أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / مصلح الأحمدي : معركة ما بعد النصر

مصلح الأحمدي : معركة ما بعد النصر

مصلح الأحمدي :

من الأهمية الحديث عن دور الشرعية ومهامها بعد تحقيق النصر وتحرير كامل الأراضي اليمنية من سيطرة التحالف الانقلابي، فعندما تضع الحرب أوزارها يصبح لزاماً على الحكومة الشرعية إعداد البرامج والخطط التنفيذية في عدد من المجالات والصعد، من أبرز تلك المهام هي إعادة تأهيل تلك المجاميع المليشاوية الانقلابية ودمجها في المجتمع والتي تلقت خلال عدة شهور ـ إن لم تكن سنوات ـ العديد من الدورات والأنشطة لأدلجتها بالأفكار الضالة والمفهومات المنحرفة والقيم غير السوية أحالت هذه المليشيات إلى ما يشبه الوحوش المفترسة تمتهن قتل الأبرياء وتنتهك أعراض الآمنين وتسرق الأموال العامة والممتلكات الخاصة جهاراً نهاراً ولسان حالها يقول:

معاذ الله أن أسرق بليل      ولكني أجاهر بالنهارِ

إن غرس ثقافة القتل والعنف وترسيخ معاني النهب واللصوصية في وجدان تلك المجاميع الاستثنائية من قبل الفريق المختص في هذه الجماعة ضد من يخالفهم أو يعارضهم ـ ذلك يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار والعمل على ازالته يجب أن يكون في صدارة أولويات مرحلة ما بعد الحرب، لإعادة هذه العصابات إلى جادة الصواب.

غير خفي على أحد تلك الممارسات اليومية لهذه الكائنات الغريبة بحق الشعب وممتلكاته والوطن ومكتسباته، بصورة غير مألوفة ولا مسبوقة.. يفجرون المساجد ويكبَرون ويهدمون دور القرآن ويطلقون على أعمالهم بالمسيرة القرآنية وينهبون المؤسسات والجمعيات والمنازل ويؤكدون أنهم من آل بيت الرسول! ينفَذون أوامر سيد الكهف حتى وإن لم تستقم مع العقل والمنطق، فترى أحدهم يرقص فرحاً و(يزومل) أمام جثة ولده الذي قضى للتو في معركة الدفاع عن (الحق الإلهي)كما يزعمون وينوح بأعلى صوته ويجلد نفسه بالأسلاك الشائكة حزناً على مقتل الحسين منذ مئات السنين من غير مراعاة لبعدي القرابة والفترة الزمنية!

من الصعب أن تعيش تلك العناصر المؤدلجة بالعنف والكراهية للآخر بعد تلك الجهود التي بُذلت ﻹعدادها على العدوان والتوحش – بصورة سهلة واعتيادية، لابد من بذل جهود مماثلة في الاتجاه المعاكس لتعود هذه المليشيا من حالتها الاستثنائية إلى حالتها الطبيعية لتحقيق تجانس المجتمع!

عبدالملك الحوثي لم يبنِ شيئاً في اليمن، بل أعد منظومة هدم وتدمير أتت على ما تم بناؤه فلم تبقِ ولم تذر.

لابد من إعداد البرامج المركزة والنوعية لغرس وتجذير مفاهيم الحرية والمساواة واحترام الرأي الآخر والقبول بالمخالف، وأن السلطة ملك الشعب يمنحها لمن يريد عبر انتخابات حرة ونزيهة بحيث تبذل النخب السياسية والأحزاب والتنظيمات كل جهدها لخدمة الشعب وخطب وده بغية منحها ثقته، ومن نال هذه الثقة لزم عليه احترام الثوابت المقدسة والمبادئ والقيم الأصيلة لهذا الشعب، لابد أن تصبح الإرادة الشعبية هي القول الفصل في كل النزاعات بين القادة والأحزاب والتنظيمات، يجب أن يكون المسؤول ـ اي مسؤول ـ خادماً للشعب لا سيداً عليه، ومعيار التفاضل بين النخب والمكونات السياسية قائم على أساس الولاء الوطني والتفاني في خدمة الشعب وبذل ما في الوسع لتنميته وتطويره.. حينها ستعود الكرامة للمواطن والسيادة للشعب.
وما لم يتم ذلك فإن المعركة ستظل قائمة حتى وإن خفت صوت الآلة العسكرية واختفى أوار المعركة وانتقل من في الخنادق إلى الفنادق والتقى الجميع على طاولة واحدة فإن كائنات الموت وعناصر الدمار الشامل ستسري ليلاً وتنتشر نهاراً فرادى وجماعات تثخن في القتل والنهب والدمار الذي كانت تمارسه بالأمس ضد من تسميهم بالدواعش والقاعدة ستنسبه مستقبلاً اليهم بكل بساطة.. فهم (يكذبون كما يتنفسون)!

شاهد أيضاً

تهامة والإمامة.. قصة نضال

اقليم تهامة ـ د. ثابت الأحمدي قصة النضال في اليمن تجاه أسوأ جماعة عنصرية سلالية …