موقع إقليم تهامة الحدث والحقيقة
اقليم تهامة – خاص
…
انتهت العشر الأخيرة من رمضان وهي التي سن فيها النبي عليه الصلاة والسلام الاعتكاف وشد المأزر وتحري ليلة القدر في الليالي الوترية منها.
في #الحديدة تقام سنويا عشرات الاعتكافات في مديرياتها المختلفة، غير انها ومنذ اجتياح مليشيا الحوثي للمحافظة توقفت المعتكفات بصورة كاملة نظرا لتدخلات سلطة المليشيات في المحافظة ومحاصرتها للمساجد، ومضايقتها للأئمة والخطباء، والقائمين على المعتكفات.
ريف #الحديدة الزاخر بالعلم والعلماء والروحانية المعتقة بأنين الخاشعين وجهش البكائيين، زبيد ، بيت الفقيه ، المراوعة، باجل ، الزيدية وبقية مديرياتها، حيثما كنت، تجد روحانية تملئ مساجدها ومعتكفات تحيي ليلها بالقرآن والذكر والتراويح والتهجد.
جوامع مدينة #الحديدة أصبحت تحن إلى معتكفيها، القدس، الرحمن، الرحبي، الكويت، الأسودي،الحمادي، الفاروق، وحيث يممت وجهك تجد معتكفا صغيرا أو كبيرا وتجد جموع المعتكفين بين راكع وساجد، ومساجد ملئى بالمصلين الذين تكتظ بهم الشوارع القريبة للجوامع.
يتذكر سكان الحديدة باشتياق ممزوج بحزن، الروحانية التي غابت منذ عامين والتي كانت تعم مساجدها في العشر الأواخر من رمضان. فقدت #الحديدة أصواتا ندية لمقرئين غيبتهم سجون المليشيات، ودروس مشائخها الجهابذ الذين غيبتهم مليشيا البغي خلف القضبان أو شردتهم خارج منازلهم ومدينتهم التي عرفتهم مساجدها بالدعوة والنصح والإرشاد .
لا يمكن أن تعود الحياة في #الحديدة إلى طبيعتها البسيطة والروحانية الجمة التي تحيط بها ومازالت تتحكم في مفاصلها أرواح شريرة لا تعي معنا للروح ولا تبالي.
