أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار الإقليم / المقاتل البطل الذي اوقف الحوثيين من السيطرة على جبل الشبكة

المقاتل البطل الذي اوقف الحوثيين من السيطرة على جبل الشبكة


اقليم تهامة – خاص

*العاتي (حميد)*صادر عن الاعلام الحربي للواء81

…………….بقلم/ عبدالله العمري..
أن تلهج ألسنة الاحرار حميدا للحظة التاريخية الثانية فليس بمحظ الافتراء او من قبيل المصادفة، ذهب حميد القشيبي حينها اعترانا الحزن وقلنا لاحميد بعد اليوم وحان وقت بيت آل حميد الدين بعد أن فقدنا القشيبي حميد (الوطن ) وعتبة الجمهورية ، في هذا الجيل لامجال لليأس ففقدان الأمل غير موجود ولاتقبل به تضاريس البلاد وتقاسيمها ، فبعد عامين ونيف من رحيل (القشيبي) حميد الوطن رحل العاتي (حميدا) كما القشيبي حميد، ثمة مفارقة هنا مقتضاها أن العاتي (حميد) أصغر منتسبي الجيش الوطني سنا وأكثرهم ملاحم وبطولات وتضحيات ، بينما كان حميد القشيبي من كبار منتسبي الجيش اليمني المخلص بطولات وسنا وثباتا.
– الشهيد حميد العاتي في سطور.
الاسم / حميد محمد يوسف ناجي العاتي من ابناء محافظة ريمة مديرية / كسمه عزلة بني الطليلي ، احد ابناء المحافظة الأكثر تضحيات في تاريخ المراحل الحرجة التي مرت بها اليمن قديما وحديثا، وبالاخص مرحلة حروب صعدة الست ومابعدها ، حيث يمكنني القول أنه ومع كل ساعة منذو ان اعلن احرار اليمن المقاومة الشعبية، ومن ثم تأسيس الجيش الوطني ، الا وقدمت محافظة ريمة شهيدا ضمن سلسلة قوافل شهدائها المتواصله أن لم أكن مبالغ في ذلك ، فعند ذكر محافظة ريمة يتبادر الى ذهنك قاعدة وقانون ابناء المحافظة والذي يعتبر بمثابة قسم وطني ينشده ابناء المحافظة تحت شعار( ريمة تواصل تقديم التضحيات وقوافل شهدائها تتواصل :-

1- من اجل استعادة الوطن المخطوف والعاصمة المحتلة والسلطة المغتصبة.

2- من اجل انهاء الانقلاب على شرعية الوطن واستعادة الدولة .

3- من أجل المواطنة المتساوية وبناء الدولة الاتحادية واستعادة امجاد ثورات سبتمبر، واكتوبر، ونوفمبر.

  يبلغ الشهيد حميد العاتي من العمر 17عاما، فتى في مقتبل العمر وريعان الشباب ، فحين سقطت صنعاء بيد الانقلابيون كان حينذاك حميد العاتي كغيره من ابناء محافظة ريمة يكافح من اجل شرف العيش بائع متجول في شوارع العاصمة لكسب الرزق الحلال والعيش بكرامة كما تعهده ريمة في مسيرة ابنائها واجيالها ، بالظرب في المعمورة والسعي وراء الرزق والكسب المشروع من عرق الروح أن لم يكن من دم الجسد، فكعادته وفي احد ايام العام 2014م ( عام الحزن) والذي رضخت فيه صنعاء حينها تحت قوة الانقلابيون بشقيهم، دب حميد في شوارع صنعاء بائع متجول يشق الاسفلت بأقدامه الحالمة بطريق مختصر يقودها للمستقبل المنشود، لتقوم على أثر ذلك جماعة الانقلاب بالقاء القبض عليه وايداعه في احد سجونها ولم تفرج عنه الا بمبلغ مالي(فدية) قوامها 500،000ريال يمني وبلا مبرر الا انه حر مكافح لم ينخرط في صفوف الجماعة كبقية الاطفال الذين وقعوا في قبضة المليشيا، لم تكن تدرك الجماعة الانقلابية انها تيقض حينذاك بتصرفها العدواني والغير انساني العابث روح الشهيد الراحل حميد القشيبي في جسد الشبل حميد العاتي، على أثر ذلك أظمر حميد الخلق والاخلاق والعيش والمسمى في نفسه وعقله وقلبه الكبير برد الصاع صاعين بل بألف صاع، وكشر انيابه الطرية اليافعه كما هو جسده يافعا مخضر في وجه قوى الانقلاب والتمرد، وقرر عدم الانصياع والانبطاح للأمر الواقع ، مكث حميد في منزله الكائن في صنعاء بين اهله بعد ان اخلت الجماعة سبيله بفديه، غاضب يترقب الفرصة القادمة والتي يحلم بها كشاب حر لايقبل بالظلم وعيش العبودية، فحين سمع بنباء من سباء مامقتضاه بتأسيس مقاومة شعبية لمجابهة المشروع الحوثي عفاشي الامامي كان ذلك النباء قطرات غيث على قلب العاتي (حميد) لتثلج قلبه المتوقد والتواق للنضال ، فسرعان ماقرر الالتحاق بركب المقاومة الشعبية في مملكة سباء(مأرب) في قرار شجاع وحاسم لايقرره في تلك اللحظة سوى عظماء وعمالقة التاريخ (فتى يافع في سن الخامسة عشر يقرر الصدام المسلح ومجابهة جيش خان البلاد وعصابة تمردت في وجه الوطن) ، فبين الأخذ والعطاء رفض والدي الشهيد حميد العاتي ذلك القرار وحاولا جاهدين على منع الحميد العاتي من شق طريقه الصعب المنال والحيلولة بينه وبين خياره المجنون، فشلت اسرة العاتي في اجباره على البقاء حبيس الجدران الاربعة بالمنزل فلاذ بالفرار الى مأرب ووصل حيث مبلغه رغم السيطرة المحكمة من قبل فلول الانقلابيين على مداخل ومخارج المحافظة بل ورغم السيطرة على الجزء الاكبر من جغرافيا محافظة مأرب، ليصل اليافع الشجاع كالاسد منتشي الى صفوف المقاومة والتي تقول الروايات بأنه قوبل بالرفض في بداية الأمر من قبول انظمامه لصفوف المقاومة لكونه صغير السن ، فكان رده المزلزل انا لست بالصغير انا جئت لأقاتل جئت لأستشهد، ومع رفض المقاومه طلبه انخرط البطل في صفوف المقاومة بالقوة كحالة شاذة لم تحظى باعتراف المقاومة ، فشارك مع مقاومة مأرب في اكثر من واقعة ومعركة ونازل نزال الجباربن الابطال المتمرسين في الحرب منذ الوهلة الأولى في مسيرة المقاومة حتى نال اعجاب احرار المقاومة وثقتهم ليصبح احد افراد المقاومة الشعبية وحظى بااعترافها، واصل الشهيد ملازم/ثاني حميد العاتي نضاله في صفوف المقاومة فابلاء بلاء حسنا بينما كان الجيش الوطني لم يظهر لحيز الوجود وجرح عدة مرات احداها في الاشهر الاولى من العام 2015م والمقاومة في مهدها آنذاك ، وفي ظل مشاركته مع المقاومة اسر الكثير من المتمردين رغم قدادة جسمه وصغر سنه وغنم الكثير من الأسلحة والذي بلغت باعترافه 11سلاح متنوع منذالتحاقه بالمقاومة ومن ثم بالجيش فيما بعد واستشهد اثناء محاولة انتشاله للسلاح الثاني عشر والذي كانت الجماعة قد زرعت عبوة ناسفة تحت تلك الغنيمة.

    متابعة للحديث ما ان سمع الشهيد/ العاتي بتأسيس النواة الأولى للجيش الوطني الا واسره ذلك الخبر لأنه طالما حلم بالانخراط في جيش وطني قانوني وقوي يعيد للوطن والشعب الكرامة والحريه، الا انه آثر المكوث في صفوف المقاومة وفضل البقاء في مركز متقدم من الحرب والوثوب في الصفوف الاولى ولأن الجيش الوطني كان لايزال حديث المشروع وخاضع للتجهيز والاعداد ، وما ان دخل الجيش الوطني في خط المواجه واستمر في تقدمه حتى وصل مأرب مع خطوط تماس المقاومة مع العدو واصبح هو والمقاومة جنبا الى حنب أنظم أسد ريمة الى صفوف منتسبي الجيش الوطني اللواء 314مشاة تحديدا بعد جهد جهيد ومحاولة رفض قبوله كونه صغير سن، الا انه حظي بالقبول وظل يردد كلامه المشهود لقد اتيت لأقاتل لا لاامكث كالنسوان كلما حاول قادة الجيش ابقاؤه في مركز متأخر، واثناء تواجده في اللواء314سطر اروع الملاحم ودون اروع الاساطير التي سيخلدها التاريخ فكان من ظمن اوائل افراد الجيش الوطني الذين حرروا معسكر ماس ثم مفرق الجوف وفرظة نهم.
اصيب 5 مرات وبعد كل إصابة يعود للقتال ببسالة وشجاعة منقطعة النضير .
كرم من قيادة الجيش الوطني برتبة ملازم أول لصموده بمفرده ليلة كاملة في جبل الشبكة المطل على فرضة_نهم 

والذي قاتل الحوثيين بكل أنواع الأسلحة التي كانت في الموقع واوهمهم ان هناك مجاميع كبيرة في الجبل حتى الفجر،ومنع سقوطه الذي لو سقط لسقطة فرضة نهم الا ان تلك الرتبة لم ترى وجه النور في ظل حياة العاتي والى الان.
   ومن ظمن ملاحم المذكور اقتياده لمجموعة من الميلشيات حتى اوصلها الى افراد الجيش الوطني بعد ان كان قد وقع في فخهم فاوهمهم انه تابع لهم وتم اسر كامل المجموعه، وقال لي الشهيد وشهد الكثير على ذالك انه ابداء شجاعة منقطعة النظير ابان استشهاد العقيد زيد الحوري وثبت في الموقع بعد ان فر جميع زملاؤه وانه حاول انقاذ الشهيد/ زيد الحوري وتابع حديثه بحزن قائلا انه لم يتمكن من الوصول اليه الا بعد اصابته اصابة بالغه استشهد على اثره بعد احتضاره لساعتين في حظن الصغير كبير الواجب الشهيد/ حميد العاتي.
  والجدير بالذكر ان الشهيد أسر من قبل المتمردين وبقى تحت قبضتهم يومين متتالين قبل ان يتمكن من نحر احدهم والاستيلاء على بندقه ومن ثم قتل بقية الفلول ولاذ بالفرار ليعود الى مواقع الجيش الوطني سالما غانما.

    انظم الشهيد / حميد العاتي الى اللواء81مشاة سابقا(احتياط حاليا) بطلب من قائد اللواء الذي عزم على اكرام البطل وانزاله منزله الذي يستحقه ، وقام العميد / محمد الجرادي بتقديم الشهيد في عدة مناسبات وفرص لرئيس هيئة الاركان العامة وكبار قادة الشرعية مصرا على اعطاء المناضل الجسور مايستحقه من رتبه ومن استحقاق وبما يتناسب مع تضحياته ونضاله، قوبل العميد الجرادي مرار بالوعود بانصاف المذكور وتكريمه كاضافة الى جعبة الوعود التي كان يحتفظ بها المناضل الشهيد “حميد العاتي” ، والذي لم يبدي استياؤه من حيال تلك المماطلة كما ابداء استيائه من تضييع الوقت وهو بعيدا عن زملاءئه المرابطين في الصفوف الأولى قائلا عدة مرات شهدتها شخصيا ” لم نأتي من اجل رتب او تضيع الوقت في سبيل الحصول عليها أنا أتيت من أجل وطن أنا أتيت انال الشهاده)، هكذا واصل حميد العاتي نضاله مع افراد اللواء 81احتياط وشارك في العديد من الجبهات في نهم وصرواح والمخدره رغم ابعاده من التشكيل القتالي لبعض تلك المهام حرصا على راحته الصحيه حيث كان حديث الاصابة وللمرة الخامسة الا انه كان يتمكن من الوصول للمواقع واللحاق بزملائه رفاق السلاح، ففي المرة الاخيرة بل واليوم الاخير من حياته كان الشهيد ممن وردو اسلحتهم وكان ظمن الراحه الا انه ظل يحاول الحصول على سلاح مرار حتى تمكن من الحصول على سلاح عهده عليه من احد الزملاء المتواجدين في مقر اللواء ، وحاول الكثير من اقناعه بالعدول عن قراره الا انه اصر على اللحاق بالكتيبة المرابطة في جبهة نهم ، واردف في رده قائلا ” مليت انا من الجلسه، انشاء الله لن اعود الاشهيد او منتصر ) ، والجدير بالذكر ان الشهيد في اسبوع استشهاده ظل يردد كلام يتوق فيه للشهاده قائلا ( انا مرشح شهيد) ولم يحلم بالترشيح كضابط رغم ان كلاهما يستحقان نضاله وتضحياته.
     رحم الله شهيد الوطن

  حميد محمد يوسف ناجي العاتي

 والهمنا نحن في الجيش الوطني

   ومنتسبوا اللواء 81احتياط

وأسرة الشهيد الصبر والسلوان

 *انا لله وانا اليه راجعون*

شاهد أيضاً

حجة.. قتيل وجريح من “المواطنين” برصاص مسلح حوثي يعمل “حارساً” لـ “دورة صيفية مغلقة”

اقليم تهامة ـ حجة سقط مواطن قتيلاً بينما أصيب آخر، برصاص مسلح حوثي يعمل حارساً …