أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير وتحقيقات / بأيِّة حالٍ عدتَ يا عيد..عندما صارت فرحة العيد بالمحويت مُجرّد ذكرى في عهد المليشيا*  

بأيِّة حالٍ عدتَ يا عيد..عندما صارت فرحة العيد بالمحويت مُجرّد ذكرى في عهد المليشيا*  


إقليم تهامة ــ متابعات 
 المحويت .. تلك المحافظة الساحرة ابنة الجبال والغيوم 
مَن زار المحويت ولم يقع أسيرًا للدهشة ولم يحتفظ بحنينٍ للعودة اليها ؟!

كان الناس في المحويت أمّة واحدة، تُفرِّقهم القناعات والرؤى، ويجمعهم حبّ الوطن، بسطاء ودودون اما الفاسدون فاستثناء أو كالشامة في الجسم   

كان الناس يعيشون بسلام ويحلمون بمستقبل أجمل، ورغم مآسي الأعوام الأخيرة كان الأهالي يحتفظون بأملٍ لا يخبو بمستقبل مشرق، وكانوا يتسامون على الجراح عندما يحلّ العيد 

بيْد أن 2015 كان حدثًا فارقا، لم تعُد المحافظة بعد هذا التاريخ  كما كانت قبله .. مطلع ذلك العام حلّ الحوثيون كلعنة

قذفت المليشيات بمئات من أبناء المحافظة الى المحارق ليعودوا أشلاء يتم ايداعها في المقابر التي تتمدد كل يوم كشاهد على قبح المليشيا التي أحالت حياة الناس جحيما لا يطاق، استدرجت الصغار واجبرتهم على القتال، اثقلت كاهل الكبار بالأعباء والاتاوات، وقطعت معايش الناس وأرزاقهم .. صادرت احلام الصغار والكبار، واختطفت الفرحة تماما كما حاولت اختطاف المواطن والوطن.

يئنّ أبناء المحافظة منذ عامين من ظلم وقبح المليشيا، حال أبناء المحافظة اليوم بين مشرَّد أو مختطف أو مُتعب يرزح تحت وطأة الجبايات التي لا تنتهي، والمحافظة عموماً بين وباءين الحوثي والكوليرا
*جبايات لا تنتهي* 

 

منذ الاحتلال الحوثي للمحافظة لم يعش المواطن يومًا بلا منغِّصات، تتعامل المليشيا كعصابة لا ترى في المواطن سوى حصالة نقود .. صار المواطن عرضة لدفع الاتاوات التي تجبى كمجهود الحربي باسم الامام علي والحسين وزيد والغدير والبنك المركزي والقدس والشهيد والمولد والخُمُس وما شئت من شيءٍ بعد

بعد أن قطعت المليشيا مرتبات الناس تمضي قدمًا في تنظيف جيوبهم، تأخذ منهم المال والبضاعة والحبوب والقات والأثوار والكباش والدجاج والبيض. ليس هذا فصل من رواية فنتازية؛ وسَل أبناء المحويت وتجَّارها وزُرَّاعها 

غير أن الحوثيين ديمقراطيون؛ إذ يتركون لك الخيار بين أن تدفع هذه الاتاوات وبين أن تعش بقية عمرك في أحد السجون كداعشي خطِر جدًا
*بأيِّة حال عدت يا عيد* 

ُ

جاء العيد هذا العام وغالبية ابناء المحافظة يكتوون بالوضع المعيشي المزري، صارت كسوة العيد حلمًا والجعالة أمنية عزيزة المنال.  يُربِّت الآباء على أكتاف ابنائهم بأنّ الوضع مأساوي وأنه لم يعُد بمقدورهم شراء بدلة العيد كما في السابق وأن العيد العافية، ويجهد الجميع انفسهم للتكيُّف مع هذا الوضع. وفي الضفة الأخرى يشيِّد مشرفو الحوثي أحلامهم الخاصة بناطحات السحاب8 ويقتنون احدث السيارات ويودعون في أرصدتهم الخاصة ملايين الريالات التي جمعوها من التجار والمواطنين المسحوقين أو نهبوها من ايرادات وضرائب الدولة.

وإياك أن تتذمر من سوء الأوضاع؛ فإنك إنْ تمُت بصمت خير من أن تتعفّن في السجن بتهمة الطابور الخامس وتأييد العدوان البربري !
*قطع الرأس والمعاش* 
يعيش المواطنون منذ ثمانية أشهر بلا مرتبات ، أي أن عشرات الآلاف من الجنود والمعلمين والموظفين، ومِن ورائهم عشرات الآلاف من الأسَر يعيشون اليوم حياة الكفاف.  وبدلاً من أن يجد المدرس نفسه يُنقِّب في بطون الكتب أو يبحث عن حلول لانتشال التعليم من وضعه البائس؛ وجد نفسه مضطرًا للبحث عن عملٍ شاق يجني منه بعض المال ليقيم أوَد أسرته؛ وهذا ليس ضربًا من الخيال بل حقيقة واقعة، وهناك مئات الأمثلة لمعلمين وموظفين من ابناء المحافظة ذهبوا الى صنعاء لممارسة أعمال شاقة بعد أن قطعت المليشيا مرتباتهم منذ أشهر .

مآسٍ بعضها فوق بعض

وكأن كل هذه المصائب لا تكفي؛ حتى وجد المواطن أنّ اسعار البضائع والسلع ومصاريف وملابس العيد قد ازدادت اشتعالا .

يقول أحد  تجار الملابس إنه في الأعوام السابقة لم يكن يستطيع الوقوف على قدميه لثوانٍ نظرًا لإقبال الزبائن بأعداد كبيرة لشراء ملابس ومستلزمات العيد؛ مضيفًا أنه هذا العام ظلّ ينتظر الدقائق والساعات ليقبل عليه الزبون الواحد رغم تواجد محلّه على الشارع .

ويقول صاحب محلّ حلويات وجعالة إن الاقبال ضعيف للغاية وأنّ المحلات تكاد تكون خالية من المتسوِّقين خلافًا للأعوام الماضية، لدرجة تشعرك أن المواطنين قد نسوا أن هناك شيئ اسمه حلاوى وجعالة العيد. فمثل هذه الأمور تُشكِّل عبئًا لم يعد بمقدور غالبية الأسَر تحمُّله.
*وجعٌ آخر* 
ثمَّة وجعٌ آخر إلى جانب الوضع الاقتصادي المُزري وتدهور حياة المواطنين المعيشية ؛ يتمثل في إجرام المليشيا باختطاف المئات من ابناء المحافظة واخفاءهم قسريًا في سجونها الظاهرة والسريّة؛ ليترك هذا الأمر جراحات لا تندمل بسهولة ومئات القصص الحزينة التي تعيشها الأُسرَ في ظل غياب أبنائها ومعاناتهم في السجون والزنازين.

ومنذ أحكمت المليشيا قبضتها على المحافظة؛ صارت الكثير من الأسَر الفقيرة واليتامى والمحتاجين في وضعٍ صعب للغاية، ولم تعد تستطيع كثيرٌ من الأسَر توفير احتياجات وأساسيات الحياة في ظلّ تضييق المليشيا على العمل الخيري وغياب نشاط الجمعيات الخيرية والمنظمات التطوعية بعد استيلاء المليشيا على مباني ومكاتب هذه المؤسسات التي كانت تعمل على زرع الابتسامة في شفاه البسطاء والمحتاجين والمعوزين خلال هذه المناسبات.

كما أن العمل الخيري أصبح جُرمًا في عهد المليشيا؛ ففي أحد ايام رمضان اقدمت المليشيا بملحان على اختطاف أفراد بعد قيامهم بتوزيع معونات غذائية لبعض الأسر الفقيرة بتهمة أن هذه المعونات جاءت عن طريق الإصلاح. وتشترط المليشيا في بعض الأحيان على فاعلي الخير والوسطاء بأنْ يتم اعطاءهم كمية من هذه المعونات مقابل السماح بتوزيعها على المحتاجين.
 مركز_المحويت_الإعلامي 

 

شاهد أيضاً

في عام واحد.. رصد قرابة 50 ألف انتهاك حوثي في “حجة”

اقليم تهامة ـ حجة رصد تقرير حقوقي أخير قرابة خمسين ألف حالة انتهاك مختلفة، ارتكبتها …