدث هؤلاء الحمقى ؟!
هل يقصدون المؤتمر بزعامة صالح ، وهو من سلم نفسه ، وسلم اليمن والجمهورية للحوثي لينتقم من خصوم أعطوه حصانة ونصف الدولة !
هل يتحدثون عن قادة مؤتمريين خونة
سلموا الجيش
سلموا مؤسسات الدولة
سلموا السلاح
سلموا أموال البنك
أعطوهم مفاتيح البلد كلها
وهاهم اليوم يحتشدون بذكرى تأسيس المؤتمر ؟!

نعم المؤتمر هو حزب له حضور وجماهير ، ولكن مشكلة المؤتمر هي أنه تحول إلى حزب يراعي مصلحة شخص ، أكثر من مصلحة الوطن ، وتحول الحزب بكله إلى أدوات لتحقيق غريزة صالح الانتقامية ، وهاهم اليوم يبحثون عن متعاطف لينقذهم من الحوثي !!

يا له من خيار كارثي ، ونهاية سوداء ، كنتم نصف الدولة ، والوزراء نصفهم لكم ، وكانت البلد تسير للأفضل ، أما اليوم ها أنتم تبحثون عن متعاطف معكم ، لينقذكم من معدة الحوثي ، التي لا تتوقف شهيتها أمام شيء !!

الواقع اختلف ، والموازين انقلبت ، ومن لا يدرك هذا فهو شخص واهم ، يتوهم أن وقفة مدفوعة الأجر ستنقذه ، أو ستبيّض تاريخه الأسود ، والملطخ بالدم ، ولكن هيهات ، ولا مجال لللمتوهمين .

صدام حسين خرجوا معه ، وحشدوا له في عدة عواصم عربية ، وليس في بغداد فقط ، ولكن عندما سقطت بغداد أين ذهب صدام ؟؟ !

وهنا اللغز الأخير الذي لا يستطيع صالح حله ، وكل يوم يسأل نفسه :
ماذا لو سقطت صنعاء ؟؟
أين سيكون مصير صالح ؟!

طبعاً لا نستطيع أن نتحدث عن دخول صنعاء ، ولا يزال الميناء الذي يدخل منه السلاح والإمداد بيد الانقلابيين ، ميناء الحديدة يمول الانقلاب ب 30 مليون دولار شهرياً ، وبالتالي هناك معركة حقيقية ، بخطوات مدروسة ، للسيطرة على ميدي أولاً ، والتي يبعد عنها الجيش الوطني 5 كيلو ، وبدخول ميدي يعني أن الأمر انتهى وحُسم.

دخول صنعاء من نهم لا يدرك المراقبون خطورته ، فلو تم اقتحامها قبل تحرير الحديدة وقطع كل خطوط الإمداد ، فمعنى هذا بأنها ستتحول إلى حرب شوارع ، تدمر صنعاء عن بكرة أبيها !

اليوم صالح يحتفل وهو شبه محاصر ومقيد ، بلا شك بأنه يدرك كل هذه الأمور ، ويحاول أن يغطي هذا الأمر بتلك الحشود التي يستغل جوعها ، وفقرها ، لتخرج وهي تربط على بطونها ، لتأييد من تسبب في كل هذه الكارثة.

سيقولون يتوقف العدوان !! وهم يعلمون أن صالح هو من جلبه لهم.

سيقولون “مؤتمر حزب جمهوري” ولا للامامة !! وهم يدركون أن حزبهم هذا هو من سلم اليمن للإمامة.

متى سيدرك هؤلاء أن صالح لم يعد صالحا ، فهو شخص منتهي سياسياً وعسكرياً ، ويمتلك فقط بعض الأموال التي يصرفها لهدم وتمزيق ما تبقى ، ولو كانت هذه الحشود من أجل حزب المؤتمر كنا سنقول لا بأس ، ولكن الجميع يعرف بأنها حشود لصالح ، الذي يحاول أن يظهر في صنعاء كزعيم ، قبل أن يودعها قريباً ، وإلى الأبد .

فيا أيها النازلون دوما .. انزلوا إلى السبعين ، بعد أن أنزلكم صالح إلى تحت خط الفقر ، والأمراض والحروب ، وأشعل البلد شمالاً وجنوباً ، وكل كارثة حلت بكم هو سببها الأول والرئيسي .

انتم ستنزلون للتصفيق لرجل فترة صلاحتيه منتهية ، ولا يمتلك أي أوراق في جعبته غير التخفي من قصف الطيران ، وإرسال من تبقى من رجاله الأغبياء للموت في الجبهات ، حتى يستنفذ كل ما لديه .

احتفلوا بالحزب الذي حول الحرس الوطني اليمني إلى مليشيات مسلحة ، تقتل اليمنيين ، وأصبح يتلقى أوامره من بقايا مخلفات الإمامة.

احتفلوا بمن في رقبته دماء ، وحقوق الشعب اليمني ، وصفقوا لمن جعلكم تتمنون استلام راتب شهر واحد ، ولمن جعلكم تستجدون رضى واحد تافه كـ/الصماد ، أو مقوتي جاهل كـ/محمد علي الحوثي ، أو حسين العزي ، وغيرهم من مخلفات الكهنوت والرجعية البائدة الفاسدة .

وتذكروا أن هناك جيشا يفصل بينكم وبينه مسافة 40 كيلو متر .

وتأكدوا أنكم سترون مدرعات ودبابات الجيش الوطني قريباً ، وهي تطوف في شوارع صنعاء ، ونقاطهم تملأ السبعين ، الذي تحتفلون فيه اليوم ، وأعلام الجمهورية سترفرف هناك ، دون الخوف من بقايا الإمامة ، الذين أعطوكم الإذن اليوم ، لتخرجوا للاحتشاد من أجل زعيمكم .

– وبمناسبة عيد النزول عن العرش .. أقول لصالح :
توارى يا صالح ، فلم يعد هناك أي شيء يستحق الظهور .

شاهد أيضاً

الشرعية ، المظلة التي نذود عنها لا التي نجلدها..!

اقليم تهامة ـ المحرر السياسي حين نتحدث عن الشرعية، فنحن لا نتحدث عن كيانٍ عابر، …